|
يرفع التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن يافطة قصف منازل الرئيس السابق وأقاربه ، بينما نكتشف في نهاية الهجوم العدواني أن منازل مدنيين سوت بالأرض بمن فيها ، وأن حجم الدمار هائل ومفزع ، وأن العالم لا يكترث لدمنا المسكوب وأشلاءنا الممزقة .
الساعة الواحدة مساء والناس آمنة في بيوتها ، واذا بالصواريخ هائلة التدمير تقصف هذه الأحياء الفقيرة بالعاصمة الأكثر فقرا في البلد الذي يبلغ سكانه أكثر من 25 مليون يعيشون على أقل من دولارين في اليوم ، فتزيدهم موتاً وفقراً ودماراً ، لكنهم يخرجون من تحت التراب أكثر إباءاً وكرامة .
سقط سبعون شهيداً من الأطفال والنساء والرجال وأزيلت ثلاثة منازل بقاطنيها وتدمرت عشرون أخرى جزئياً وتضررت عشرات المنازل في القصف الذي استهدف منزل يحيى صالح فألحق كارثة انسانية بمن حوله ، بينما اكتفت وسائل الإعلام بخبر قصير يختزل المجزرة المدوية ب" قصف منزل مقرب من الرئيس السابق ".
يسيل الدم اليمني في صنعاء وأغلب المدن اليمنية وكأنه شلال ماء ، وسط صمت عربي ودولي ، حيث تكتفي الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمؤسسات الدولية بالإعراب عن قلقها مما يحدث في هذا البلد العربي الذي انهكته الصراعات وتحويله الى ساحة لجنرالات الحروب وتجار الأسلحة بالداخل والخارج .
تسوق السعودية اعذار واهية حيث ترى أنها بكل هذه العمليات الجنونية تستهدف إعادة الشرعية ، ولعلي أوجه سؤالاً هنا "هل كانت الشرعية مخبأة في لعبة طفل صغير أُخرج ممزق الأشلاء من تحت الأنقاض في قصف صنعاء أو صعدة أو تعز أو عدن ".
الدم اليمني واحد في كل المدن ، والدمار الذي يلحق بأي جزء من اليمن ، هو دمار لليمن بأكملها ، وعلى المتصارعين المتحاورين في جنيف أن يعلموا أن العالم لا يكترث لهذه الدماء والأرواح اليمنية الطاهرة النقية ولهذا الدمار الممنهج للمدن والحضارة والتاريخ والبنية التحتية .
عليهم أن يعوا جيداً أن الفاتورة الباهضة من أشلائنا تزداد كل يوم وأن دماء الأبرياء تسيل كل ثانية وأن الحل يكمن في أيديهم وحدهم ، فالتنازلات للإخوة وصون قداسة الدم الواحد ينبغي أن يسود ، ولتتحد أيدي سبأ من أجل يمن يسوده السلام ويرفض العدوان .
في الإثنين 15 يونيو-حزيران 2015 10:15:34 م