|
*منير المحجري
=================
لم يكن تغيير "البكري" مشلكة بذاتها فهو مجرد موظف يخضع بقاءه من عدمه للمصحة المعتبرة زماناً ومكاناً ولم يكن تصدره لمشهد المقاومة عن منصبٍ وعده إياه ..
لكن المشكلة التوقيت وقد تجلت في "هادي" غياب الرؤية بوضوح ، وضيق أفقه السياسي بجلاء ، وفقد بوصلة توجهه منذ اللحظة الأولى للمعركة هناك في دماج ، وغاص بعمق في أزقه حقده .
"هادي" في كل لحظة يفاجئ الصديق قبل العدو بمواقف تفتقر إلى الحكمة ، وقرارات مربكة ، وتحركات منتهية بألف علامات إستفهام ، كثيرٌ من تصرفاته وقراراته وتحركاته خدمة المليشيا أكثر من الشرعية .
من حقك يا "هادي" أن تغيير .. لكن إختلاق مبررات عابرة للحدود وقاحة تكشف عن إنتهازية مقيتة ، وتعبر عن عدم إدراك للمتغيرات ولا للمآلات وتفتح باباً لمزيد من الإرتباك على الأرض ..
كل ما سبق ربما يمكن التعامل معه نظرياً فقد تعودنا على مثل هذه الصفاقة ومثل هذه الهمجية ، والغباء ، والحمق ، والإنتهارية ، والإنتقام ...
لكن المخيف هو أن يكون توقيت "التغيير" و "البديل" مدخلاً من مداخل الإنزلاق نحو الهاوية السحقية فقد تتداخل فيه كل معطيات الحاضر والمستقبل ، وَتُستَجَّرُ فيه كل أحقاد الماضي ..
كيف لا وقد فُهِم "التغيير" والبديل المتوقع على أنه إنتصار طرف "أبين " على "يافع " كطرفين من طرفي أحداث 86 وفهمه أخرون على أنه إستمرار لإنتهازيتك تجاه فصيل سياسي ، وفهمه " ثالث " أنه إعادة إنتاج لمنظومة الفساد السابقة كرافعة يمكن لك إدارتها بالزلط ، وفهمه "رابع" أنه إرباك متعمد من قبلك للتحالف ، وفهمه "خامس" أنه تعاون مباشر مع إيران ، وفهمه "سادس " أنه ترتيب لما بعد النصر .
وبذلك فتحت الباب على مصراعيه لكل الأطراف التي ليس من مصلحتها إستقرار عدن كعاصمة مستقبلية ، ومنحت الحوافيش وإيران فرصة ما كانوا يحلمون بها ..
وهو ما سيمكنهم من العودة إلى المشهد عبر العديد من أدواتهم القذرة وهم أكثر خبرة مراساً في ذلك ومنها قاعدة عفاش وحراكيشه ، وحراكيش إيران وسنشهد مفخخات ، وتصرفات لامسئولة ، وأعمال عنف ، وإغتيالات ، وإقتحامات لمؤسسات ،وإعتراض على قرارات وتصوير كل ذلك أنه ردة فعل رافضة لقرار "التغيير" وإلصاقه على عدة أطراف وخصوصاً "الإصلاح" لأسباب معروفة .. وستحضر الضالع ولحج مقابل أبين ، والمال اليافعي مقابل الحضور البدوي ، وسنسمع عن فضايح الخيانات المتبادلة ، ونهب السلاح الذي وصل ، والأموال التي نهبت وربما سنكتشف كيف سقطت عدن وكيف أسر الصبيحي ..
الأمر الذي سيُعَقَّدُ المشهد تماماً وتزاد معه لوعة المواطن المسكين ، ومعاناة الوطن المكلوم ، وحسرة مقاومين يجدون تضحياتهم يقطف ثمارها إنتهازيون ، وجرحى يرون عذاباتهم جسر عبور للمفسدين ، وأسر شهداء لم يصلوا إلى الهدف الذي من أجله ضحوا بفلذات أكبادهم في سبيله .. وربما يدفعهم ذلك إلى التمرد على الواقع ..
والإنفتاح على المجهول .. وستكون الشرعية مدعومةً بالتحالف عاجزةً عن إعادة الأمل لعدن ومعها تزداد هوة الخلاف بين أطراف الشرعية وداعميها إتساعاً وربما يؤثر ذلك على معركة تحرير صنعاء ..
هنا يمكن القول أننا أمام موجة صراع جديدة ستكون "عدن" مسرحها وربما تقودنا إلى ما هو أفضع من أحداث 86 والسبب كله إنتهازية "هادي " وضيق أفقه السياسي ..
في الثلاثاء 15 سبتمبر-أيلول 2015 09:22:06 م