لندن ووارسو تستعدان لمواجهة موسكو وبرلين!
الجمعة 22 يونيو-حزيران 2018 الساعة 06 مساءً / المركز اليمني للإعلام
عدد القراءات (504)

 

اتفقت وارسو ولندن على تعزيز التعاون في مجالات الدفاع والأمن والإعلام في توجه يرى المراقبون فيه أنه يستهدف روسيا وألمانيا.

وترسخ التفاهم الدبلوماسي والأمني البولندي البريطاني خلال محادثات أجراها وزيرا الخارجية والدفاع البريطانيين بوريس جونسون وغيفين ويليامسون مع نظيريهما البولنديين ياتيك تشابوتوفبتش وماريوش بلاشاك في وارسو أمس الخميس.

ويبدو أن التقارب مع بريطانيا يشكل عنصرا مهما في استراتيجية تسعى من خلالها بولندا لأن تتحول إلى قوة إقليمية مؤثرة، فعروض وارسو لاحتضان قوات وقواعد عسكرية بريطانية وأمريكية لا ينجم عن مخاوفها من "الخطر الروسي"، بقدر ما هي تعكس اعتقاد القادة البولنديين بأن زيادة الوزن العسكري سيترجم إلى وضع بلادهم السياسي كدولة محورية في شرق أوروبا تتولى الوساطة بين دول الاتحاد السوفيتي السابق وفي مقدمتها أوكرانيا، والغرب.

مواقف متشابهة شرقا وغربا

تلاقي أولويات الساسة الخارجية في كل من وارسو ولندن يسهل تمتين التعاون، فشرقا تتفق العاصمتان على ضرورة التصدي لما تصفانه بـ"حملة التضليل الإعلامي الروسية"، كما أظهر البلدان استجابات مماثلة لكل الأزمات الدبلوماسية ابتداء من أحداث أوكرانيا 2014 وقضية تسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا مارس الماضي.

أما غربا، فتواجه لندن ضغطا قويا من برلين وباريس بشأن الخلافات الاقتصادية والمالية في المفاوضات حول انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بينما لا تطرح وارسو أي مطالب للبريطانيين بهذه الصدد.

في المقابل، وعندما تعرضت بولندا لانتقاد الاتحاد الأوروبي الذي اعتبر أن إصلاحاتها الدستورية تعزز السلطة التنفيذية على حساب القضائية وتغذي النزعات التسلطية، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أنها لا تشاطر موقف بروكسل هذا ووصفت ما يجري في بولندا بأنه "شأن داخلي".

بالإضافة إلى ذلك، يستند التحالف البولندي البريطاني المتبلور إلى هواجس الماضي، حيث لم ينس البولنديون الجرائم التي ارتكبها النازيون الألمان ضدهم خلال الحرب العالمية الثانية، وتنشيط تطلعات برلين السياسية في عهد المستشارة أنغيلا ميركل يعيد إلى ذاكرتهم مخاوف تاريخية دفينة، علّ نشر قوات أمريكية وبريطانية في أراضيهم أن يخففها.

مخاطر على روسيا

ويرى المراقبون أن تضافر جهود وارسو ولندن قد يلحق ضررا بمصالح روسيا على محورين، أولهما مسألة أنابيب "السيل الشمالي-2" لضخ الغاز من روسيا إلى شمال أوروبا والذي تعارضه بولندا بشدة، وتحظى في ذلك بتأييد لندن، مقابل موقف برلين ذات المصلحة في إنجاز هذا المشروع.

والمحور الثاني يتمثل في علاقات روسيا بحلف الناتو، الذي يوجه قادته لموسكو في الفترة الأخيرة رسائل تطالب بضرورة تحسين العلاقات الثنائية، فيما ترفض بولندا وبريطانيا هذا التوجه وقد تحاولان خلال قمة الحلف الشهر المقبل تفريغ البيان الختامي من أي إشارات إلى احتمال التطبيع.

المصدر: نوفوستي


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
التحالف الدولي يستهدف موقعا للجيش السوري قرب التنف
فضيحة داخل منظمة "أطباء بلا حدود" .. الدواء مقابل الجنس!
رئيس هيئة الأركان الأردني يلتقي مدير القيادة والسيطرة الأمريكي
زاخاروفا: هناك تحضيرات لاستفزازات كيميائية في سوريا وسيتهمون دمشق
قطر تعلن عن حزمة استثمارات ضخمة ومساعدات للأردن