زعم رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن عيدروس الزبيدي، أن أبناء الجنوب يرفضون عقد جلسة لمجلس النواب "البرلمان" في مدينة عدن الساحلية جنوبي البلاد، التي تسعى حكومة "هادي".

وقال الزبيدي الذي يزور موسكو حالياً في حوار مع قناة "روسيا اليوم RT" مساء الجمعة، إن الرئيس هادي، هو رئيس شرعي ولا خلاف عليه وسبق وان عاد لعدن، لكن عقد جلسة مجلس النواب بعدن التي تتخذها حكومة هادي عاصمة مؤقتة للبلاد، سيحدث فوضى عارمة بسب الرفض الجنوبي لانعقاد المجلس.

وأضاف أن الشعب الجنوبي مسيطر على أرضه وهناك محاولات إخوانية معروفة لتصدير الإرهاب إلى عدن وكل الجنوبيين مجمعين اليوم على استعادة الدولة الجنوبية وإعلام الاصلاح يضخم الأحداث.

ويشير الزبيدي بمحاولات الاصلاح والذي تتهمه قيادات ونشطاء في جنوب اليمن، باستمرار تعطيل تحسين الخدمات في عدن والوقوف وراء القلاقل الأمنية في المدينة الساحلية جنوبي اليمن، بالإضافة إلى تأخير حسم الحرب ضد الحوثيين من خلال التنسيق الخفي معها.

وتستعد حكومة هادي لعقد جلسات مجلس النواب من عدن التي تتخذها هذه الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، سيما وأنها تمكنت خلال الأيام الماضية من استقطاب الكثير من البرلمانيين المتواجدين خارج البلاد، ومنهم من فر مؤخراً من قبضة الحوثيين بصنعاء، وأغلبهم من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام صاحبة الأغلبية المطلقة في مجلس النواب.

ويرفض بعض الجنوبيين عقد جلسات البرلمان في عدن، معتبرين أنه لا يلبي متطلباتهم وتطلعاتهم، كما يعتبرون معظم أعضاءه من بقايا ما يصفونه بـ"الاحتلال اليمني".

وحول وجود خلاف بين المجلس الانتقالي وحكومة الرئيس هادي.. قال الزبيدي: "الخلاف الاستراتيجي الذي بيننا هو إشراك جماعة "الاصلاح" في هذه الحكومة، وحزب الإصلاح بالذات، ونسبة كبيرة من الإخوان يعملون تحت يافطة الشرعية ونحن متحفظين على ذلك، لأنهم أساس البلاء والمشاكل التي يعاني منها الشمال والجنوب، هم فشلوا في جبهات القتال في الشمال وصدروا لنا الإرهاب في الجنوب من خلال القاعدة"، مطالباً الرئيس هادي بإعادة باستبعاد "الخطر الأخواني".

وفي ما يتعلق بعدم وجود إجماع جنوبي كامل مع المجلس الانتقالي قال الزبيدي: "لن نقول ان المجلس الانتقالي يمثل كل الجنوبيين مائة بالمائة وهناك منهم ليسوا مع المجلس ونحترمهم وفتحنا حوار مع كل من هم ليس مع المجلس الانتقالي من القوى الجنوبية".

وأضاف: "نحن نعتبر الملك السعودي ولي أمر كل المسلمين، وفي تعز يتم تقاسم الشوارع بين الحوثيين والاصلاح".

وأشار الزبيدي إلى أن الحوثيين يعدون لمعركة جديدة في مدينة الحديدة غربي اليمن، وأن الجنرال مايكل لوليسغارد رئيس لجنة المراقبين الدوليين لتنسيق إعادة انتشار القوات بالحديدة أكد رفض الحوثيين لتنفيذ أتفاق السويد.. وقال إن قوات العمالقة وحراس الجمهورية والمقاومة التهامية وهي القوات الموالية لهادي المشتركة المدعومة من التحالف، كانت على بعد 3 أيام من إسقاط الحديدة، ولكن تدخل الأمم المتحدة أوقف العملية.

وبشأن مباحثاته في موسكو ولقائه نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، أفاد الزبيدي "أن الجانب الروسي أبدى تفهماً بأنه بدون إشراك الجنوبيين لا يمكن أن يتحقق السلام في اليمن".

وذكر الزبيدي أن الروس على مسافة واحدة من الأطراف باليمن، مضيفاً: "نحن بنينا معهم دولة مدنية استثنائية بالجنوب كانت قوية في الشرق الأوسط من السبعينات إلى التسعينات وليسوا بعيدين عنا، وهم متفهمون أنه بدون إشراك الجنوبيين لا يمكن أن يتحقق السلام".

ويُنصِّبُ المجلس الانتقالي نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن المجلس يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.

ويفرض المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، سيطرته العسكرية على مناطق واسعة في عدن، وحاول في نهاية يناير العام الماضي القيام بمحاولة انقلاب عسكري فاشلة ضد الحكومة الشرعية في اليمن للإطاحة بها.

ولا يقر المجلس الانتقالي بتبعيته لحكومة هادي ويسيطر على أغلب المناطق في مدينة عدن، ويؤكد أن مساندته لقوات التحالف بقيادة السعودية تندرج في أطار مساعيه لتحقيق "مشروع استعادة دولة الجنوب" حد تعبيره.