قصف عدن يخلط الأوراق اليمنية رأي القدس
الأربعاء 07 أكتوبر-تشرين الأول 2015 الساعة 11 صباحاً / المركز اليمني للاعلام - القدس العربي
عدد القراءات (1235)

تعرّضت الحكومة اليمنية والتحالف العربي ضد المتمردين الحوثيين أمس إلى نكسة خطيرة في العاصمة المؤقتة عدن التي شهدت هجمات مفاجئة استهدفت مقر إقامة الحكومة وأسفرت، حسب الأرقام الواردة، عن مقتل 18 شخصاً بينهم 15 جنديا، 4 منهم من دولة الإمارات العربية المتحدة، كما ذكرت بعض مصادر التحالف نبأ مقتل جندي سعودي.
قبل هذه النكسة كانت الحكومة اليمنية والتحالف العربي المناصر لها قد حققا تقدما كبيرا في إطار مساعيهما لتحرير اليمن من قبضة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح.
تمثل هذا الإنجاز سياسيا بعودة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي بعد عودة الحكومة الشرعية ورئيسها خالد بحاح، وعسكريا باستعادة مناطق استراتيجية أهمها مضيق باب المندب والجزء الأكبر من مأرب وصولا إلى صرواح التي سيكون تحريرها مقدمة للهجوم على العاصمة اليمنية صنعاء، وكذلك استعدادها لبدء معركة استعادة مدينة تعز.
بعد اعتباره هجوما من الحوثيين وقوات صالح على الحكومة أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» مسؤوليته عنه، وهو أمر، لو ثبت، فمن شأنه خلط الأوراق بشدة في اليمن.
فلو أن المنفذ كان الحوثيين وقوات صالح، فإن هذا الهجوم سيعتبر ردا متعدد الوجوه على أحداث متعاقبة، فهو يتزامن مع الزيارة التي يقوم بها رئيس الجمهورية اليمنية هادي إلى الرياض والتي التقى فيها بالملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وهو ما يعني استهداف للسعودية ولتحالفها مع هادي، كما أنه يأتي في إطار رد الحوثيين وقوات صالح على الضربات الموجعة التي تلقوها في باب المندب ومأرب، وأخيرا يعتبر رداً على قطع اليمن علاقاته الدبلوماسية مع إيران.
يوجه هذا الهجوم ضربة لتأكيدات المسؤولين الخليجيين الأسبوع الماضي أن عدن «آمنة»، وهذا الأمر كان في أساس عودة الحكومة اليمنية ومن ثم الرئيس هادي إليها الشهر الماضي.
ولم يتوقف الهجوم الصاروخي على إصابة مركز إقامة الحكومة فحسب، بل استهدف أيضاً مقر القيادة العسكرية الإماراتية في عدن، وهو ما يعني، لو كان الحوثيون هم المنفذ، وجود معلومات استخبارية وعسكرية دقيقة لديهم، كما يمكن أن يعني، تقصدا في استهداف الإمارات، التي خسرت حتى الآن 63 من جنودها.
أما إذا كان تنظيم «الدولة» هو المنفذ فهذا يعني أن حملة التحالف العربي ضد الحوثيين ستكون مهددة بشكل أكبر بكثير مما توقعت.
يكشف كل من توقيت ودقّة الهجوم وخطورته عن ديناميّة واضحة في التنفيذ، وإذا اضيف إلى هذا أن الحلف الحوثي ـ الإيراني، ما زال مسيطراً على الشمال اليمني والعاصمة، ناهيك عن العتاد والقوات المحترفة، والجمهور المؤيد الذي لا يستهان به، فهو سيسمح بهامش مناورة أكبر لهذا الحلف سياسيا وعسكريا، كما أنه سيضع شكوكاً كبيرة على أهداف ما يسمى «الدولة الإسلامية» في اليمن، لكونها، بهذه الضربة، قد دخلت في حلف موضوعي مع الحوثيين.
هذا التغيير على المشهد اليمني سيزيد من حظوظ الحوثيين وصالح في الصمود أمام الحصار والهجومين البرّي والجوي، فالدعوات التحريضية السياسية ضد دول الخليج العربي والسعودية التي يستخدمها الحوثيون ستتلاقى، إلى حين، مع الدعوة التحريضية لتنظيم «الدولة»، في انسجام بين المتطرفين السنّة والشيعة، لن يكون مجزياً سياسياً للطرفين ولكنه كفيل بفرض فوضى هائلة في اليمن.
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
مصرية تزوجت 4 رجال فى وقت واحد فقتلوها في أسيوط
رئيس وزراء فنلندا يعرض منزله على طالبي اللجوء
صالح يوجه ضربة قاسية لأبوظبي: مقتل 45 جندياً إماراتياً بصاروخ على مخزن أسلحة
عالم فلك: ظهور نقطتين ضوئيتين فوق الكعبة “من علامات الساعة”
علماء: زلزال سيضرب البحر المتوسط يعرض 130 مليون شخص للخطر