تباين المواقف اليمنية بشأن استئناف الحوار بين الحكومة والحوثيين
الثلاثاء 20 أكتوبر-تشرين الأول 2015 الساعة 05 صباحاً / المركز اليمني للإعلام-صنعاء
عدد القراءات (1351)

تتجه الأطراف المتنازعة في اليمن٬ وهي القيادة والحكومة الشرعية٬ ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي ونائبه٬ رئيس الوزراء٬ خالد محفوظ بحاح٬ من
جهة٬ والحوثيون والرئيس السابق علي عبد الله صالح٬ نحو عقد جولة مباحثات جديدة برعاية الأمم المتحدة٬ والتي يتوقع أن تحتضنها مدينة جنيف السويسرية٬
أواخر الشهر الجاري.

وأكدت القيادة اليمنية الشرعية أنها وافقت على المشاركة في هذه المباحثات٬ بعد تلقيها تأكيدات من الأمم المتحدة٬ بموافقة الحوثيين وصالح على تنفيذ القرار
الأممي ٬2216 والذي ينص على وقف الحرب وانسحاب الحوثيين من المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة إلى الدولة اليمنية٬ وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين٬ وفي
مقدمتهم وزير الدفاع٬ اللواء محمود سالم الصبيحي٬ وغيره من المعتقلين.

وتتباين المواقف والآراء في الساحة اليمنية من موضوع استئناف مفاوضات السلام من أجل التوصل إلى تسوية سياسية في اليمن٬ فهناك من يرى أن الأطراف
المتحاربة وصلت إلى حد الإنهاك وأنها تريد أن تضع الحرب أوزارها والدخول في عملية سياسية. وهناك من يعتقد بأن الحوثيين باتوا يدركون أن هزيمتهم
النهائية وشيكة وأنهم سيخسرون الحرب٬ عاجلاً أم آجلاً٬ خاصة بعد سيطرة القوات المشتركة٬ على معظم أرجاء محافظة مأرب وعلى باب المندب وقرب
تحرير ما تبقى من مأرب وشبوة ومحافظة الجوف كاملة٬ في عملية عسكرية وشيكة.
إضافة إلى مؤشرات قوية على قرب سقوط المناطق في الساحل الغربي٬ وهي ميناءا الحديدة والمخا٬ على البحر الأحمر٬ وكافة الموانئ والبلدات الصغيرة على
ذلك الساحل الطويل٬ بعد ضربات قوات التحالف المركزة مؤخرا.

ويعرب مراقبون ومحللون سياسيون يمنيون عن أملهم في أن تكون الأطراف المتنازعة وصلت إلى قناعة بأن الحسم العسكري في بلد كاليمن٬ غير ممكن٬ حيث
يقول الباحث والكاتب اليمني المعروف٬ عبد الباري طاهر لـ«الشرق الأوسط» إن اليمن «ما يحل مشكل اليمن هو التحاور والعودة إلى مصالحة مجتمعية شاملة
وإلى حل سياسي وليس حلا عسكريا».
وبنظر طاهر٬ فإن تاريخ اليمن مثقل بالصراعات السياسية٬ وأيضا بالصراعات العسكرية عبر التاريخ٬ التي لم تحسم عسكريا لأي طرف من الأطراف٬ بحسب
اعتقاده.
وعند الحديث عن تسوية سياسية في اليمن لأزماته المتلاحقة٬ تبرز القضية الجنوبية٬ كإحدى القضايا الرئيسية والملحة٬ فالجنوبيون يرون أنهم أبعدوا من المشهد
السياسي وهمشوا بعد الحرب التي شنها الرئيس السابق عبد الله صالح وحلفاؤه السياسيون والقبليون٬ في صيف العام 1994. على الجنوب٬ والتي انتهت٬
حينها٬ لصالحه.
ولكنهم٬ ومنذ ذلك التاريخ٬ يناضلون٬ بطرق سلمية٬ لعودة ما يرونه حقا جنوبيا في السلطة والثروة والشراكة٬ فيما يذهب بعضهم إلى المطالبة بما يسمى «فك
الارتباط» أو الانفصال٬ وفي هذا الجانب تبرز إشكالية عميقة تواجه الرئيس عبد ربه منصور هادي في كيفية البحث عن حل للجنوب الذي ينتمي إليه٬ والذي
تعاظمت الأصوات فيه المنادية بالانفصال٬ حيث يمثل هادي الشرعية اليمنية كاملة٬ ولن يستطيع الحديث عن جزئية الجنوب٬ كما أن بعض الأوساط ترى أن
الجهات الجنوبية المؤيدة للشرعية٬ ليست ممثلا كاملا للأصوات الجنوبية.

يقول فؤاد راشد٬ أمين سر المجلس الأعلى للحراك الجنوبي «إن كل ما يجري٬ في دهاليز اللقاءات السياسية فيما يتعلق بقضية اليمن ووضع الجنوب٬ يتم بعيدا
عن الحراك الجنوبي الذي هو الحامل السياسي للقضية منذ عام 2007 ويصر الجميع على المضي في تسويات بعيدا عن الحراك الجنوبي وفي أحسن الأحوال
يستدعون من لا يمثل الحراك باسم الحراك رغم إقرار مجلس الأمن والأمم المتحدة في قراراتهم المتعلقة باليمن بوجود الحراك الجنوبي كحامل سياسي للقضية
الجنوبية التي هي بنظرنا قضية وطن وهوية».

ويؤكد راشد أن «أي تسويات بعيدا عن مشاركة الحراك الجنوبي لن تقبل جنوبيا وسنواصل رفضنا بطرق متعددة أضحت اليوم بالنسبة للحراك متاحة خلافا
للسنوات الماضية»٬ و«أننا في مليونية أكتوبر (تشرين الأول) الجاري استأنفنا النضال السلمي المتعدد الآليات وسنواصله بنفس الوتيرة وسيزداد أكثر إذا ما
هناك فرض واقع آخر مخالف لتطلعات الجنوبيين».

ويرى القيادي الجنوبي أن من «المضيعة للوقت الإصرار على تجاهل الحراك وعدم إشراكه في الحوارات السياسية المقبلة٬ تحت رعاية الأمم المتحدة بشأن
مستقبل الشمال والجنوب وليس هناك ما يبرر تغييبه وليس حجة القول بتعدد مكونات الحراك»٬ كما أكد أن «المضي في تسوية بعيدا عن الحراك والتصغير من
شأنه سيضيع على الجميع فرصة إيجاد تسوية متكاملة من جميع الأطراف اللاعبين ولن يحقق تطلعات كل جهة».

غير أن الباحث عبد الباري طاهر٬ وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول موقف الجنوب من التسوية السياسية٬ يقول: «لم يعد هناك حزب واحد
يستطيع أن يعبر عن اليمن ككل»٬ لأن «الأطراف التي توزعتها الحرب٬ أصبحت طرفا في المشكلة أو٬ على الأقل٬ لديها مواقف سلبية مما يجري»٬ مشيرا إلى
أن اليمن «إذا ما سكتت أصوات المدافع ودخل الناس في حوار وعادوا إلى العملية السياسية٬ فإن المواقف ستتضح ويستطيع الجنوبي والشمالي وأبناء كل
المناطق٬ التعبير عن همومهم ومعاناتهم لأن الروح التي ستسود أثناء الحوار٬ تختلف عن تلك أثناء الحرب».

وفي أحاديث متفرقة مع «الشرق الأوسط»٬ أكد عدد من السياسيين اليمنيين أن القيادة تستوعب حجم التحديات الراهنة في البلاد٬ بشكل عام والجنوب بشكل
خاص٬ وأن الجنوب سوف يحظى برعاية خاصة من «الشرعية» ودول التحالف٬ لكن٬ حسب اعتقادهم٬ أن المشكلة تكمن في الطرف الآخر. أي الحوثيين
وصالح لسعيهم إلى استمرار النزاعات في مناطق متعددة٬ مقابل تحقيق أهدافهم التي يصبون إليها٬ وهي أهداف خارجية بامتياز٬ وأكد هؤلاء السياسيون على أن
الأيام المقبلة سوف تشهد ما يثبت عدم رغبة المتمردين الانقلابيين في التوصل إلى وقف الحرب والسلم.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
اليمن..مناورات أم جدية في المفاوضات ؟
أبناء المكلا يطردون المتشددين من منابر المساجد
صحيفة فرنسية: حروب بالوكالة تدور باليمن والشعب هو المتضرر الأكبر
من أشعل الطائفية باليمن؟
حزام أمني في مأرب لتحرير صنعاء ونصب صواريخ باتريوت