معركة على الأبواب

رصد المركز اليمني للإعلام وصول 7 مدرعات إماراتية تسلمتها المقاومة الشعبية والجيش الوطني ، 3 مدرعات استطاعت الوصول الى مدينة تعز عبر طرق جبلية صعبة و4 أنضمت للواء 35 مدرع بقيادة العميد عدنان الحمادي .
وبالإضافة للآليات العسكرية ، تلقى مقاتلو " الجيش الوطني والمقاومة الشعبية" أسلحة مضادة للمدرعات من بينها صواريخ التاو ، بالإضافة الى مئات التعزيزات من المقاتلين مع استمرار الإسناد الجوي الكثيف من مقاتلات التحالف بقيادة السعودية.
وفي ظل الإستعدادات الميدانية ، عقد المجلس التنسيقي للمقاومة في تعز اجتماعا برئاسة الشيخ حمود المخلافى قائد المقاومة الشعبية ناقش خلاله الخطوات النهائية لعملية الحسم وتطهير محافظة تعز من المليشيات الحوثية.
وناقش الإجتماع الذي عقد أمس الإثنين الإجراءات المتعلقة بساعة الصفر وذلك بالتنسيق مع المجلس العسكري وقيادة التحالف العربي وخطوات كسر الحصار المفروض على مدينة تعز.
وطالب المجلس جميع أبناء تعز بالاستعداد لعملية تطهير المحافظة من المليشيات وتوفير حراسات أمنية وتسيير دوريات بصفة مستمرة لاستتباب الأمن خلال الفترة القادمة.

أشهر من التسويف 

خلال الأشهر الماضية تناولت تصريحات قادة التحالف العربي وقوات الجيش الوطني بتعز والمقاومة الشعبية توجه التحالف لدعم تحرير المدينة التي اعتبرتها الحكومة والمنظمات الدولية بـ"المنكوبة".
وعادة ما ردد الرئيس عبدربه منصور هادي ونائبه رئيس الوزارء خالد بحاح على قرب تحرير المدينة الأكبر من حيث عدد السكان وذات الموقع الإستراتيجي الهام ، لكن هذه الوعود عادة لا تجد طريقاً للواقع .
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وقادة عسكريون ميدانيون تعهدوا بمواصلة الزحف نحو محافظتي الضالع وتعزلتحريرهما كما يقولون خلال الايام القليلة المقبلة من المسلحين الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح.
لكن بطء قوات الحكومة الشرعية وسرعة الحوثيين وقوات صالح على أرض ، يجعل الثانية تتقدم في اكثر من جبهة ، حيث سيطرتا على مدينتي دمت وجبن في الضالع وجبل الياس الإستراتيجي المطل على قاعدة العند بالقبيطة ومعسكر في القرب من المخا .

التحالف: معركة فريدة في تعز
كشف ناطق قوات التحالف العميد أحمد عسيري ان القوات السعودية هي التي ستتولى تحرير محافظة تعز , وذلك مع اعلان المجلس العسكري في تعز عن تجهيزات لبدء المعركة وتشكيل غرفة عمليات مشتركة مع التحالف لادارة المعركة .
ووصلت الدفعة الثالثة من القوات السودانية المشاركة 400 جندياً ضمن قوات التحالف وصلت إلى عدن ، وتشير الأنباء إلى أنه تم نقل القوات إلى قاعدة العند الاستراتيجية فى محافظة لحج المجاورة لتعز للمشاركة فى تحرير المحافظة.

وقال عسيري ان عملية تحرير تعز ستكون عملية فريدة من نوعها والقوات السعودية ستتولى شرف تحرير ترابها .. مشيرا الى ان التحالف سلح المقاومة والجيش الوطني بأحدث أنواع الأسلحة لحسم معركة تعز، مبينا أن قذائف "التاو"قادرة على إصابة أهدافها وبدقه.
وأشار العسيري إلى أن قوات عسكريه عالية التسليح في طريقها الى تعز، بعد أن عزمت قيادة قوات التحالف على إنهاء أمر الحوثيين وصالح إلى الأبد.
وفي ختام حديثة أكد العسيري على أن استخدام قاعدة العند الجوية يحرز تقدما كبيرا في عملية تحرير تعز وأن قوة مشتركة تتحرك في الأثناء من عدن إلى تعز.

هل هي معركة سهلة ؟
قال اللواء ركن دكتور، ناصر الطاهري نائب رئيس هيئة الأركان العامة بالقوات المسلحة في اليمن، أن عملية تحرير تعز لن تدوم أكثر من 14 يوما منذ انطلاق العملية، لافًتا إلى أن المقاومة الشعبية في الداخل، والمدعومة بقيادات عسكرية ذات خبرة، نجحت في فتح ثغرات مكنت القوات المسلحة من إرسال مجاميع لمساندتها في مواجهة ميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح.
لكن مراقبون يرون الى وجود ترسانة عسكرية ثقيلة للقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح والحوثيين على مشارف المدينة ، الأمر الذي يصعب من تحرير المدينة التي تتعرض للقصف لأكثر من 6 أشهر متتالية .
الحوثيون من جانبهم يتحدثون في المقابل عن تقدم كبير لمقاتليهم في تعز وسيطرتهم على عدة مواقع فيها وقتل أعداد كبيرة ممن يسمونهم بـ"الدواعش وميليشيات هادي" بحسب تقارير بثتها قناة المسيرة التابعة للحوثيين.
وفي الأسبوع المنصرم تقدم الحوثيون في مناطق بماوية المحيطة باللواء 22 ميكا بالجند بالإضافة الى تقدمهم في منطقة ذباب وسيطرتهم على معسكر العمري بعد تراجع لقوات المقاومة .
وكثف مسلحو الجماعة المدعومة من إيران هجماتهم في الأسابيع الأخيرة على امتداد غرب تعز وجنوبها في اتجاه باب المندب ومحافظة لحج الجنوبية، ومن جهة شمال على امتداد الضالع، في محاولة للتوغل مجدداً في عدن والمحافظات الجنوبية التي طردوا منها في يونيو المنصرم .

ويرى مراقبون أن الحوثيين من خلال فتحهم جبهات جديدة نحو الجنوب يحاولون تخفيف الضغط على قواتهم في تعز ومأرب والجوف ويسعون إلى صرف انتباه التحالف وقوات الجيش الوطني وتأخير تقدمه نحو صنعاء من جهة مديرية «صرواح» غرب مأرب.
وحسب المراقبين فإن من أهداف قوات الحوثي وصالح استغلال الوقت واغلاق المنافذ القادمة من عدن و التي من المتوقع ان تنطلق منها قوات التحالف العربي لتحرير المدينة .

كلفة بشرية أكبر
مع تأخر تحرير المدينة يسقط المزيد من الضحايا وتتراكم أوجاع المواطنين الذين يتعرضون لعقاب جماعي من قبل القوات المحاصرة للمدينة .

وتواصل مليشيات الحوثي وصالح استهداف الأحياء السكنية بمدينة تعز بقذائف الهاوزر والهاون وصواريخ الكاتيوشا مخلفة عشرات القتلى والجرحى معظمهم من الأطفال .
وخلا ل الأسبوع المنصرم فقط وصل عدد ضحايا القصف العشوائي للحوثيين وقوات صالح 51 القتلى بينهم 12اطفال و 5 نساء 94جريح 48% نساء واطفال.

الى ذلك تغلق مليشيا الحوثي وصالح المدخل الوحيد لمدينة تعز من الجهة الشرقية، ويأتي هذا الإجراء ضمن الحصار الخانق المفروض على المدينة ومنع دخول اسطوانات الأكسجين ومياه الشرب والمواد الغذائية والأدوية والمشتقات النفطية وغاز الطبخ وتقييد حرية التنقل واختطاف المواطنين ونهب ممتلكاتهم.

وحذرت منظمات اغاثية من إنعدام شبه كامل للا كسجين الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية تتهدد حياة الجرحى والمرضى في غرف العناية المركزة وممايضاعف من تفاقم المشكلة عدم قدره المستشفيات استقبال الحالات الجديده الذي يخلفها القصف العشوائي على الأحياء السكنية للمدنيين وعدم القدرة على تنفيذ العمليات للجرحى بسبب نفاد الأكسجين.