في اليمن.. صفارة مشؤومة تنذر بقادم أسود
الثلاثاء 08 ديسمبر-كانون الأول 2015 الساعة 11 صباحاً / المركز اليمني-تقرير- عبدالحافظ الصمدي
عدد القراءات (1853)

في اليمن طوابير جديدة التحقت بالمتسولين وازدحمت التقاطعات وجولات الشوارع بأطفال المدارس حديثي عهد بالتسول إثر أزمة تفاقمها يهرول سلبياً نحو تحدي القدرة على السيطرة.. ملايين من اليمنيين هنا ينامون مساءً وليس لديهم مخزون غذائي لا يدرون من أين يمكن أن يحصلون على فطور الصباح..

المركز اليمني

- تحذير أممي..

وحذر مسؤول أممي مؤخرا من ان 20 مليون يمني على شفير الهاوية وان 82 بالمائة يحتاجون لمساعدة انسانية عاجلة.
ولفت الى ان نحو عشرة ملايين يمني يشربون مياة ملوثة..

 

ويشير تقرير صادر عن مركز الأبحاث اليمني للاقتصاد والتطور الاجتماعي إلى ان معدلات البطالة في اليمن قفزت الى مستويات قياسية بفعل الاضطرابات السياسية والحروب التي تشهدها البلاد..

 

ووفقا للتقرير فان عدد العاطلين بالنسبة للفئة العمرية بين 30 و64 عاما، ارتفع إلى أكثر من 64%، وهو ما انعكس على سلبا على الحياة المعيشية ولا سيما لدى الاطفال والنساء الفئتين الأكثر تضررا، وفاقم الازمة الانسانية في البلاد.

 

وكان تقريرا اقتصاديا صادرا عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي في اليمن، بداية 2015، أشار الى قلق بالغ من تنامي ظاهرة البطالة في البلاد التي وصفها التقرير، بأنها وصلت إلى نقطة حرجة.

 

وتذكر أحدث بيانات الأمم المتحدة انه علاوة على أن 537 ألف طفل دون سن الخامسة يواجهون خطر سوء التغذية الحاد فإن 1.3 مليون طفل اخرين يعانون من نسب اقل من سوء التغذية.

 

ولعل جزء من مفهوم الجوع هو أن تبيت وأنت لا تعلم ما إذا كنت ستجد ما تأكله في اليوم التالي أم لا، هذا ما يحدث باليمن سيما بعد اجتياح الحوثيون للعاصمة صنعاء؛ إذ بدأت تظهر صورا الأطفال بالبلاد وقد اضمحلت أجسادهم وبرزت عظامهم من الجوع.

 

وحسب تقرير صادر عن الامم المتحدة فإن أكثر من نصف مليون طفل في اليمن يواجهون سوء تغذية يهدد أرواحهم.

 

أكثر من 15 مليون نسمة، أي أكثر من نصف سكان البلاد، يعانون من «انعدام الأمن الغذائي» بعد ازدياد حالات البطالة والفقر في البلاد.. وفقا للدكتور فؤاد الصلاحي- استاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء.

 

ويشير الصلاحي الى أن نحو عشرة ملايين في حالة من انعدام الأمن الغذائي الشديد ويحتاجون إلى مساعدة فورية.

 

• طوابير جديدة للبطالة..

ما إن تيمم وجهك شطر أي شارع في مدن يمنية ، تدرك حجم الكارثة القادمة في مأساة مهيأة للتناسل إلى حد يثير الرعب وليس التخوف فحسب، حين ترى بجانب أكوام القمامة وعلى الأرصفة هناك من يبحثون عن الفتات لسد جوعهم أو من ينتظرون ما تجود به الأيدي المتيسرة من خلال التسول..

 

وانضم أكثر من 400 ألف شخص الى أعداد العاطلين في البلاد منذ عام 2011، وفقا لخبراء اقتصاديون، حيث تعطلت عدد من المؤسسات الخاصة كما انحسرت فرض الشغل، ما خلق طوابير جديدة للبطالة.

 

تؤكد الأمم المتحدة ومنظمات دولية في هذا السياق، أن أكثر من نصف سكان اليمن تقريبا، يعانون أزمة غذائية، تتفاقم يوما بعد يوم، بصورة تقرب من «صومال آخر»، على الصعيدين الإنساني والأمني.

 

وفيما عزت الدكتورة حورية مشهور- وزيرة حقوق الانسان سابقا تدهور الاقتصاد الوطني إلى خلفيات مزمنة، وفساد متراكم من قبل.. يرى الدكتور/ عادل الشرجبي - أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء- أن انتشال الشعب اليمني من الوضع الذي يعيشه، حيث يواجه المواطن اليمني الموت من جانبين والإرهاب والفقر والمجاعة، يرى الشرجبي أن ذلك في استعادة الدولة المسلوبة وفرض هيبتها وتفعيل القانون ومبدأ المحاسبة في ظل مساعدات دولية عاجلة في الجانب التنموي.

 

ويقول أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء الدكتور/ فؤاد الصلاحي: هناك أكثر من 70% من الشعب يعيش دون خط الفقر كنتاج للفساد وفشل التنمية والحروب خلال ثلاثين سنة هناك مشاكل اجتماعية لا حدود لها أطفال يعانون من المرض لعدم قدرتهم على شراء العلاج وأطفال جياع وهناك أطفال متسولون في الشوارع وتوجد عمالة أطفال - ظاهرة أطفال شوارع وكل هؤلاء خارج المدرسة لعجز أحدهم على مواصلة تعليمهم، نتيجة الوضع، إضافة إلى أن هؤلاء الأطفال يعانون من ضعف القدرة على تحقيق الصحة والتطبيب والغذاء السليم.

• مقلب مآسي..

المدن اليمنية والأرياف تعاني أزمة إنسانية تجثم بكلكلها على مستقبل شعب في بلد عُرف بالسعيد وحولته الأزمات إلى مقلب للمآسي وصفارة مشؤومة تنذر بقادم أسود.. إذ تصف تقارير المنظمات الدولية نتائج أزمته بأنها أسوأ من نتاج أزمة تعتصر الصومال منذ سنين..

المركز اليمني

ويقول الصلاحي ان ارتفاع أسعار البنزين وتحويل مصدر توفير الغاز المنزلي والمشتقات النفطية الى السوق السوداء، انعكس سلباً على أسعار المواد الغذائية والعلاج فزادت من إفقار المجتمع، حيث أنه بدلاً من أن تسير الأمور نحو تحسين أوضاع الناس بعد ثورة التغيير التي شهدها العام 2011، ساءت أوضاع المواطنين حاليا بشكل كبير بسبب ما قامت به القوى السياسية من معالجات ترقيعية فتحت المجال للمليشيا المسلحة ان تعبث بالبلاد ومن ثم الدخول بحروب تتلوها حروب لا نستطيع توقع فظاعة أضرارها.

• قادم مفزع..

خبراء اقتصاديون يعتبرون الوضع الحالي في اليمن مرآه عاكسة لقادم مفزع؛ إذ أنه في ظل وجود نحو نصف السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي كثير منهم أطفال يعانون من سوء التغذية يعني ذلك أن جيل المستقبل؛ جيل غير قادر على البناء لضعف بنيته الجسمانية والمعرفية وهشاشة تحصيله العلمي الأمر الذي يعيقه عن الإسهام في بناء مستقبل.

 

- مكة أدرى بشعوبها..

أثارت نتائج أول مسح شامل للقوى العاملة منذ أكثر من 15 عاماً سخرية خبراء الاقتصاد.

 

وفي السياق نفى الخبير الاقتصادي أحمد سعيد شماخ أن يكون هناك اي مسح احصائي في الوقت الحالي او خلال العام 2014م.


وتداولت صحف خارجية أخبار أفادت بان نسبة البطالة في اليمن بـ 13% ، حيث زعم تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء بصنعاء ارتفاع معدلات البطالة وتدني نسبة السكان في سن العمل لاسيما في صفوف الشباب والنساء، وبحسب مصادر رسمية فهذه هي أول مرة تعلن فيها نتائج المسح الشامل للقوى العاملة منذ أكثر من 15 عاماً.


وأظهرت نتائج مسح القوى العاملة في اليمن 2013- 2014م ارتفاع معد البطالة ليصل إلى13.5% في 2014 مقارنة بـ 11.5% في 1999م، وتراجع معدل المشاركة في القوى العاملة إلى 36.3% خلال نفس الفترة مقارنة بـ 45.9%.


وفي السياق علق الخبير الاقتصادي أحمد سعيد شماخ بالقوال ان مكة ادرى بشعوبها، مشيرا الى ان نسبة البطالة الان تفوق 60الى 65% ، معللا ذلك بالقول: ان الطاقة المحركة للالة الصناعية منتهية .


وأضاف: اذا افترضناهنا ان المنتجين لجأوا الى شراء مادة الديزل او المشتقات النفطية من السوق السوداء فان ذلك ليس كافيا، لاعتبار ان المنافسة ستكون ضعيفة وكلفة المنتج ستكون عالية في ظل تراجع القدرة الشرائية حد تعبيره شماخ..مستدركا: لذلك فان قطاع البناء والتشييد متوقف بنسبة100% وقطاع السياحه مثله وقطاع. الصناعيه متوقف بنسبة60% ومثله قطاع الزراعه نظرا لارتفاع سعر المشتقات النفطية وارتفاع اجور النقل ...


وأردف: كل هذه العناصر والظروف ادت الى تدهور معيشة المواطن اليمني والى ارتفاع نسبة الفقر الى مستويات مخيفة لم تشهدها اليمن من سابق.


وحسب المسح الذي نفذه الجهاز بإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وبدعم فني ومالي من منظمة العمل الدولية، بلغ معدل بطالة الشباب (15 - 24 عاما) 24.5%، وأن 45% عاطل عن العمل لا يخضع لأي تدريب أو تعليم، فيما بلغ نسبة العاملات في سن العمل 4.5% حيث وجد معدل بطالة المرأة 26.1%.

- 20 مليون يمني على شفير الهاوية..

المفوضية السامية لحقوق الانسان حذرت مؤخرا من الوضع الكارثي باليمن.


وقال الممثل المقيم لمكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان، جورج أبو الزلف، إن قرابة 20 مليون يمني باتوا على شفير الهاوية، كما أنهم بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة.
وأفاد في حديث لقناة "بي بي سي" بأن نحو 3500 منشأة صحية دمرتها الحرب في البلاد.


واشار الى تدهور الوضع الإنساني في اليمن إلى حد كبير.


وجاء ذلك في لقاء نظمه مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في العاصمة اليمنية صنعاء، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، حيث افتتح معرض لصور ضحايا الحرب من الأطراف كافة.

-انهيار وشيك للنظم الصحة والتعليمية بسبب الحرب..

المركز اليمني

وأضاف المسؤول الأممي أن أكثر من عشرة ملايين يمني لا يحصلون على مياه نظيفة.


وأشار إلى أن أكثر من 3500 منشأة صحية، ما بين مستشفيات، وعيادات، ومراكز صحية أولية، تعطلت عن العمل بسبب الحرب.


كما أن القطاع الصحي - بحسب ما قاله - يعاني من نقص كبير في الأدوية، والكوادر الصحية، والبنية الأساسية، والخدمات بسبب آثار الحرب.


وكان مدير عمليات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، اوتشا جون جينج، قد حذر من انهيار وشيك للنظم الصحية والتعليمية في اليمن بسبب الحرب الدائرة فيه منذ ثمانية أشهر.


وقال جينج، الذي زار اليمن لمدة ثلاثة أيام، في تصريح أورده مركز أخبار الأمم المتحدة للأنباء الأسبوع الماضي "إن ثمانية أشهر من الصراع كان لها بالفعل آثار مدمرة على كل نواحي الحياة في اليمن خاصة قطاعي الصحة والتعليم اللذين كانا الأكثر تضررا".


وأكد جينج أن الانخفاض الحاد في الواردات وانخفاض الإيرادات العامة والتجارية، أدى إلى انهيار الخدمات وسبل العيش.


وأشار إلى أن الوزارات استنفدت الأموال لشراء اللوازم ودفع الرواتب للعاملين في الصحة والتعليم، مؤكدا وجود نقص كبير في الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة.


وقد ازدادت معاناة اليمنيين مع استمرار المعارك العنيفة بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة في ست محافظات يمنية في ظل انقطاع الكهرباء بشكل تام ومتواصل في غالبية مناطق البلاد، كما يشهد اليمن أزمة وقود شديدة.


وأعلنت الأمم المتحدة في وقت سابق أن 5700 يمني قتلوا منذ مارس/ آذار الماضي.


وقال يوهانس فان دير كلاو، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن للصحفيين "إن انهيار الخدمات الأساسية في اليمن مستمر بوتيرة سريعة وإن 82 في المئة من اليمنيين يحتاجون إلى مساعدات عاجلة".


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
نساء حوامل فارقن الحياة على الحواجز..:
المرأة اليمنية.. فرار الى الموت واجهاض بالكاتيوشا
سياسيون يحذرون من استمرار الفوضى ويطالبون بوضع حد لعبث المليشيا:
عناصر مسلحة تسيطر على مؤسسات الدولة بجنوب اليمن وتطالب بمبالغ مالية لتسليمها
14 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي
اليمن: استمرار الحرب يمنع الزواج ويزيد العنوسة
جينف في مهب الريح (تقرير)