التعليم في مهب الريح
اليمن.. مدارس للمتارس وأخرى مأوى للنازحين
الخميس 24 ديسمبر-كانون الأول 2015 الساعة 11 صباحاً / المركز اليمني للاعلام - خاص
عدد القراءات (2527)
فيما تدخل الحرب المشتعلة في البلاد شهرها العاشر يبدو قطاع التعليم الاكثر تضررا وتأثيرا على حاضر اليمن ومستقبلها. ولعل وصف ما حل بقطاع التعليم في اليمن بالكارثة هو اقل ما يمكن قوله وفقا للمؤشرات والأرقام المخيفة التي تقول ان اكثر من مليوني طفل في اليمن محرومون من حقهم في التعليم، وباتوا خارج صفوف المدارس التي تحول عدد منها الى متارس ومواقع عسكرية فيما تحولت اخرى الى ماوى للنازحين الذين شردوا من منازلهم.
المركز اليمنيوان كان قطاع التعليم قد تاثر بشكل كبير في غالبية المحافظات اليمنية، الا ان محافظة تعز تحتل الصدارة نظرا لضراوة المواجهات المشتعلة هناك.

و كشف تقرير صادر عن مركز الدراسات والإعلام التربوي أن هناك قرابة 1000مدرسة بمحافظة تعز غير جاهزة لبداية عام دراسي جديد.

بعض المدارس الحكومية فتحت ابوابها في العاصمة صنعاء، الا ان الآباء متخوفون من ارسال ابنائهم للدراسة بسبب الوضع الامني المنفلت والقصف المفاجئ الذي قد يؤثر على نفسية التلاميذ ان لم يستهدف مباني المدارس.

وتقول مصادر تربوية ان الحرب تسببت بعزوف الملتحقين بالدراسة من سن 7 سنوات الى 15 سنة بنسبة 47 بالمائة.

وقالت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الأطفال (يونيسيف) في تقرير لها ان الهجمات على المداس هي احد الاسباب الرئيسة لعدم تمكن اطفال كثيرين من الذهاب الي الفصول الدراسية مع استخدام مثل هذه المباني كمأوى للأسر المشردة أو كقواعد للمقاتلين، وبسبب الفوضى التي تعيشها الوزارات والمؤسسات اليمنية، تأخر بدء العام الدراسي شهرين الى الآن.

وقال تقرير اليونيسيف ان أكثر من ثلاثة الاف مدرسة في اليمن لا يمكن استخدامها للتعليم.

وادى الصراع في اليمن، إلى إغلاق قرابة 3.600 مدرسة، في المدن والمحافظات التي شهدت مواجهات، وتلك التي نزح إليها السكان، علما بأن عدد كبير من المدارس والمرافق التعليمية في عدة محافظات تحولت إلى مأوى للنازحين الفارين من جحيم القتال أو ثكنات عسكرية للمسلحين.

وأضافت اليونسيف أن الخوف دفع آلاف المعلمين إلى التخلي عن وظائفهم وهو ما يمنع أيضا الآباء من ارسال أطفالهم إلى المدارس.

التعليم تحت النار..

ويتناول تقرير اليونيسيف وعنوانه "التعليم تحت النار" تأثير العنف على اطفال المدارس في تسع دول من بينها سوريا والعراق واليمن وليبيا حيث ينمو جيل خارج نظام التعليم، مشيرا الى أن الصراعات في بعض دول المنطقة العربية تمنع أكثر من 13 مليون طفل من تلقي التعليم في المدارس وهو ما قد يحطم آمالهم ومستقبلهم.
وفي محافظة تعز يبدو ان قطاع التعليم اكثر تضررا من بقية المحافظات نظرا لما تعرضت له المدارس من تدمير ولاستمرار الحرب القائمة هناك والقصف العشوائي الذي يشنه المسلحون على الاحياء السكنية.

وقال المركز ان أكثر من 160مدرسة في تعز تعرضت للانتهاك منها : 60مدرسة تعرضت للقصف المباشر وتضررت بشكل كلي أو جزئي و62مدرسة تستخدم مراكز لإيواء النازحين، و38مدرسة تستخدم لاعمال عسكرية .

وأشار الى أن 92 من مدارس مدينة تعز لم تستكمل نتائج إمتحانات طلاب النقل للعام الدرسي الماضي 2014- 2015م وتوصلها إلى الإدارات التعليمية في المديريات أو المحافظة .

و فيما يخص الإمتحانات الوطنية، لطلبة الصفين التاسع والثالث الثانوي ،فقد أجلت الوزارة إمتحانات 7مديريات بمحافظة تعز ضمن المديريات والمحافظات المؤجلة امتحاناتها ؛ لعدم توفر الاجواء الآمنة و هي: شرعب السلام ، مشرعة وحدنان ، صبر الموادم ، التعزية ،المظفر، القاهرة ،صالة .

ويمثل طلاب هذه المديريات 50./. من إجمالي طلاب المحافظة المتقدمين للامتحانات ذاتها ،الذين يزيد عددهم على (100.000) ألف طالب وطالبة .

وتقول الارقام الواردة من هناك أن عدد الطلبة المتقدمين للإمتحانات في مديريات المدينة الثلاث " القاهرة - المظفر ،صالة" لا يقل عن (23) ألف طالب وطالبة يمثلون 24% من إجمالي الطلاب المتقدمين بالمحافظة للامتحانات ذاتها نصفهم طالبات .

كما تصل نسبة الطالبات الى 26/من اجمالي الطالبات المتقدمات للامتحانات على مستوى المحافظة الى 11./. من إجمالي الطلاب والطالبات . فيما يقدر المتقدمين للامتحانات من ذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقين) بالعشرات.

مراكز للجبايات الامتحانية..

وقال مركز الدراسات والإعلام التربوي في تقريره الثاني حول امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية أن أعمال العنف والنزاعات المسلحة التي تشهدها بعض المحافظات اليمنية تسببت بحرمان أكثر من (150)ألف طالب وطالبة من أداء إمتحاناتهم منهم مالايقل عن (50)ألف طالب وطالبة في تعز. مشيرا إلى أن تأجيل إمتحانات هؤلاء جعلهم عرضة للقلق النفسي الامر الذي سيعكس نفسه في نتائج غير عادلة للامتحانات. و أوضح التقرير أن إقدام الوزارة على إجراء الامتحانات في ظل غياب تام للجان الامنية وضعف في المراقبين وامتحانات النموذج الواحد؛ سهل من عملية ارتكاب مخالفات جسيمة . حيث كشف التقرير عن تسجيل4732 انتهاكا منها 1861في امتحانات الشهادة الاساسية وقد تنوعت الانتهاكات بين 2151ممارسة غش جماعي ،و 1654حالة انتحال شخصية فيما توزعت البقية بين الغش الفردي ،و إقتحام مراكز بالسلاح والجمهرة.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
محمية الطيور بعدن.. الواقع المر يكبل الطيور المهاجرة
حذر من المشروع الانفصالي وكشف عن السبب الرئيس في خلق المناخ الملائم للإرهاب..:
المودع: سلطة هادي تتضاءل واتهام "صالح" بالقاعدة وداعش تبريرآ للفشل
الأردن تفرض تأشيرة دخول على اليمنيّين وسياسيون يعتبرون الإجراء لا أخلاقي يتنافى مع الانسانية
في اليمن.. صفارة مشؤومة تنذر بقادم أسود
نساء حوامل فارقن الحياة على الحواجز..:
المرأة اليمنية.. فرار الى الموت واجهاض بالكاتيوشا