مطهر الإرياني.. اليمن يودع قارئ المُسند
الأربعاء 10 فبراير-شباط 2016 الساعة 06 مساءً / المركز اليمني للاعلام - العربي الجديد
عدد القراءات (1744)
ودعت الساحة الثقافية في اليمن، مطهر علي الإرياني، أحد أبرز الشخصيات الثقافية في البلاد، التي تركت بصماتها، خلال العقود الماضية، في مجالات التاريخ والتحقيق والشعر الغنائي. ووفقاً لأقرباء الراحل، فقد توفي الإرياني في أحد مستشفيات العاصمة المصرية القاهرة، عن عمر ناهز الـ83 عاماً، بعد أن نُقل في وقت سابق إليها للعلاج. وأثار رحيل الإرياني عاصفة من التعليقات والعزاءات في الأوساط اليمنية، ووصفته وزارة الثقافة في بيان النعي الذي أصدرته بـ"علم كبير من أعلام اليمن الأفذاذ ممن أفنوا حياتهم في محراب العلم والتاريخ واللغة والأدب وقدموا لليمن الكثير من الخدمات الجليلة التي تضع الراحل ضمن قائمة نوابغ اليمن". ولد العام 1933 بمنطقة "إريان"، التي يتحدر منها في محافظة إب، وفيها بدأ تعليمه الأساسي، وانتقل إلى مصر، التي التحق فيها بـ"كلية العلوم" وتخرج منها عام 1959. والراحل من أسرة علم وسياسة، وهو الشقيق الأكبر للسياسي الراحل عبدالكريم الإرياني. يعتبر مطهر الإرياني، أول وأشهر من ساهموا بفك رموز خط "المسند" الخاص بالحضارة اليمنية القديمة (حضارة سبأ وحمْير)، وترجم العديد من النقوش التي عُثر عليها في أماكن أثرية متفرقة من اليمن، وأهلّه ذلك لتحقيق كتب تاريخية، أبرزها معجم "شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم" (11 مجلداً)، لمؤلفه المؤرخ والأديب اليمني نشوان بن سعيد الحميري، كما ساهم الإرياني في العديد من الإصدارات، أبرزها "المعجم اليمني في اللغة والتراث"، الذي يحوي آلاف المفرادت في اللهجات اليمنية، لم ترد في المعاجم الأخرى. عُرف مطهر الإرياني بنزعته الوطنية اليمنية (القحطانية)، الأمر الذي جعله من أكثر من خبروا اليمن مجتمعاً وتاريخاً وجغرافيا، وساهم بإحياء الهوية اليمنية وعشقها أرضاً وإنساناً، وعبر عن ذلك في شعره، ومنها مطلع أشهر قصائده العمودية "المجد والألم"، وتُعرف أيضاً بـ"الدامغة"، حيث يقول "أيا وطني جعلت هواك دينا/ وعشت على شعائره أمينا، وفي الإيمان بالاوطان برٌّ/ وتقديس لربّ العالمينا". لعل من أول ما يحضر، عند الحديث عن مطهر الإرياني، قصائده المغناة بالعامية، والتي تُحفظ على نقطاق واسع في اليمن، مزج فيها بين الحب والانتماء الوطني وكتب للجندي والفلاح والعامل، ومن أشهرها على الإطلاق أغنية "الحب والبن" أداها الفنان علي بن علي الآنسي، وهي "ملحمة" غنائية، تحث على زراعة "شجرة البن" ورعايتها، ولا تخفى بالطبع كناياتها الوطنية. تتناول الأغنية الإنسان اليمني البسيط، الذي أحب ويسعى لوصل محبوبه، فينتظر فترة جني ثمار "البُن"، ويقول فيها "هيا بنا يا شباب الريف من كل بندر، نحيي ليالي الهنا والحب والخير الاوفر، بالوان من فن هذا الشعب من عهد حمْير، بالة ومهيد ومغنى.. دان واليل داني". في أبيات معدودة تجمع التاريخ والزراعة وألوان الغناء اليمني. كما أن للراحل الإرياني قصائد مغناة عديدة، منها أغنية "البالة"، أداء الفنان علي السمة، وهي أغنية توثق هجرة اليمنيين إلى الحبشة، في فترة سابقة من القرن الماضي، ويعالج المأساة بطريقة مؤثرة. وبسبب الظرف الحالي، الذي تمر به اليمن، فقد كانت الأغنية الأكثر تداولاً، عند وفاته، تلك التي يقول فيها "يا قافلة عاد المراحل طوال.. وعاد وجه الليل عابس، قولي لهم عاد الخطر ما يزال.. لا تأمنوا شر الدسائس"، إشارة إلى طول بقاء محنة الحرب التي تمر بها البلاد.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
أطعمة تساعد على تحسين المزاج وإفراز "هرمون السعادة"
ذاكرة تعز احترقت..
هل تحلّ التطبيقات الذكيّة محل المحامين؟
فوائد صحيّة عظيمة ستجبركم على تناول التوت وعدم إهماله نهائياً
ألم الظهر وضعف النظر..متاعب مهنية يمكن تجنبها