النزاع اليمني بلا حسم بعد عام على تدخل التحالف بقيادة السعودية
الخميس 24 مارس - آذار 2016 الساعة 05 مساءً / المركز اليمني للإعلام - (ا ف ب)
عدد القراءات (487)

يجد التحالف العربي بقيادة السعودية نفسه، بعد عام على بدء تدخله في اليمن، أمام متمردين لا يزالون يسيطرون على مناطق عدة ابرزها صنعاء، وجهاديين يتسع نفوذهم في الجنوب، ومنظمات حقوقية ودولية ترفع سقف انتقاداها لسقوط الضحايا المدنيين والظروف الانسانية الصعبة.

وبعد عام من الغارات والقتال الميداني المضني، وافقت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي والمتمردون وحلفاؤهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح على العودة مجدداً الى طاولة المحادثات في 18 نيسان/ابريل، في خطوة سيسبق انطلاقها بأسبوع وقف لاطلاق النار.

ويرى محللون ان المتمردين تمكنوا منذ بدء الضربات الجوية للتحالف في 26 آذار/مارس 2015 من المواجهة على رغم محدودية قدراتهم العسكرية، وان النزاع ساهم في كشف نقاط ضعف الحكومة التي تعاني من صعوبة في فرض سلطتها في المناطق التي استعادتها بدعم من التحالف، في ظل تنامي تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية.

ويقول الباحث في معهد الشرق الاوسط في واشنطن تشارلز شميتز "قوات الحوثي وصالح تبلي بلاء حسنا اذا ما اخذنا الظروف في الاعتبار".

ويضيف ان هذه القوات "لا تملك غطاءً جوياً ولا وسائل امداد مضمونة لذخيرتها، الا انها تحافظ على قوة عسكرية مهمة".

وشكلت سيطرة الحوثيين وحلفائهم على صنعاء في أيلول/سبتمبر 2014 وتقدمهم، تباعاً للاستحواذ على مناطق اخرى، جرس انذار للسعودية من توسع نفوذ متمردين مدعومين من خصمها الاقليمي اللدود ايران، على امتداد مساحة الجار الجنوبي للمملكة.

ومنذ انطلاق عمليات التحالف، بدءا بالغارات الجوية، ولاحقاً عبر الدعم الميداني المباشر، استعاد الموالون خمس محافظات جنوبية ابرزها عدن، التي كان هادي اعلنها عاصمة موقتة بعد سقوط صنعاء بيد المتمردين.

- امساك بالارض وضحايا مدنيون -

الا ان المتمردين لا يزالون يسيطرون على ثماني محافظات من أصل 22 ويخوضون معارك في غيرها بينها محافظة تعز الاستراتيجية (جنوب غرب) حيث بقي تقدم القوات الحكومية محدوداً رغم اطلاقها عملية واسعة لاستعادتها بالكامل في تشرين الثاني/نوفمبر.

ويرى جوردان بيري الباحث الرئيسي للشرق الاوسط وشمال افريقيا في "فريسك مايبلكروفت" ان المتمردين "اظهروا قدرة على الامساك بالارض والسيطرة على اجهزة رئيسية للدولة" وان من اسباب نجاحهم في ذلك "تأثر التحالف سلبا بنقص الخبرة التقنية والخبرة القتالية الميدانية".

ومع تواصل الغارات، زادت الامم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية من انتقادها للتحالف على خلفية ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين.

وبحسب ارقام المنظمة الدولية، قتل زهاء 6300 شخص منذ آذار/مارس بدء تدخل التحالف، نصفهم تقريباً من المدنيين.

والاسبوع الماضي، حمل المفوض الاعلى لحقوق الانسان زيد بن رعد الحسين مسؤولية التسبب بغالبية الضحايا المدنيين للتحالف قائلاً ان الأخير استهدف "اسواق ومستشفيات وعيادات ومدارس ومصانع وقاعات استقبال لحفلات الزفاف ومئات المساكن الخاصة في قرى ومدن".

كما اعربت الولايات المتحدة حليفة المملكة عن قلقها من حصيلة الضحايا علما ان منظمات حقوقية طالبت واشنطن مراراً، بوقف تزويد سلاح الجو السعودي اسلحة وذخائر تستخدم في اليمن.

وسط ذلك، اعلن التحالف ان العمليات الاساسية اوشكت على الانتهاء بحسب المتحدث باسمه العميد الركن احمد عسيري.

ورأى عسيري الاسبوع الماضي ان التحالف "حقق انجازاً كبيراً تجاه السلام والاستقرار في اليمن".

ورغم استعادتها محافظات جنوبية منذ تموز/يوليو، تعاني الحكومة في بسط سلطتها في المناطق المحررة، مع نمو الجهاديين لا سيما في عدن.

ونفذت الجماعات الجهادية سلسلة هجمات وتفجيرات وعمليات اغتيالات طالت مسؤولين سياسيين وعسكريين، اضافة الى مقرات عسكرية للتحالف.

ويرى بيري ان قوات هادي والتحالف "جعلت القتال ضد الحوثيين اولويتها وتغاضت عن مكاسب الجماعات السنية المتطرفة التي واصلت التفشي في ظل الفراغ الامني".

وللمرة الاولى منذ آذار/مارس 2015، تدخل طيران التحالف هذا الشهر ضد الجهاديين في عدن. كما قتل هذا الاسبوع 71 عنصراً من تنظيم القاعدة في ضربات جوية اميركية استهدفت معسكراً لهم في جنوب اليمن.

وفي تعقيد اضافي لمشهد عدن، شهد محيط القصر الجمهوري مراراً مناوشات بين حراسه ومقاتلين موالين يحتجون على عدم سداد مستحقاتهم.

ويقول شميتز "السعوديون اخطأوا في تقدير قدرة معسكر هادي على حكم الاراضي المحررة".

الا ان عسيري يؤكد عمل التحالف لنقل اليمن "من دولة فاشلة الى حكومة قادرة على ان تدير البلاد (...) وتهزم اي مجموعات ارهابية".

وسط ذلك، بدا قبول طرفي النزاع بالتفاوض مجدداً، بارقة امل للاتجاه نحو حل سياسي لنزاع يبدو بلا افق عسكري.

وبينما لم تحقق الجولة السابقة في كانون الاول/ديسمبر، والتي ترافقت مع وقف هش لاطلاق النار، اي نتيجة، تأتي الجولة الجديدة المقررة في الكويت، في اعقاب وساطة قبلية ساهمت بتهدئة حدودية يمنية سعودية.

ويرى شميتز ان هذه التهدئة تمنح "بعضا من الامل" لاتفاق اكثر ديمومة.

يضيف الباحث "يحتاج الحوثيون الى سحب قواتهم، التخلي عن الايرانيين، واظهار... تقدير للهواجس الامنية السعودية".

الا ان بيري يستبعد انسحاب الحوثيين من المدن، خصوصاً "درة التاج الحوثي، العاصمة صنعاء"، التي يرى انها في منأى عن "خطر وشيك" من القوات الحكومية.

ويمثل وقف القتال حاجة اساسية للوضع الانساني.

وتقول المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر ريما كمال "المستشفيات فرغت من المؤن، الشبكات الكهربائية والمائية انهارت، الغذاء والمواد الاساسية الاخرى كالوقود انخفضت بشكل حاد".

تضيف المتحدثة باسم اللجنة التي قتل اثنان من العاملين معها وخطف ثالث خلال الاشهر الماضية في اليمن، "القتل والاصابة باتا عادة يومية".


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
شاهد بالصورة .. الحشود الأولية لحزب المؤتمر الشعبي العام في ميدان السبعين بصنعاء
(اوكسفام): تفاقم الازمة المصرفية في اليمن ينذر بمجاعة حقيقية
لاجئ يمني يؤسس في خيمته "متحف الغرائب" في جيبوتي
جماعة الحوثي تحتجز طائرة تحمل جرحى من المقاومة الشعبية بصنعاء
مجلس الأمن يرحب باتفاق وقف الأعمال العدائية في اليمن