حققت مشاورات السلام في الكويت تقدما على الصعيد الإنساني، لكنها لازالت متعثرة على الصعيد السياسي، رغم مرور شهر ونصف الشهر على انطلاقها.
وقدم وفدا المشاورات، اليوم الأحد، قوائم بأسماء المعتقلين، والأسرى، والمخفيين قسرا، إلى المبعوث الأممي لدى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وبناء على الاتفاقات المبرمة ستقوم الأمم المتحدة، اليوم، بتسليم كل طرف القائمة التي قدمها الطرف الآخر، على أن يتم الرد والموافقة النهائية بالإفراج عن الأسماء التي وردت في القائمتين مساء غدٍ الاثنين أو صباح الثلاثاء المقبل.
وفي مؤشر على جدية الطرفين في إتمام اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسرا، حاول كل طرف أن يثبت أنه المبادر بتقديم قائمته.
ففي حين قالت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها الحوثية، إن وفد صنعاء قدم قائمته رغم تأخر وفد هادي، قالت نهال العولقي، وزيرة الشؤون القانونية، إن الوفد الحكومي هو من بادر بتقديم القائمة، نافية، في الوقت ذاته، أن يكون وفد الحوثيين وصالح قد قدم قائمته.
وأشارت العولقي إلى أن هناك رغبة متبادلة من قبل طرفي محادثات الكويت بالإفراج عن أكبر عدد من المعتقلين والأسرى في أقرب وقت ممكن.
تعثر مستمر..
وعلى الصعيد السياسي لازال انسداد أفق الحل هو سيد الموقف في مشاورات الكويت.
فحتى اللحظة لم يوقع وفد الحوثيين وصالح على جدول الأعمال المتفق عليه منذ مشاورات "جنيف2"، ولا على الإطار العام للمباحثات، كما إن هذا الوفد لم يوافق على تشكيل اللجان الثلاث التي حدد مهامها وأقرها المبعوث الأممي، فضلا عن عدم موافقته على تثبيت المرجعيات الثلاث لمشاورات السلام، وهي القرار 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وهذه المقدمات، بحسب الكاتب والمحلل السياسي اليمني، عارف أبو حاتم، تؤكد أن من يجلس على طاولة المشاورات مع من أسماهم "الانقلابين" يسعى باتجاه إفشال المشاورات ودفع الطرف الآخر للانسحاب.
مؤشر سيء
وتشير مصادر إعلامية إلى أن ولد الشيخ يعقد جلسات مع الوفدين بشكل انفرادي، منذ تراجع وفد الحكومة عن تعليق حضور جلسات المشاورات، بعد ضمانات حصل عليها من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في 21 من الشهر الجاري، بالعاصمة القطرية الدوحة.
وتؤكد نهال العولقي، وزيرة الشؤون القانوينة اليمنية، أن عقد مشاورات بشكل انفرادي ليس مؤشرا جيدا.
غير أن تصريحات كهذه لا تنسجم مع التصريحات المتفائلة لولد الشيخ، والتي كان آخرها التأكيد على أن المشاورات "اقتربت من الاتفاق على مبادئ محددة لاتفاق شامل".