الحديدة .. محافظة تحترق ولا يحق لها أن تتذمر
الإثنين 30 مايو 2016 الساعة 04 مساءً / المركز اليمني للإعلام - تقرير خاص
عدد القراءات (2848)

الحديدة عروس البحر الأحمر التي يقطنها زهاء 3 ملايين مواطن يتوزعون على 26 مديرية.
الحديدة مخزن الفقراء وأكثر المحافظات اليمنية إسهاما في الدخل القومي للبلاد والمكان الأفضل للقلة الغنية في اليمن، الحديدة هي السلة الغذائية لليمن " تهامة " وهي منطقة المزارع والمصانع وفيها الميناء.

المركز اليمني للإعلام


الحديدة هي المحافظة التي تعطي سكان اليمن كل شيء ..وتنسى نفسها وأبنائها فقط ولا يحق لها أن تتذمر.
تحترق الحديدة ..وتتحول إلى قطعة من جهنم في كل فصل صيف ويحترق أبنائها واحدا واحد فردا فرد عدا المقيمين في بروج مشيدة .. وحين كان هناك دولة كانت تحتاج لأبناء هذه المحافظة كعمال يعرقون لا من أجل العيش بكرامة ولكن من أجل أن يملئون خزائنها وخزائن وكلائها بالدولارات، لم يصل الوضع إلى درجة الكارثية الماثلة اليوم.
فقدت الحديدة وجود الدولة باكرا والدولة البديلة تنظر لهذه المحافظة كمنجم ذهب في حقل صراع داخلي وخارجي وليس من حق العاملين في هذا المنجم الحديث عن حقوقهم أو أن يحلمون بالحصول على فترة راحة بعيدا عن لهيب الشمس الذي بلغت درجاته في الأيام الأولى من هذا الصيف الساخن 45 درجة مئوية.

4 محطات تعمل بالديزل 3 ملايين مواطن حسب تعداد 2004 السكاني وها نحن في العام 2016 مع فارق كبير أكان بعدد السكان أو بشكل الدولة وتواجد الحكومة والشعور بالمسئولية .. إذا ربما هناك 4 ملايين مواطن وانعدام تام للشعور بالمسئولية تجاههم وخروج تام لكافة محطات توليد الكهرباء التي يلجأ إليها أبناء المحافظة للحصول على نسمة هواء متحركة ولو كانت حارة ،

في مدينة الحديدة وحدها من بين 26 مديرية هناك 4 محطات توليد للكهرباء تعمل بالديزل ومحطة كهروا حرارية تعمل بالمازوت جميعها متوقفة فتوقف الهواء وتوقفت الحياة في المنازل والشوارع والمحلات والمستشفيات .. نعم توقفت الحياة إلا من أجساد نحيلة تغطيها الدمامل ووجوه شاحبة وعيون جاحظة كأنما كتب عليها الموت وسط بركة ماء مغلي.

المركز اليمني للإعلام


هل يتصور أحدنا العيش يوما واحد بدون قطع الثلج في الحديدة هذا غير وارد لكن السلطات هنا من الحديدة إلى صنعاء يتناوبون على القاء المبررات كلما رد أحدهم على هاتف صحفي يريد أن ينقل صورة ما يجري هنا بعيدا عن التهويل جميعهم من صنعاء إلى الحديدة يتحدثون عن المحطة الكهرو حرارية التي توقفت بسبب انعدام المازوت وقصة التحالف الذي منع دخول السفينة التي تحمل كمية من من المازوت قيمتها 3 مليار ريال.
جميعهم لا يتحدثون عن 4 محطات توليد كهرباء تعمل بالديزل، الديزل الذي يبيعه مشرفو الدولة الجديدة في الأسواق السوداء في طول وعرض المدن اليمنية ولا جواب عن التساؤلات المشروعة لماذا لم يتم توفير الديزل من السوق السوداء لتلك المحطات حتى اللحظة.


كوارث متلاحقة
الوضع الصحي في الحديدة كارثي مع انقطاع الكهرباء إثر انعدام المازوت عن محطة الكهرباء البخارية والديزل عن المحطات الأخرى التي ما أحد يتحدث عنها، عبد الرحمن شاب تهامي يكافح للعيش بكل بسالة حين طلبنا منه الحديث عن الكارثة الصحية جراء انقطاع الكهرباء قال:" توقف محطة الكهرباء البخارية يعني توقف الخط الساخن الذي يغذي المستشفيات ومراكز الغسيل الكلوي و محطات المياه" إذا هذه هي الصورة في الحديدة بكل بساطة مواطنون يموتون في المستشفيات جراء توقف الأجهزة الحيوية التي تعتمد عليها حياتهم مواطنون يموتون عطشا لأن المياه لن تصل إلى منازلهم مواطنون يموتون اختناقا.

مالذي يجري
بالمختصر إيرادات المحافظة المعتمدة على الميناء والجمارك متوقفة وفرع البنك المركزي هناك لا سيولة فيه الضرائب أو ما تبقى منها بفعل الركود الاقتصادي جراء انعدام الصادرات والواردات يتم توريدها إلى البنك المركزي بصنعاء ومنها تصرف مرتبات الموظفين في مختلف المحافظات ولم يتبقى للحديدة عدا سلطة محلية مشلولة لا تملك لنفسها نفعا ولا ضر ويوما عن يوم كانت درجة الحرارة ترتفع ومعها تتفاقم مشاكل الجهات الخدمية التي وصلت حد التوقف التام فيما واصلت درجة الحرارة الارتفاع ، بمقياس ما تتلاقه الحديدة من غارات التحالف وهكذا خرجت محطات الكهرباء عن الخدمة واحدة بعد أخرى حتى توقفت المحطة الكهرو حرارية أو البخارية عن الخدمة لغياب المازوت.

المركز اليمني للإعلام


سلطات الأمر الواقع في صنعاء بعد شد وجذب ومتابعات مستمرة من المحافظ حسن الهيج أقرت اعتماد 3 مليار ريال لشراء المازوت وكان تاجر النفط عمار توفيق عبد الرحيم مطهر صاحب الحظ في شراء المازوت الذي ضل في عرض البحر بين ميناء الحديدة وجيبوتي مادة دسمة لتجاذبات أطراف الصراع الداخلي والخارجي ففي حين تتهم سلطات الأمر الواقع عبر وزارة النفط دول التحالف بتعمد منع شحنة المازوت من دخول الميناء والعمل على المتاجرة بآلام أبناء الحديدة، فإنها لم تتحدث عن المعلومات التي حصل عليها المركز اليمني للإعلام من مصادر في ديوان عام محافظة الحديدة والتي تقول أن عمار توفيق رفض إدخال شحنة المازوت إلى الميناء قبل سداد قيمتها كما يرفض أي عملية إخضاع الشحنة للفحص ويصر على تسليم سلطات الحديدة للقيمة وتفريغ الشحنة مستغلا بذلك حاجة السلطات إليها لإنقاذ حياة الناس، على الرغم من محالة السلطات ضمان تسديد القيمة الكاملة للشحنة عبر بنك وسيط يحدده عمار توفيق بنفسه.


لم يتوقف هنا
المشاكل التي تفاقمت أمام مواطني الحديدة لم تتوقف عند حد جو حار وهواء ساخن ومياه مقطوعة وكهرباء معدومة بل امتدت إلى اشتعال نيران أسعار المواد الأساسية واختفاء الكثير منها من الأسواق مع توقف الواردات عبر ميناء الحديدة، ووصل الأمر إلى اختفاء علاجات الأمراض المزمنة مثل السكر والضغط والقلب.
وتقدم منظمة الصحة العالمية صورة مصغرة للوضع المفجع، حيث تؤكد أن الأوضاع الصحية السيئة في محافظة الحديدة تزداد تفاقماً مع ارتفاع درجة الحرارة وانقطاع الكهرباء المستمر، موضحة أن هذا الوضع يتزامن مع انتشار الأوبئة والأمراض الحمّية، ومنها حمى الضنك والتيفوئيد والملاريا، الذي يضاعف ممن معاناة السكان ويفاقم الكارثة.

ضحايا الخارج والداخل

المؤكد أن أبناء الحديدة ضحايا شرعية نظام أدمن الهروب والإقامة في الفنادق الفخمة خارج البلاد وضحايا سلطة انقلابية استولت على الحكم بقوة السلاح ولم تدرك سبيلا إلى إدارة الدولة
لا الشرعية في ابراجها العاجية قادرة على إنقاذ الحديدة وسكانها ولا الانقلابين لديهم أي إحساس إنساني تجاه كوارث يواجهها نحو 4 ملايين مواطن يمني في الوقت الذي يمتلك عشرات المسميات من المنظمات المدنية والحزبية التي تصوغ بيانات الإدانة يوميا لهذا الوضع الكارثي كأقصى ما يمكنها السماح به للتضامن مع ضحاياها هذه المرة.

  



تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
مفاوضات الكويت.. تقدم في المسار الإنساني وتعثر في السياسي
الحوثيون والقاعدة ابرز المنتهكين:
صحفيو اليمن.. قتل وقمع واعتقالات بالجملة
مشاورات الكويت.. انسداد سياسي يهدد بفشل فرص الحلول السلمية
المركز اليمني للإعلام يكشف خفايا انهيار الريال اليمني امام الدولار وتأثيره على أسعار المواد الاستهلاكية
ترحيل الشماليين من عدن.. أبعاد سياسية بمبررات أمنية واهية