ومع أن الدراما اليمنية بدأت تتجاوب مع ظروف وأجواء مرحلة ما بعد الثورة الشبابية، إلا أن تلك المرحلة لم تدم طويلا، حيث اندلعت الحرب وتغير معها كل شيء.
نجوم في الجبهات
وغاب عدد من النجوم عن مسلسلات كوميدية واخرى دراما اعتاد اليمنيون على مشاهدتها في رمضان، وذلك بسبب انخراط عدد من الفنانين في جبهات القتال سواء في تقديم الدعم المعنوي او في حمل السلاح، بينما اضطر عدد اخر من الفنانين لمغادرة اليمن بعد ان ضاقت بهم السبل جراء التضييق عليهم وملاحقتهم فضلا عن ما افرزته الحرب من واقع غير مشجع للعمل الفني. 

ومن ابرز الغائبين عن الدراما اليمنية في رمضان الحالي الفنان فهد القرني، اذ اضطر مخرج مسلسل "همي همك" الذي كان القرني ابرز نجومه لعمل معالجة درامية تظهر بطل المسلسل في حالة غيبوبة داخل المستشفى ربما تستمر حتى نهاية المسلسل، وبما يجعل عودة "الشيخ دبشة" الذي يجسده فهد القرني ي ممكنا في العام المقبل، ويسعى المسلسل لترجمة الواقع السياسي والامني في البلد برمزية واضحة. 

وحرصت القنوات الفضائية التي أغلقت جماعة الحوثي مقراتها في العاصمة صنعاء على الاستمرار في إنتاج أعمال فنية لشهر رمضان الجاري.
قناة "يمن شباب" القريبة من حزب الاصلاح والتي تبث حاليا من تركيا، دشنت عدة برامج تلفزيونية هذا العام، كبرنامج "هفة" الذي يتقاسم بطولته النجمان صلاح الوافي ومحمد قحطان، والبرنامج الساخر "تفاحيط" بالإضافة إلى برنامج "سقوط الخلافة".
يُلاحظ أن أحداث العامين الأخيرين، من الانقلاب إلى حرب التحالف في اليمن، طغت على معظم ما أنتجته الدرامة اليمنية لهذا الموسم.
اما الفضائية اليمنية بنسختها الحوثية فقد انتجت مسلسل محلي يهاجم السياسيين اليمنيين المقيمين في الرياض ويسخر منهم مثلما خصصت برامج سياسية مكثفة في رمضان لمواجهة التيار الاخر. 

الدراما ضحية
يقول الكثير من المراقبين ، إن الدراما اليمنية، كغيرها، ضحية للحرب، بسبب الأوضاع الغاية في السوء وإغلاق العديد من القنوات وعدم تمكن الجهات الإنتاجية من إيجاد ظروف مواتية للعمل.
وأجمعوا على ان خطورة الوضع لا يساعد على العمل الدرامي ، فضلاُ عن غياب الكهرباء عن أغلب المحافظات بما جعل المواطن أقل متابعة للفضائيات نفسها".