لسان حالهم باي حال عدت يا عيد
اختفاء النقد المحلي يسلب اليمنيين ما تبقى لديهم من فرحة العيد
الثلاثاء 05 يوليو-تموز 2016 الساعة 09 مساءً / المركز اليمني للإعلام - تقرير خاص
عدد القراءات (4100)

في اﻷيام اﻷولى لحلول شهر رمضان المبارك كان اليمنيين أمام خيار التقشف وربط حزام الدوافع الاستهلاكية التي تأصلت مع حلول الشهر الفضيل منذ القدم، نظرا للظروف الاقتصادية الاستثنائية التي يمرون بها منذ سنة وأربعة أشهر على التوالي والتصاعد المتناغم ﻷسعار المواد الاستهلاكية بحيث بات السواد اﻷعظم من الشعب البالغ تعداده وفق التقديريات الراهنة 25-27 مليون نسمة غير قادرون على شراء المواد الغذائية اﻷساسية " 14 مليون مواطن تقريبا حسب تقديرات المنظمات الإنسانية الدولية".

المركز اليمني للإعلام


سريعا كان شهر رمضان يقترب من بلوغ ثلاثة اﻷخير ومعه كانت حاجيات اليمنيين تنتقل إلى مرحلة أخرى هي مرحلة تلبية متطلبات عيد الفطر المبارك وشيئا فشيئ كان اليمنيين في سباق مع التصاعد المتناغم للأسعار والحرص على تلبية متطلبات العيد الضيف الثقيل الأخر بعد شهر رمضان، وفي الطرقات كان من الممكن قياس مدى الحراك الاقتصادي المتمثل بحركة البيع والشراء وإقبال المواطنين على شراء ملبوسات وحاجيات ومستلزمات العيد لكن صنعاء العاصمة التي لم تكن تعرف النوم في هذه اﻷيام من أيام السنة كانت كمن يداعب أحلام قديمة على استحياء، أمام اﻷسعار العالية للملبوسات والموضة القديمة التي كانت معروضة في العام السابق نتيجة للحصار الاقتصادي المفروض على اليمن من قبل التحالف وارتفاع سعر صرف الدولار أمام الريال اليمني واختفائه من اﻷسواق، أسبوع واحد من الحركة النشيطة إقبالا على المعارض والمحلات التجارية حتى تلاشت هذه الحركة وهذا النشاط تماما وعاد الجمود يفرض نفسه مجددا مع اللحظة اﻷولى من بدء البنك المركزي اليمني صرف مرتبات موظفي الدولة لشهر يونيو خلافا لكل التوقعات،حيث تفاجئ المواطنين والتجار والموظفين بحالة جفاف شديد في المعروض من النقد المحلي في السوق المحلية للمرة اﻷولى في تاريخ البلاد.

يقول سمير صاحب محل ملبوسات شبابية في شارع القصر الحقيقة أن الموسم بدء باكرا بشكل مبشر وبمجرد انتصاف شهر رمضان صارت التوقعات لدينا أن يكون هذا الموسم أكثر نشاط وازدهارا بحركة البيع والشراء رغم ارتفاع اﻷسعار، وكنا نتوقع اشتداد الطلب في العشر اﻷواخر من شهر رمضان على اعتبار قرب حلول العيد لكن المفاجئة كانت صادمة وفي يوم وليلة اختفت مظاهر التسوق وتلاشت والسبب أنه لم يعد هناك نقد لد المواطنين العملة المحلية " الريال" اختفت تماما من البنوك وصرنا نصرف العشرة اﻷف ريال من فئة اﻷف بتسعة اﻷف ريال من فئة مئة ريال أو 11 ألف من فئة ألف مقابل 9 اﻷف ريال من فئة الـ 100 ريال.

المركز اليمني للإغلام


عبد الرحمن وأمين وصالح موظفون في القطاع الخاص وقفوا الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا يوم اﻷحد 27 رمضان أمام بوابة البنك التجاري يريدون تسلم مرتباتهم بموجب الشيكات المقطوعة لهم لكن البنك كان قد أقفل أبوابه بعد ساعة من بده العمل وقبل 24 ساعة من بدء موعد إجازة عيد الفطر التي حددتها وزارة الخدمة المدنية وكان رد الحارس الشاب أمام بوابة البنك أنه لا يوجد أي سيولة نقدية بعد أن استنزف البنك ما تبقى لديه من سيوله، ومثلهم عاد الجندي في وزارة الداخلية اليمنية " مطيع " من مكتب البريد بعد 3 أيام من الانتظار بخفي حنين يحدث نفسه هذا أول عيد في حياتي سأقضيه دون مرتب يا الله من أوصلنا إلى هذا الحال؟

المركز اليمني للإعلام

مؤسسات وشركات أخرى قررت مواجهة اﻷزمة بتلقائه ودون دراسة أو تخطيط مسبق فحتى لاتحرم الموظفين من مرتباتهم في يوم عيد قررت صرف 70 بالمائة من راتب كل موظف حتى تتمكن من إعطاء كل الموظفين بعض المال بما يعينهم على تحمل اﻷزمة التي لم يعرف لها أحد من اليمنيين مثيلا من قبل.

في اليمن فقط غاب الريال " العملة الوطنية " وظهر الدولار العمل الصعبة منبوذا من الجميع بعد أشهر من عبثه بحياة اليمنيين، وكل شيء مرتبط بالسياسة التي تنتهجها سلطات الأمر الواقع في العاصمة صنعاء " الحوثيين"، وفي اليمن فقط لم يعد بإمكان أحد التنبؤ بمسار اﻷحداث سياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا حتى ولو خلال الساعات اﻷربع والعشرين القادمة.

المركز اليمني للإعلام
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
بعد أكثر من عام على الظلام:
عودة انتقائية للكهرباء لبعض احياء العاصمة وشركات تبيع الطاقة في السوق السوداء
المركز اليمني للإعلام يكشف أسباب تردي منظومة الخدمات في عدن (استطلاع
رمضان في اليمن.. حرب وحر وأسعار جنونية
نجوم في الجبهة.. الدراما اليمنية تعيش الحرب
اليمنيون في رمضان.. تقشف اضطراري