إب: أكثر من نصف مليون نازح يعيشون أوضاعاً إنسانية بائسة
الجمعة 07 أكتوبر-تشرين الأول 2016 الساعة 07 مساءً / المركز اليمني للإعلام - إب - تقرير خاص
عدد القراءات (2608)

يعيش مئات الالف من النازحين القادمين من عدد من محافظات الجمهورية الى مدينة إب وسط اليمن أوضاعا إنسانية ومعيشية صعبة، ويفتقرون في معظم الأحيان الى ابسط مقومات الحياة الضرورية.
ومنذ ما يزيد عن العام والنصف نزح اكثر من 500 الف مواطن من محافظات يمنية عدة هربا من ويلات الحرب والدمار التي تشهدها البلاد منذ مارس من العام 2014م، واستقرت عشرات الالاف من الاسر النازحة في مدينة اب قادمون من محافظات تعز، عدن، الحديدة، الضالع، لحج وأبين.

وأوضح رئيس مؤسسة سفراء الخير للإغاثة والتنمية المنسق العام للمجلس التنسيقي للإغاثة مسؤول التغذي سياف قايد الاسدي لـ(المركز اليمني للإعلام) ان مدينة إب استقبلت بداية الحرب نحو 800 ألف نازح من معظم محافظات الجمهورية وتم توزيعهم على 23 مخيم اغاثي فضلا عن توزيعهم في بعض العمارات التي كانت قيد الانشاء والعشش والدكاكين وبعض الفنادق وحتى في سكن طلاب وطالبات الجامعات ومسكن مرض الفشل الكلوي وتم دفع تكاليف ذلك من قبل المنسقة.

وأشار الاسدي إلى ان العدد انخفض الى 500 ألف بعد عودة معظم النازحين من أبناء المحافظات الجنوبية مثل (عدن -لحج - الضالع -أبين) الى منازلهم بعد توقف المواجهات المسلحة هناك وهو الامر الذي خفف من كاهل باقي النازحين بشكل طفيف جدا.

وبين الاسدي ان معظم النازحين عاشوا أيام وأشهر صعبة جدا بالرغم من قيام المنسقيات والجمعيات بتقديم الاحتياجات الضرورية لهم غير ان شحة الإمكانيات وقلة مصادر التبرعات وزيادة عدد النازحين كانت عائق كبير في تلبية جميع الاحتياجات الضرورية للنازحين سيما مع تنصل الجهات الرسمية القيام بواجبها تجاه هذه الفئة من المتضررين.

وبالرغم من ان معظم النازحين المتواجدين في محافظة إب هم من أبناء محافظة تعز الا ان السلطات المحلية في تعز سواء تلك التي تمثل الشرعية وحكومة هادي او الطرف الاخر الذي يمثل جماعة الحوثي وصالح لم تقدم شيء يذكر تجاه نازحي تعز الذين كانوا يأملون ان يتم تقديم المعونات لهم وتوفير مساكن إيواءيه والتخفيف من المعاناة التي يعيشونها منذ عام و8 أشهر على التوالي مع اطفالهم. 


كما أن المخيمات الـ 23 المخصصة للنازحين في محافظة إب لا تستوعب الاعداد الكبيرة من النازحين الذين اضطر بعدهم للعيش في الفنادق او شقق الايجار على حسابهم الخاص رغم وضعهم المعيشي والاقتصادي الصعب، وعدد من هؤلاء لا يحصلون على المساعدات الغذائية المقدمة من المنظمات الإنسانية والاغاثية الدولية.

وفضلا عن ذلك فهناك عدد من الاسر النازحة تفتقر الى أدنى مقومات الحياة المعيشية والسكنية حيث تعيش بعض منها داخل مباني قيد الانشاء وفي خيام صغيرة في الوقت الذي تنتظر فاعلي الخير لتقديم ما يمكن تقديمة لهم من مواد غذائية ومستلزمات المطابخ والاغراض الاخر مثل الفرش والبطانيات والملابس.
تردي الخدمات الصحية
ولم تقتصر معاناة النازحين على نقص الامدادات الغذائية وعدم توفر السكن الملائم وحسب، بل امتدت لتشمل الجوانب الصحية المتردية في المحافظة.
وفي هذا السياق عبر رئيس هيئة مستشفى الثورة العام بمحافظة إب الدكتور محمد يحيى المجاهد عن استياءه الشديد من عدم قيام السلطات المحلية في تعز بواجبها تجاه مرض محافظة تعز المتواجدين في إب وعدم التفاتهم الى ما يعانون منه سيما المصابين بالإمراض المزمنة والتي يتطلب علاج من يعانون منها تكاليف باهضه وامكانيات كبيرة لا تستطيع المحافظة توفيرها بالشكل المطلوب في الوقت الراهن.

وأكد الدكتور المجاهد في حديثة لـ(المركز اليمني للإعلام) ان أكثر من 150حالة من مرضى الفشل الكلوي من أبناء محافظة تعز يتم اجراء عمليات الغسيل لهم في قسم الغسيل الكلوي التابع لهيئة مستشفى الثورة العام بمحافظة إب بالرغم من شحة الإمكانيات وتزايد الضغوطات على المركز الذي يعاني في بعض الحالات من عدم وجود غسالات فضلا على ان المركز يقوم بعمليات الغسل المستمرة لنحو 500 حالة مرضية من أبناء إب وبعض المرض من النازحين والقادمين من المحافظات اليمنية الأخرى.

ودعا المجاهد الجهات المعنية في تعز الى تحويل كميات الغسلات التي كانت مخصصة لمرض الفشل الكلوي في تعز الى محافظة إب بهدف تقديمها للمرضى من أبناء تعز والاستفادة منها بدل من ان تذهب الى المجهول ولا يستفيد منها من اوجدت لأجلهم سيما وان مركز الغسيل في تعز مغلق منذ أكثر من عام نتيجة المواجهات المسلحة هناك.


معاناة مضاعفة مع حلول العام الدراسي
وتزاد معاناة النازحين مع حلول العام الدراسي الجديد سيما الذين يقطنون داخل المدارس وفصولها الدراسية حيث يتطلب من البعض منهم اخلاء الفصول بغية إعادة الطلاب الى مقاعدهم الدراسية لاستكمال دراستهم وهو الامر الذي يتوجب على السلطة المحلية إيجاد البدائل لذلك غير ان ذلك يصبح شبة مستحيل لا لشي الا لان السلطة المحلية لم تعير قضية النازحين الاهتمام المطلوب وتعاملها غير الجدي في حل مشاكلهم بشكل نهائي بالرغم من إمكانية حدوث ذلك خلال الأشهر الماضية في حال عملت السلطة المحلية مع المنظمات الدولية التي زارت المحافظة للاطلاع على أوضاع النازحين ومن أبرزها اليونيسف ومنظمة الأغذية العالمية التي زارت المحافظة في اوقات سابقة بهدف الاطلاع على أوضاع النازحين وتقديم الدعم اللازم لهم بيد ان تلك الزيارات لم تأتي ثمارها بالشكل الذي كان النازحون يأملون ان يتحقق.

وبحسب المتطوعين والقائمين على مخيمات النازحين فان اهم متطلبات النازحين خلال هذه الفترة توفير مستشفى خاص بهم يكي يتمكنوا من تلقي العلاج والرعاية الصحية بكل يسر وسهوله خصوصا ان ما نسبته 90% لا يستطيعون الذهاب الى المستشفيات لتلقي العلاج بسب عدم قدرتهم على دفع التكاليف حتى ولو كان زهيدا.

وأضافوا ان النازحين بحاجة الى إيجاد مخيم إيواء يجمعهم في مكان واحد بدل من توزيعهم في المدارس والمباني غير المؤهلة للسكن فضلا عن حاجتهم الى من يقوم بدعم المطبخ الخيري الذي يوفر لهم الوجبات الغذائية اللازمة. 

وقبل ذلك وبعده فان جل اماني النازحين تقتصر في انتهاء الحرب واحلال السلام كي يتمكنوا من العودة الى مدنهم وقراهم ومنازلهم التي هجروا منها قسرا.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
مشاورات سلام جديدة تنعش آمال اليمنيين بإنهاء الحرب
هل بدء الحوثيون العد التنازلي للتخلص من الثورة اليمنية الأم؟
علي عبد المغني... سرّ "سبتمبر"
قرار نقل البنك المركزي.. تأييد محفوف بالمخاطر
أطفال مديرية الصلو تحت الخطر