مسجد "الطنبغا المارداني" درَّة مملوكية مهملة بالقاهرة
الخميس 22 يونيو-حزيران 2017 الساعة 11 مساءً / المركزاليمني للاعلام - متابعات عدد القراءات (2152)
لم يسمع سكان القاهرة غالباً عن هذا الجامع التاريخي الجميل الذي سرق اللصوص منبره في غفلة من الجميع، فالجامع الذي يعود تاريخ بنائه لعام 740هـ/1340م؛ أي قبل بناء جامع السلطان حسن بـ20 سنة. ويقع مسجد "الطنبغا المارداني"، في حي الدرب الأحمر متوسطاً المنطقة الشعبية الواقعة بين الجوامع التاريخية الأزهر والسلطان حسن والرفاعي وحديقة الأزهر الحالية. من هو الأمير الطنبغا المارداني؟
كان الأمير علاء الدين الطنبغا المارداني الساقي، أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون، اشتراه صغير السن وأكرمه ورقّاه وصاهره، وصار له مكانة عنده ومال، فبنى جامعاً كبيراً على الطراز المملوكي وهو الجامع الكبير المغمور الذي لا يزال يحتفظ باسمه لليوم بعد مرور قرابة الـ7 قرون.
وصف الجامع
ويقول المؤرخ المقريزي إن مهندس جامع المارداني هو المُعلم ابن السيوفي رئيس المهندسين في أيام الناصر قلاوون، وهو الذي أشرف على بناء المدرسة الأقبغاوية بالأزهر.
يتميز الجامع ببوابته الكبيرة التي يدخل منها المصلون إلى الصحن عبر باب خشبي صغير، وتقع الميضأة الخشبية وسط الصحن، وتطل على الإيوانات الأربعة أبواب تتخلل السياج الخشبي الذي يشبه سياج جامع الأزهر الخشبي. ويغطي الإيوان سقف خشبي منقوش بزخارف هندسية إسلامية ملونة، وتقع منصة المؤذن الرخامية في الإيوان الأمامي وتشبه منصة جامع السلطان حسن، لكنها أصغر حجماً.
ويعاني الجامع الإهمال الشهيد، وتعرض للسرقة عدة مرات، ولا تزال أرضيته بها شقوق وكسور ومفروشة بحصر بسيطة، كثيراً ما تكون غير نظيفة، وكذلك تحتاج الحوائط والنقوش الأثرية والكتابات المزخرفة لترميم ورعاية.
الغيطاني مع المارداني
يحكي الروائي المصري جمال الغيطاني قصته مع جامع الطنبغا المارداني، أن علاقته به تجاوزت الـ555 عاماً؛ إذ كان يصلي فيه الجمعة بصحبة والده، متأملاً مستطيلات الرخام وعلاقة الجزء والكل المميزة، فكل جزء قائم بذاته من مفردات عمارة المسجد، لكنه متصل بالآخر مهما كان ضئيلاً، ويلي هذه المستطيلات الرخامية زخارف نباتية، وأعمدة صغيرة زرقاء قرب النهاية.
قصة المسجد وينقل الغيطاني قصة بناء الجامع التي دونها المقريزي، ذاكراً ملاحظة طريفة؛ فالمسجد الذي افتُتح يوم الجمعة 24 رمضان سنة 740هـ (مارس/آذار 1340م) لم يحصل خطيب الجمعة فيه على مقابل ولا حتى هدية". ويضيف الغيطاني، "المثير هنا تناقض الوسائل مع الأهداف، فمعظم السلاطين والأمراء لجأوا إلى المظالم والنهب من أجل بناء المساجد التي يتقربون بها إلى الله سبحانه وتعالى، من الوقائع الغريبة التي أذكرها، ما يتعلق بمسجد السلطان الغوري، الذي استولى على مواد كثيرة، منها أعمدة وألواح رخام، لبناء مسجده، عندئذ أطلق عليه المصريون (المسجد الحرام)، فى إشارة ساخرة إلى مظالم السلطان لبناء مسجده". *هافبوست |
|
قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:- الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
- منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
- إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
- إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
- إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
- العديد من الخصائص والتفضيلات
إضغط هنا
إضغط هنا