خطوات تصعيدية صوب الانفصال
السبت 08 يوليو-تموز 2017 الساعة 04 مساءً / المركز اليمني للإعلام - عدن
عدد القراءات (3410)

تصعيد ميداني غير مسبوق تشهده العاصمة اليمنية المؤقتة عدن مع احتشاد الجنوبيين اليوم الجمعة في مظاهرة مليونية دعا إليها المجلس الانتقالي الجنوبي وحملت عنوان (رفض استمرار الاحتلال) وتؤمنها قوات جنوبية مسنودة إماراتيا من جانب، وفي الجانب الآخر انتشار قوات موالية لحكومة الشرعية اليمنية المدعومة من الرياض بتوجيهات من رئيسها الدكتور أحمد عبيد بن دغر، الذي عقد اجتماعا طارئا مع قيادات عسكرية قبيل يومين من موعد الفعالية الجنوبية ودعاهم لرفع الجاهزية تحسبا لما قال أنه "اقتتال سيندلع ما بين جهات – لم يسمها – للسيطرة على مواقع النفوذ بعدن". - مظاهر توتر أمني وعسكري وعشية اليوم السابق لتنفيذ الجنوبيين اليوم الجمعة مظاهرة مليونية في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، شهدت المدينة مظاهر توتر غير مسبوقة، حيث انتشرت قوات عسكرية وأمنية موالية لحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي المقيم في العاصمة السعودية الرياض في طرقات وتقاطعات رئيسية بعدد من مديريات عدن، وقوبل ذلك بانتشار قوات أمنية وعسكرية موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الجنوبية في باقي المديريات، فيما حلقت في الاثناء مقاتلات تابعة للقوات الجوية الإماراتية في سماء المدينة، والتي عادة ما تقوم بالتحليق على مستوى منخفض فوق المدينة عند وقوع توترات أمنية في عدن. - صراع على النفوذ وكان رئيس حكومة الشرعية اليمنية قد استبق المليونية الجنوبية التي دعا إلى اقامتها المجلس الانتقالي الجنوبي بتصريحات نارية قال فيها أن عدن تسهد صراعا ساخنا للسيطرة على مراكز النفوذ طرفيه المجلس الجنوبي بقيادة محافظ العاصمة السابق اللواء عيدروس الزبيدي، وحكومة الشرعية. تصريحات رئيس الوزراء اليمني ذهبت إلى التلويح بأن الصراع على مراكز النفوذ في عاصمة المحافظات اليمنية المحررة، وهي المحافظات الجنوبية الثمان إضافة إلى محافظة شمالية واحدة هي مأرب، بات على وشك الانتقال من مربعه السياسي إلى تفجر صراع عسكري بين الطرفين، الذي تدعم احدهما المملكة العربية السعودية فيما تدعم دولة الإمارات الآخر. - اجراءات تصعيدية من جانبها بادرت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، العائدة مساء الثلاثاء الماضي من العاصمة الإماراتية أبو ظبي إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، إلى عقد أول اجتماع سياسي لهيئة رئاسة المجلس، الذي يترأسه محافظ عدن السابق اللواء عيدروس الزبيدي ونائبه الوزير السابق في حكومة الشرعية هاني بن بريك وشخصيات سياسية وعسكرية وأمنية جنوبية بارزة. الاجتماع الذي عقد أمس الأول الاربعاء في أجواء سياسية وأمنية مشحونة تشهدها العاصمة عدن، أقر إجراءات وصفها بالتنفيذية والتصعيدية من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي في مواجهة ما وصف بـ "اقصاء إدارة نظام الشرعية للجنوبيين تكريسا لفرض ذات السيطرة التي كان يمارسها الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح على شعب الجنوب". - خطوات عملية ولم يكشف اجتماع رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تم تأسيسه من قبل (اللواء الزبيدي) قبل نحو شهرين بمباركة شعبية واسعة من الجنوبيين عبروا عنها بمليونية جنوبية حاشدة بعدن حملت أسم (المجلس الانتقالي الجنوبي يمثلنا) وبدعم سياسي وعسكري إماراتي غير معلن، عن ماهية تلك القرارات التنفيذية والتصعيدية التي اعلن عن إقرارها في بيان قرأه رئيس المجلس في الاجتماع، إلا أنه أكد بأنها ستكون خطوات عملية على الأرض لبدء مرحلة إدارة المجلس الانتقالي الجنوبي لمحافظات الجنوب، تليها مرحلة التنظيم والبناء المؤسسي للبنية التحتية للجنوب، لافتا – الزبيدي – إلى أن تنفيذ تلك الاجراءات العملية يأتي كخطوات أساسية لـ "تحقيق الهدف الأساسي لثورة شعب الجنوب والمقاومة الجنوبية في استعادة الدولة الجنوبية"، حسب تأكيده. - غضب شعبي ويتهم الجنوبيون حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بـ "عدم الوفاء للمقاومة الجنوبية التي وفرت له موطئ قدم في الداخل اليمني يستمد من خلاله شرعيته"، مؤكدين أن قرارات (هادي) الصادرة منذ تحرير الجنوبيين كامل محافظاتهم – عدا عدد من مديريات محافظة شبوة المحاذية لمحافظة مأرب الشمالية – عمدت إلى اقصاء القيادات السياسية والعسكرية الجنوبية البارزة من مواقعها، وآخرها قرار اقالة أطاح دفعة واحدة بمحافظي ثلاث محافظات جنوبية، وهو ما أجج غضب الشارع الجنوبي وقوبل بالرفض من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي. - تبخر الأمل ويفاقم تردي الخدمات العامة في المحافظات الجنوبية من نقمة الجنوبيين على إدارة حكومة الشرعية، فالعاصمة المؤقتة عدن تعيش منذ عامين في الظلام لستة عشر ساعة يوميا بينما المياه تصل إلى الأهالي بكميات شحيحة، وهو الأمر الذي يتكرر وبشكل أشد سوء في باقي المحافظات الجنوبية، يضاف إلى ذلك معاناة الموظفين والمتقاعدين الجنوبيين في القطاع العام بشقيه المدني والعسكري من تردي أوضاعهم المعيشية إلى مستوى غير مسبوق جراء تأخير صرف مرتباتهم لأشهر في ضل ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية ومختلف السلع، حد قولهم. ويتساءل مواطنون في عدن بشكل مستمر بقولهم: أين تذهب المساعدات المعلن عن تقديمها طوال العامين الماضيين من قبل السعودية والإمارات لأهالي المحافظات المحررة في اليمن؟ وأين ذهبت حملة (إعادة الأمل) وكل ما تشهده محافظات الجنوب اليمني يبعث على اليأس؟. - تحميل المسئولية للتحالف وجدد الجنوبيون في المظاهرة التي اكتظ بها الشارع الرئيس لمدينة المعلا بالعاصمة عدن، وهو أكبر شوارع عدن، جددوا مطالبتهم باستعادة دولة الجنوب ورفض استمرار الوحدة اليمنية، وهي ذات المطالب التي ينادي بها أنصار الحراك السلمي الجنوبي منذ انطلاقته في العام 2007م خلال حكم الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح وتصاعد فعالياته المطالبة بفك ارتباط الجنوب عن الشمال بشكل قوي خلال الأعوام اللاحقة لتأسيسه وصول إلى تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي ككيان سياسي ممثل لشعب الجنوب ومعني بإدارة شؤونه بدعم قوي من دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي المظاهرة التي شهدت مشاركة قيادات سياسية وعسكرية وأمنية جنوبية، أكد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي أن المجلس سيشرع عمليا في إدارة الشأن الجنوبي وتحقيق تطلعات الجنوبيين لتحقيق الاستقلال، محملا دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية مسؤولية ما يترتب عن استمرار عدم ايفاء الحكومة اليمنية بتحمل واجباتها ومسئوليتها في انتشال المحافظات الجنوبية المحررة مما أوصلتها إليه من أوضاع معيشية وخدمية متردية، وسياسات اقصائية تزعزع الاستقرار والسلم الاجتماعي، ومؤكدا في ذات الوقت أن الجنوبيين ملتزمين بأهداف التحالف العربي.

محمد المؤمني


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
الكوليرا والحرب .. أجواء خوف وألم وخيارات السلام لا تزال بعيدة
اليمنيون يواجهون "الكوليرا" والحرب بالرسم على الجدران
من هي القوى التي تسعى لتفكيك الوحدة اليمنية
الكوليرا تتجول تحت النظر في شوارع العاصمة
ما الذي سيطرأ على حياة المصريين بإعلان حالة الطوارئ ؟