هل تكون أوروبا بديلاً أفضل من أمريكا لرعاية السلام في الشرق الأوسط
الأربعاء 16 مايو 2018 الساعة 11 صباحاً / المركز اليمني للإعلام
عدد القراءات (861)
 

 

بعد إستشهاد العشرات من الفلسطينيين وإصابة المئات بالنيران الفلسطينية بالقرب من سياج غزة، دعا الاتحاد الأوروبي في بيان الجميع "بالتحلي بضبط النفس إلى أقصى حد ممكن وذلك تجنباً لوقوع المزيد من الخسائر في الأرواح".وأضاف البيان " يجب على إسرائيل أن تحترم حق المُشاركة في الاحتجاجات السلمية ومبدأ التكافؤ في استخدام القوة، ويجب على حماس وعلى الجهات التي تقود المظاهرات في غزة أن تَضمن الالتزام بالابتعاد عن العنف، وعدم استغلال المتظاهرين لغايات أخرى"

القُدس مدينة مقدسة لليهود والمُسلمين والمسيحيين

يعتبرالاتحاد الأوروبي القُدس مدينة مقدسة لليهود والمُسلمين والمسيحيين، والروابط التي تجمع ما بين الشعب اليهودي والقدس هي روابط لا جِدال فيها، ولا يجب إنكارها، وهذا ينطبق على الروابط التي تجمع ما بين الشعب الفلسطيني والمدينة. و"للاتحاد الأوروبي موقف واضح ومُوَّحّد من القدس: سوف يستمر الاتحاد الأوروبي في احترام الإجماع الدولي بشأن القدس المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 478 وقرارات أخرى، وهذا يشمل أيضاً موقع الممثليات الدبلوماسية حتى يتم التوصل إلى حل نهائي لوضع القدس ".

 

 

العودة إلى المفاوضات كأساس للحل الناجع

يعتقد الاتحاد الأوروبي "أن ما يَلزَم في هذه اللحظات هو التحلي بالحكمة وبالشجاعة والعودة إلى المُفاوضات من أجل التوصل إلى حل سياسي من أجل الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني ومن أجل المنطقة بأكملها. حل الدولتين فقط هو الحل الوحيد الواقعي الذي يُتيح المجال للطرفين للوصول إلى ما يطمحون إليه وإنهاء الصراع وتحقيق السلام العادل والدائم الذي يتوق إليه ويستحقه الإسرائيليون والفلسطينيون ".

"يمكن للاتحاد الأوروبي أن يلعب دور الوسيط الموثوق به ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل تحقيق السلام. الدور الحقيقي لأوروبا هو البدء فوراً بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967". 

أوروبا وتحقيق حل الدولتين

الاتحاد الأوروبي مُلتزم بالعمل مع الطرفين ومع شركائه في المجتمع الدولي من أجل العودة إلى "مُفاوضات ناجحة تهدف إلى تحقيق حل الدولتين على أساس حدود الرابع من حزيران 1967 وأن تكون القدس عاصمة للطرفين ".

سفيرة إسرائيل لدى بلجيكا، سيمونا فرانكل وصفت قتلى غزة بالإرهابيين

من جهة أخرى استدعت وزراة الخارجية البلجيكية سفيرة إسرائيل لدى بلجيكا، سيمونا فرانكل بعد أن صرحت هذه الأخيرة أن المتظاهرين الفلسطينيين الذين قتلوا برصاص الجنود الإسرائيليين على حدود قطاع غزة إرهابيون.وقالت في حديث لها للتلفزيون البلجيكي "يؤسفني مقتل أي كائن بشري، حتى الـ55 إرهابيا الذين حاولوا عبور الحدود". السلطات البلجيكية دعت بدروها إلى تحقيق دولي في مواجهات غزة.بالإضافة إلى ذلك طالبت بروكسل بتحقيق دولي في الأحداث التي جرت على الحدود في قطاع غزة.

 

أوروبا .. الراعي البديل للوساطة بشأن حل النزاع الفلسطيني -الإسرائيلي؟

قالت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني إن قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها من "تل أبيب" إلى القدس "خطوة لا نعتبرها حكيمة.. ونحن لا نشاركها ولا نتبعها".جاءت أقوال موغيريني، في مؤتمر صحفي عقد اليوم الثلاثاء، في بروكسل.وأضافت: "موقفنا من القدس لا يزال كما هو وموحد، ونعتقد أنه يجب تحديد الوضع من خلال المفاوضات.وأضافت موغريني "نعتقد أن النتيجة الواقعية لذلك ستكون ويجب أن تكون هي أن القدس عاصمة لكل من دولة إسرائيل ودولة فلسطين".

 

لماذا لم تعد أميركا راعية لوحدها لعملية السلام؟

اعتبرت  القيادة الفلسطينية أنّ الولايات المتحدة لم تعد راعيةً لعملية السلام بعد اتخاذها قرار الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وظهر ذلك بتصريح لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قال فيه: "هذه الإجراءات تمثل إعلانًا بانسحاب الولايات المتحدة من ممارسة الدور التي كانت تلعبه خلال العقود الماضية كراعٍ للسلام".هذا وتبلور الموقف الفلسطيني بشأن الراعي البديل، إلى المطالبة بآلية متعددة الأطراف تشمل الاتحاد الأوروبي، ولا تستبعد الولايات المتحدة.

تباين مواقف الدول الأعضاء من القضية الفلسطينية

إن التباين في موقف الدول الأعضاء من القضية الفلسطينية أضعفَ من مقدرته على إيجاد خطة سياسية واضحة وفاعلة، على الرغم من جميع المحاولات الأوروبية لإيجاد مبادرات من شأنها تعزيز دور دول الاتحاد في عملية السلام.

 

سفير فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي-عبد الرحيم الفرا يعتبر أن الاتحاد الأوروبي موثوق في القيام بدوره كوسيط في علمية السلام

وقال سفير فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي،بلجيكا ولوكسمبورغ عبد الرحيم الفرا،إن الاتحاد الأوروبي يلعب دورا محويا في حل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي،وأن القيادة الفلسطينية هي من طلبت منه أن يقوم بالدور المنوط. مضيفا ..ذلك أن القيادة الفلسطينية أصبحت لا تثق في الدور الأميركي،لأنه منحاز لإسرائيل. وأضاف السفير الفرا،إن على الاتحاد الأوروبي أن يعترف بدولة للفلسطينيين عاصمتها القدس الشرقية.

مضيفاً :"يمكن للاتحاد الأوروبي أن يلعب دور الوسيط الموثوق به ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل تحقيق السلام. الدور الحقيقي لأوروبا هو البدء فوراً بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967".

ماريا أرينا - نائب في البرلمان الأوروبي :

هذا وقالت ماريا أرينا وهي نائب في البرلمان الأوروبي إن الوقت غير مناسب لأن تعترف أوروبا بدولة فلسطين ذلك أن الحاجة ماسة اليوم أن تضطلع أطراف أخرى بدور الوسيط من أجل إيجاد حل للنزاع في الشرق الأوسط، وأن أوروبا وحدها لا تقدر على إيجاد حل يرضي الطرفين دون الاستعانة بأطراف متعددة .

"إن الاتحاد الأوروبي والدول الـ 28 الأعضاء تجد صعوبة في التحدث بصوت واحد حول قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وبشكل أكثر تحديدًا في مواقف إسرائيل وتصرفاتها إزاء الفلسطينيين وتحديدًا أهل غزة. أوروبا وحدها لن تكون قادرة على أن تكون بديلا لدور أميركا السياسي، لذا سنحتاج إلى استراتيجيات جديدة حول السياسة برمتها"

 

تطوير ملامح الدور الأوروبي في عملية السلام

وفي المقابل، عزز الاتحاد الأوروبي علاقات التعاون مع "إسرائيل"، لتصل إلى توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية بينهما. كما يلتزم الاتحاد الأوروبي التزامًا طويل الأمد حيال رؤية قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، تحيا في سلام وأمان جنبًا إلى جنب مع إسرائيل. من جهتها تسعى فرنسا ومعها إيطاليا لتطوير الدور الأوروبي، وجاء ذلك من خلال دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لانعقاد جلسة لمجلس الأمن، كما أكد المندوبان، الفرنسي والايطالي، في تصريح مشترك عنوانه "لا نوافق" على قرار الرئيس الأميركي، والتأكيد على أن القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين المحتلة.

أثر الموقف الأميركي الإسرائيلي على دور الاتحاد الأوروبي

ترفض إسرائيل أي بديل للولايات المتحدة لرعاية عملية السلام، التي تعد الحليف الأقوى والأبرز لها، وتعتبر وجود البديل سيضر بتحالفها، إذ باتت تراه أساسًا لعملية السلام، وتتعامل مع كل من يخالفه على أنه يرفض عملية السلام.في إطار ذلك يتمتع الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية بشراكة قوية تسترشد بمبادئ المسائلة المتبادلة والشفافية والديمقراطية العميقة التي لا غنى عنها لإقامة دولة فلسطينية ديمقراطية في المستقبل

يضطلع الاتحاد الأوروبي بدور نشط في عملية السلام في الشرق الأوسط وهو عضو في اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط (بجانب الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة)، وذلك في إطار العمل من أجل التوصل إلى حل دولتين يستند إلى خارطة الطريق للسلام 2003. يناقش مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي هذه الجهود بشكل منتظم.

الاتحاد الأوروبي هو الجهة المانحة الأكثر أهميةً للشعب الفلسطيني

قدم الاتحاد الأوروبي مساعدات إنسانية بغية المعاونة في تلبية الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين منذ عام 2000، وهو يقدم 82 مليون يورو سنويًا لوكالة الأونروا التي تعمل مع اللاجئين الفلسطينيين، كما يقدم قنوات دعم من خلال إيكو، وهو مكتب المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.الاتحاد الأوروبي هو الجهة المانحة الأكثر أهميةً للشعب الفلسطيني، وهو شريك موثوق به ويمكن الاعتماد عليه؛ فيظهر دوره جليًا في جميع مناحي الحياة الفلسطينية، بدءً من دعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقبلية وإنشاء بنية تحتية جديدة في أرجاء فلسطين وصولاً إلى تقديم الدعم إلى المجتمع المدني الفلسطيني.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
حمد بن جاسم: دول عربية باعت فلسطين والقدس!  
أستانا-9 تؤكد ضرورة دعم جنيف عبر سوتشي  
تكهنات بخروج أستانا-9 باتفاق جديد حول جنوب غربي سوريا  
إندونيسيا : أسرة كاملة وراء تفجير الكنائس الثلاث
إيفانكا ترامب وزوجها يحضران حفل افتتاح السفارة الأمريكية في القدس