ذكر موقع “القناة السابعة” العبريّة، وهي إذاعة “إسرائيليّة” تعمل في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، وتُشكّل بوقًا للمُستوطنين المُتطرّفين واليمين الإسرائيليّ الدينيّ المُتشدّد، ذكر إنّ الجنرال احتياط تسفيكا فوغل، القائد السابق للمنطقة الجنوبية وقائد فرقة الجولان سابقًا في جيش الاحتلال أعرب عن قلقه من نشاطات تل أبيب، على الجبهتين الشماليّة والجنوبيّة.

وخلال مقابلة إذاعية، قال الجنرال فوغل: إننّا نكذب على أنفسنا كل صباح ونُسمّي حماس وحزب الله منظمتين إرهابيتين، هما منذ مدة طويلة ليستا منظمتين إرهابيتين بل دولتين، وتُسيطران على السكان، بل وحتى أحيانًا شريكتان في الحكومة، على حدّ قوله.

بالإضافة إلى ذلك، حذَّر فوغل من أنّ عدم معالجة الوضع اليوم يُمكن أنْ يؤثر بشكلٍ سلبيٍّ على المستقبل، لافتًا إلى أنّ المكان الوحيد الذي لدى الدولة العبريّة فيه إستراتيجيّة هو في تعاطيها مع إيران، مُوضحًا أنّ “هناك نحن نتصرّف كدولة ذات سيادة”، على حدّ تعبيره.

وتابع الجنرال فوغل قائلاً في معرض ردّه على سؤالٍ إنّه ضدّ حماس وحزب الله فإنّ تل أبيب لا تتصرّف هكذا، الأمر الذي سيؤدّي، برأيه، لأنْ تدفع دولة الاحتلال في المستقبل ثمنًا باهظًا، لأنّه في كلا المكانين سيدركون بأنّ الدولة العبريّة تخشى من الدخول في مواجهة، وخلُص إلى القول إنّه إذا لم تُنهِ إسرائيل القصة في هذه الفترة، قد لا تكون قادرةً على ذلك في المستقبل، حسب ادّعائه.

إلى ذلك، قال الجنرال احتياط غيورا ايلاند، رئيس مجلس الأمن القومي السابق في دولة الاحتلال، في مقالٍ نشره بصحيفة (يديعوت أحرونوت)، قال إنّ هناك فرقًا بين الطريقة التي اعتدنا أنْ ننظر بها إلى غزة، والطريقة الصحيحة التي يجب علينا التعامل بموجبها مع غزة. وبرأيه يجب أنْ تستند هذه الطريقة إلى أفكارٍ رئيسيّةٍ هي: الفكرة الأولى ترى أنّ غزة كانت، وما تزال، بمثابة دولةٍ مستقلّةٍ بحكم الواقع، منذ (11) عامًا، حيث أنّ الدولة تمتلك أربع خصائص، وهي أنْ تقع في منطقة محددة جغرافيا، وأنْ تكون لها حكومة مركزية فعالة، وأنْ يكون لها سياسة خارجية مستقلة، وأنْ تمتلك جيشًا خاصًّا بها وتديره بذاتها، وفي هذا السياق، يتوفر في حكم حماس في قطاع غزة الخصائص الأربع جميعها، ودون نقصان، على حدّ قوله.

أمّا الفكرة الثانية، بحسب آيلاند، فترى أنّه لا يمكن إعادة اعمار غزة طالما أنّ هناك إصرار على تحويل الأموال عبر السلطة الفلسطينية، فرئيس السلطة محمود عبّاس، غيرُ مهتمٍ بإعادة اعمار القطاع، بل أنّه أكثر حرصًا على إسقاط حكم حماس في القطاع، وليس لديه أيّ تنازل عن ذلك، ولو كان على حساب مليوني شخص يعيشون بؤسًا مشهودًا في القطاع، وتابع أنّه ليس لدى عبّاس أيّ مشكلةٍ في اندلاع نزاعاتٍ عسكريّةٍ جديدةٍ بين إسرائيل وحماس، فهو يراها نزاعات بين عدوين له، بحسب تعبير الجنرال الإسرائيليّ.

والاستنتاج الوحيد من هذه الأفكار هو أنّه ينبغي على إسرائيل تغيير سياستها، والاعتراف بحقيقة وجود دولة مستقلة حقيقية إلى جانبها، وتقع على حدودها، اسمها غزة، وأنّ حكومة تلك الدولة (غزة) قد انتُخبت أيضًا بطريقة ديمقراطية نسبيًا.

بالإضافة إلى ذلك، أضاف آيلاند، أنّه من الأفضل لإسرائيل تشجيع الدول الغربيّة والعربيّة على الاستثمار في إعادة إعمار غزة، فكلمّا تمّ بناء المزيد من محطات توليد الطاقة، ومحطات تحلية المياه، ومشاريع الصرف الصحي في غزة، كلمّا زادت سيطرة حكومة حماس على غزّة، كما قال.

وشدّدّ الجنرال الإسرائيليّ على أنّ الشرخ السياسيّ الذي فسّخ الكيان الفلسطيني إلى قسمين، الضفّة الغربيّة وقطاع غزة، أوجده الفلسطينيون أنفسهم، وليس إسرائيل، ولهذا، فإنّه ليس من مسؤولية إسرائيل، بأيّ حالٍ، توحيد هذين الجزأين وتحويلهما إلى دولةٍ واحدةٍ.

وخلُص إلى القول إنّه من الأفضل لإسرائيل تبنّي سياسة العصا والجزرة في مواجهة “الدولة المستقلة” القائمة حاليًا في غزة (أي حماس)، بدلاً من تهديدها بالعصا وحدها، على أمل أنْ تتعامل مصر أوْ عباس بإيجابيّةٍ مع موضوع إعادة الاعمار في غزّة، كما قال.