أعلنت حركة طالبان اليوم الثلاثاء عن وفاة جلال الدين حقاني، مؤسس شبكة حقاني المتطرفة إحدى أقوى الجماعات في حركة التمرد التي تقاتل قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان ، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض.

وكان حقاني أسس الشبكة في السبعينيات وذلك لمحاربة الوجود السوفياتي في أفغانستان وكان حصل على مساعدة من الولايات المتحدة وباكستان ، لكنه تخلى عن قيادة عمليات الجماعة منذ بضع سنوات لابنه سراج الدين حقاني، نائب زعيم طالبان الأفغانية حاليا.

وانتقل حقّاني الذي شغل منصب وزير في نظام طالبان خلال التسعينات ، اعتباراً من العام 2001 إلى محاربة القوات الأمريكية وقوات الحلف الأطلسي بعد غزوها أفغانستان وإطاحتها بنظام طالبان.

وفي العام 2001 أيضاً أدرج حقاني في قائمة مجلس الأمن الخاصة بتجميد الأموال، وحظر السفر وتوريد الأسلحة للأفراد والجماعات والكيانات التي لها علاقة بطالبان أفغانستان.

وصنفت الولايات المتحدة "شبكة حقاني" تنظيماً إرهابياً في عام 2012 إثر هجمات شنتها على القوات الأمريكية وعلى مواقع القوات الحكومية في أفغانستان.

وشبكة حقّاني هي الجناح المسلح المتطرف في حركة طالبان وتضم أكثر من 10 آلاف مقاتل وقد نسبت إليها هجمات عدة في أفغانستان و يُشتبه بأنها على علاقة مع تنظيم الدولة الاسلامية الذي شنّ اعتداءات دامية في كابول.

وتتخذ الشبكة من شمال وزيرستان الباكستانية المتاخمة للحدود الأفغانية قاعدة لها، وتدير هناك مدارس دينية ومعسكرات لتدريب المقاتلين، وفقا لتقارير استخبارية، وتركز معظم نشاطها العسكري في شرقي أفغانستان، خاصة في ولايات بكتيا وخوست، وامتد إلى ولايات أخرى مثل وردك.

وأفادت قناة تلفزيون "1TV" الأفغانية المحلية بأن جلال الدين حقاني كان مريضاً في السنوات الأخيرة، ولم يكن قادرا على مغادرة سريره.

وقالت طالبان في بيان إن حقاني " تحمّل مرضاً طويلاً خلال سنواته الأخيرة كما تحمّل خلال شبابه وتمتّعه بالصحة مشقّات كبيرة في سبيل دين الله"

وأضافت " إذا كان السيد حقاني قد رحل عنا بجسده، فإن فكره ومنهجه باقيان على الدوام " .

ولم يتم إعطاء أي توضيح حول تاريخ أو مكان الوفاة لكن كانت هناك شبهات بتواجده في باكستان وبأنه تجاوز السبعين من العمر.

وعلق دبلوماسي غربي رفض الكشف عن هويته في كابول قائلا "أشك بأن تغير وفاته أي شيء".

فيما قال المحلل السياسي الأفغاني عطاء نوري لوكالة فرانس برس "منذ إصابته بالمرض ولزومه السرير في السنوات الأخيرة، لم يعد قادرا على إدارة الشبكة ولن يكون لوفاته تأثير. أبناؤه يتولون القيادة وإدارة العمليات".

وأضاف أن "شبكة حقاني ستظل الذراع الأكثر دموية لحركة طالبان وستواصل شن العمليات كالسابق لأن هدفها العملاني الرئيسي هو التصدي للنفوذ الهندي والأمريكي في أفغانستان".