جولة في محيط الجدار الاسرائيلي الفاصل مع لبنان
الخميس 06 سبتمبر-أيلول 2018 الساعة 05 مساءً / المركز اليمني للإعلام
عدد القراءات (514)

 

تعمل جرافات اسرائيلية على تلة تطل على مياه البحر الأبيض المتوسط في بناء جدار شاهق تريده الدولة العبرية فاصلا عن حزب الله، العدو اللدود الموجود في الجانب الآخر من الحدود.

على بعد أمتار قليلة، يمكن رؤية ثلاثة جنود من البلد الذي لا يزال في حالة حرب مع اسرائيل، يراقبون العمل في الجدار الخراساني من برج عال في قرية علما الشعب.

وبدأت اسرائيل مطلع العام بناء الجدار الجديد على طول الحدود اللبنانية، وهو مجهز بكاميرات، وتسعى من خلاله الى إحباط أي محاولة للتسلل والهجوم من جانب حزب الله.

ويأتي بعد بناء جدار في عام 2012 حول مدينة المطلة الاسرائيلية المجاورة للحدود اللبنانية. وتقول اسرائيل إن كلّ أجزاء الجدار ستكون بمحاذاة ما يسمى "الخط الازرق" الذي رسمته الأمم المتحدة بعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 ليقوم مقام الحدود بين البلدين. لكن لبنان يتحفظ على الخط في مواقع معينة وأعلن في وقت سابق من هذا العام أنه سيقوم بضغط دبلوماسي لمنع البناء.

ويسعى لبنان الى التنقيب عن النفط والغاز في مياه البحر الحدودية، ولدى اسرائيل خطط مماثلة، ما يشكل عنصرا جديدا في للخلاف.

وقال مسؤولون عسكريون اسرائيليون خلال جولة قام بها صحافيون الأربعاء برفقة الجيش الاسرائيلي في مكان بناء الجدار، "تمّ استبدال السياج الحدودي ببناء الجدار لاغراض أمنية".

وخاض حزب الله اللبناني واسرائيل حربا عام 2006. وظلت المنطقة الحدودية هادئة نسبيا منذ ذلك الحين، باستثناء حوادث محدودة.

وقال الميجور تومار جلعاد المنسق مع قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في جنوب لبنان "يونيفيل"، إن الجدار "مرتبط أساسا بالنوايا، والتهديدات اللفظية التي يطلقها حزب الله منذ عام 2011 بالتسلل الى اسرائيل ومهاجمة المجتمعات الاسرائيلية جنوب الخط الازرق".

وأضاف "نحن نأخذ هذه التهديدات على محمل الجد".

وبنت إسرائيل حتى الان 11 كيلومترا من الجدار ووضعت ميزانية لكيلومترين آخرين.

ويأمل الجيش أن يمتد الجدار في النهاية على مسافة 130 كيلومترا، أي على طول الحدود.

وقال مدير المشروع الجنرال عيران أوفير "إذا تم تمويل العمل بالكامل، فمن المتوقع أن يستغرق عامين".

ورفض المسؤولون العسكريون التعليق عما اذا كان الجدار تحت الارض مزودا بأجهزة استشعار الحركة للتعرف على أي أعمال حفر أنفاق ووقفها، على غرار الجدار على طول الحدود مع قطاع غزة.

ومن المتوقع أن تبلغ التكلفة الاجمالية للجدار 1,7 مليار شاقل، أي نحو 472 مليون دولار.

ويبلغ ارتفاع الجدار حوالى تسعة أمتار، من ضمنها شبكة من الأسلاك الفولاذية التي تغطي القسم الأعلى منه، على غرار الجدار الذي يفصل الضفة الغربية المحتلة عن اسرائيل.

والجدار مصنوع من كتل خرسانية مرتفعة، مع أنابيب بارزة منه لوضع مكونات تكنولوجية.

وأمضت اسرائيل سنوات في بناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة في محاولة لوقف عمليات تسلل الفلسطينيين، بالإضافة الى جدار آخر على الحدود مع مصر لإبعاد المهاجرين الأفارقة الذين كانوا يحاولون العبور من مصر.

ويشدد الجيش الاسرائيلي على أنه ينسق العمل عن كثب مع اليونيفيل. ويلتقي ممثلون عن الجيشين الإسرائيلي واللبناني في حضور عناصر من القوة الدولية كل شهر تقريبا في نقطة حدودية.

وتقوم اليونيفيل بدور الوسيط في التواصل بين الجانبين لتجنب الصدامات.

وحصلت مواجهات عديدة على الحدود اللبنانية بين حزب الله واسرائيل منذ التسعينات. وكانت حصلت في الماضي مواجهات ومعارك بين اسرائيل والمنظمات الفلسطينية التي كانت موجودة في لبنان قبل أن تنسحب بعد الاجتياحات الاسرائيلية المتكررة.

كما أن الجيش اللبناني في حالة حرب رسميا مع اسرائيل.

لكن الجيش الاسرائيلي يؤكد ان السبب وراء بناء الجدار لا علاقة له بالجيش اللبناني، إنما بحزب الله.

وانشغل حزب الله خلال السنوات الأخيرة بالقتال في سوريا دعما للرئيس السوري بشار الاسد في حربه ضد فصائل المعارضة،

لكن التوتر والعداء يبقيان كبيرين بينه وبين الدولة العبرية.

وعلى الرغم من أن الحزب الشيعي فقد عددا كبيرا من مقاتليه وقادته في سوريا، لكن اسرائيل تعتبر أنه اكتسب خبرة وتدرب على تكتيكات جديدة من خلال القتال الى جانب القوات الايرانية والروسية الداعمة لنظام الأسد.

ويعتقد الجيش الاسرائيلي أن حزب الله يمتلك ما بين 100 ألف و120 ألف صاروخ ما بين صواريخ قصيرة المدى ومتوسطة المدى، بالإضافة الى مئات الصواريخ البعيدة المدى.

ويكرر الجيش الاسرائيلي "إن احتمال وقوع عمليات إطلاق نار وتسلل بالاضافة الى الحاجة للمراقبة هو السبب وراء بناء الجدار".

وقال المسؤول الاسرائيلي العسكري الكبير الذي كان برفقة الصحافيين وفضل عدم الكشف عن اسمه، "أنتم ترون فقط الجدار الاسمنتي، لكن هناك مكونات أخرى لا يمكننا الحديث عنها، تمكننا من رؤية أفضل بكثير".


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
الاعلان عن مناورات عسكرية واسعة هندية- أميركية ومساع لتعزيز الشراكة
لندن توجه أصابع الاتهام لبوتين في قضية تسميم الجاسوس سكريبال
تركيا تعزز قواتها على الحدود مع سوريا
اجراء مشاورات فلسطينية فرنسية قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة
مقتدى الصدر يدعو البرلمان لعقد جلسة علنية استثنائية