قصف متقطع على ادلب وهجوم يستهدف تنظيم الدولة الاسلامية في شرق سوريا
الأربعاء 12 سبتمبر-أيلول 2018 الساعة 03 مساءً / المركز اليمني للإعلام
عدد القراءات (568)

 

تعرضت مناطق في محافظة ادلب ومحيطها الأربعاء لقصف متقطع من قوات النظام، في وقت أكد التحالف الدولي بقيادة أميركية بدء قوات سوريا الديموقراطية التي يدعمها المرحلة النهائية من عملياتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا.

وترسل قوات النظام منذ أسابيع تعزيزات الى محيط ادلب (شمال غرب)، قبل أن تصعد وتيرة قصفها بمشاركة طائرات روسية الأسبوع الماضي. إلا أن وتيرة القصف والغارات شهدت تراجعاً ملحوظاً في اليومين الأخيرين وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الأربعاء.

واستهدفت قوات النظام وفق المرصد، بقصف صاروخي في وقت مبكر الأربعاء بلدة التمانعة ومحيطها في ريف ادلب الجنوبي، بعد قصف مماثل طال بعد منتصف الليل محيط بلدة مورك في ريف حماة الشمالي.

وأفاد المرصد عن وصول أكثر من أربعة آلاف عنصر من قوات النظام والمقاتلين الايرانيين مع آلياتهم وعتادهم الى ريف حلب الشمالي منذ مطلع الشهر الحالي، تزامناً مع تحصين الفصائل المعارضة والجهادية مواقعها في المنطقة.

وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر من إدلب بينما تنتشر فصائل إسلامية أخرى في بقية المناطق وتتواجد قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي. كما أن هناك وجوداً لهذه الهيئة والفصائل في مناطق محاذية تحديداً في ريف حلب الغربي (شمال) وريف حماة الشمالي (وسط) واللاذقية الشمالي (غرب).

ومع تصعيد القصف على ادلب ومحيطها منذ مطلع الشهر الحالي، أحصت الأمم المتحدة نزوح أكثر من ثلاثين ألف شخص من ريفي ادلب الجنوبي والجنوبي الغربي، وريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي حتى يوم الأحد.

وأفاد مراسل وكالة فرانس برس في القطاع الجنوبي من ادلب عن تراجع حركة النزوح الى حد كبير الأربعاء مع توقف القصف. ونقل مشاهدته سيارات محملة بالمدنيين وحاجياتهم في طريق عودتها الى مناطق نزحت منها قبل أيام لا سيما بلدة الهبيط ومحيطها.

وتكرر الأمم المتحدة تحذيرها من كارثة إنسانية في حال حصول هجوم على المحافظة التي تضمّ نحو ثلاثة ملايين نسمة بينهم مليون طفل، ونصفهم تقريباً من النازحين من محافظات أخرى.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الثلاثاء على أن "مكافحة الإرهاب لا تعفي المتحاربين من التزاماتهم بموجب القانون الدولي"، داعيا للتوصل الى حل سلمي في إدلب.

وحذر في تصريحات للصحافيين من مقر الأمم المتّحدة من أن شنّ هجوم شامل "سيطلق العنان لكابوس إنساني لم يسبق له مثيل في الصراع السوري الدموي". ودعا "إيران وروسيا وتركيا إلى عدم ادّخار أي جهد من أجل إيجاد حلول لحماية المدنيين".

وشدّد غوتيريش على ضرورة تعاون روسيا وإيران وتركيا "أكثر من أي وقت مضى لإيجاد وسيلة لعزل الجماعات الإرهابية وتفادي أن يدفع المدنيون ثمن الحلّ في إدلب".

وطلبت تركيا الثلاثاء الدعم الدولي لإقرار وقف لاطلاق النار في ادلب. وقال سفيرها لدى مجلس الأمن فيريدون سينيرلي أوغلو إن شن هجوم سيؤدي إلى "موجة هائلة من اللاجئين ومخاطر أمنية كبيرة على تركيا وأوروبا وما ورائهما".

ودعمت كل من بريطانيا وفرنسا الطلب التركي، وهو ما رفضته روسيا وايران الداعمتان لدمشق في قمة طهران الجمعة.

وقال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا خلال اجتماع لمجلس الأمن الثلاثاء "لا نستطيع أن نسمح للارهابيين باحتجاز واستخدام مئات الاف السكان كدروع بشرية" موضحاً أن المطروح في إدلب "ليس عملية عسكرية بل عملية لمكافحة الإرهاب".

وفي مقابلة تلفزيونية، حذر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان ليل الثلاثاء من تداعيات هجوم ادلب على أمن أوروبا. واعتبر أن "الخطر الأمني قائم ما دام هناك الكثير من الجهاديين المنتمين الى القاعدة يتمركزون في هذه المنطقة (ادلب)، ويتراوح عددهم بين 10 آلاف و15 ألفا، وقد يشكلون خطراً على أمننا في المستقبل".

على جبهة أخرى في شرق سوريا، أكد التحالف الدولي بقيادة أميركية بدء قوات سوريا الديموقراطية التي يدعمها، المرحلة الأخيرة من الهجوم على آخر جيب تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في محافظة دير الزور.

وأورد التحالف في بيان ليل الثلاثاء أن العملية "ستطهّر شمال شرق سوريا على طول نهر الفرات باتجاه الحدود السورية العراقية من فلول تنظيم الدولة الاسلامية".

وجاء بيان التحالف بعد ساعات من اعلان قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية اطلاقها الاثنين هجوماً يستهدف بلدة هجين ومحيطها شرق نهر الفرات، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

وتترافق المواجهات المستمرة وفق المرصد، مع قصف مدفعي كثيف من قوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي. وتسببت منذ الاثنين بمقتل 32 جهادياً من التنظيم مقابل عشرة مقاتلين من قوات سوريا الديموقراطية، وفق المرصد.

وفي سوريا، بات وجود التنظيم الذي أعلن في العام 2014 إقامة "الخلافة الاسلامية" على مناطق واسعة، يقتصر على هذه المنطقة وعلى جيب صغير في البادية (وسط) وآخر في بادية السويداء (جنوب غرب).

ورغم تقلص مساحة سيطرته الى أقل من ثلاثة في المئة من مساحة سوريا، لا يزال التنظيم قادراً على شن هجمات مفاجئة على جبهات عدة، آخرها أمس في محيط حقل التنك النفطي في دير الزور.

كما قتل 21 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها ليل الاثنين في كمين نصبه التنظيم في منطقة تلول الصفا في بادية السويداء.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
استمرار دائرة العنف في طرابلس وسقوط صواريخ في محيط المطار
تركيا تعرب عن قلقها إزاء إغلاق البعثة الفلسطينية في واشنطن
الاحتلال الاسرائيلي يرحب بإغلاق بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن‎
19 قتيلا في هجوم انتحاري استهدف متظاهرين في أفغانستان
المحكمة الجنائية الدولية تقول إن التهديدات الاميركية "لن تثنيها" عن عملها