حراك أمريكي أممي: إعادة ترتيب المشهد اليمني... بلا هادي؟
الإثنين 29 أكتوبر-تشرين الأول 2018 الساعة 03 مساءً / المركز اليمني للإعلام -متابعات
عدد القراءات (1638)

 

كشفت زيارة الرئيس عبدربه منصور هادي، المفاجئة إلى أمريكا نهاية الأسبوع الماضي، أن كل خطوة يقوم بها تأتي في سياق ترتيب مغادرته للمشهد لا ترتيب عودته إلى عدن والبقاء في السلطة.


وظل هادي في أمريكا في الزيارة قبل الأخيرة أكثر من شهر، وكانت هي أطول فترة لبقائه في دولة يسافر إليها منذ بداية الحرب.. بل إن مؤشرات كثيرة تشير إلى أن هادي لن يعود إلى الرياض أو اليمن. وأكدت معلومات أنه قد اقتنع بالمقترح الأمريكي الذي يتضمّن تعيين نائب للرئيس بدلاً عن علي محسن الأحمر، كخطوة لنقل السلطة. وتزامن ذلك الطرح مع عودة المشاورات إلى الواجهة، كان من المفترض عقدها في جنيف في سبتمبر الماضي، وتعرقلت بسبب عدم سماح «التحالف» بوصول وفد «الإنقاذ» عبر طائرة أممية.


و بحسب مصادر سياسية مقرّبة من مكتب هادي، فإن «هادي وبزيارته الأخيرة إلى أمريكا، فاجأ كثيرين، بما فيهم القريبين منه والمحيطين به»، حيث أن الإعتقاد السائد هو أن هادي تقدم في تسوية الخلاف بين «الشرعية» وأبوظبي، من خلال تغييره لرئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، وكان يعتقد فريق «الشرعية» عودة هادي إلى عدن، ولكن فجأة ترك هادي الرياض، متجهاً نحو أمريكا. 


ترتيب المشهد العام


وفي حين قالت وسائل إعلام «هادي»، إن الرئيس هادي «غادر الرياض إلى أمريكا بغرض العلاج»؛ كشفت مصار في مكتب جريفيث عن أن «زيارة هادي إلى أمريكا ليست لغرض العلاج فقط، بل لغرض العلاج وترتيب سياسي قادم في إطار المشهد العام».


وقالت المصادر إن «المجتمع الدولي والأمم المتحدة، أقنعوا هادي بأن مسألة العودة إلى عدن لم تعد مجدية في هذا المشهد العام، وأن الترتيب نحو مخرج من الحرب هو المجدي، وأن الأمر يتطلب منه تقديم تنازل بهذا الاتجاه، ولن يتحقق الأمر دون ذلك». 


الترتيب الأمريكي للمشهد اليمني القادم، واضح من خلال التحركات التي تقوم بها أمريكا بعد زيارة هادي لها. فبعد الزيارة قبل الأخيرة، وصل قائد «القيادة المركزية الأمريكية» جوزيف فوتيل، إلى عدن والتقى هيئة الأركان العامة في قصر المعاشيق، وبعدها بأربعة أيام توجه فوتيل، إلى الرياض حيث التقى نائب الرئيس علي محسن الأحمر؛ الأمر الذي يؤكد بوضوح أن ما يجري ترتيب لمشهد يمني جديد».


وتوقعت مصادر سياسية مقرّبة من مكتب هادي، أن «يتم خلال اليومين القادمين تعيين نائب للرئيس، بدلاً عن علي محسن الأحمر، وبتوجه أمريكي وبمباركة إقليمية».


كل هذه الترتيبات، هي جزء «من ترتيب عام يقوده المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، الذي كشف بعد يومين من زيارة هادي إلى أمريكا، عن جولة مفاوضات سياسية يجري التحضير لها في مدينة أوروبية، نهاية نوفمبر القادم». وبحسب جريفيث، «ستكون الجولة هذه المرة مباشرة بين الطرفين».


استئناف المفاوضات


ويتنقل المبعوث الأممي، بين عواصم أوروبية وعربية منذ أكثر من شهر، وخلال زياراته يبحث مع الأطراف سبل استئناف المشاورات اليمنية. وكشفت المصادر، في حديثها لـ«العربي» عن أن «المبعوث الأممي كان قد توصّل خلال الأسابيع الماضية إلى أن تكون جولة المشاورات القادمة في لندن، ويبدو أن البريطانيين كانوا متحمسين لذلك، ولكن لم يكن حينها قد تم الإتفاق مع الأطراف اليمنية، وحتى اللحظة لا يستبعد أن تكون الجولة القادمة في لندن، إن لم تكن في جنيف». 


مصادر في مكتب جريفيث قالت إن «اجتماع تشاوري في العاصمة الأردنية عمان سينعقد مطلع الشهر القادم، وسيضم عدد من السياسيين اليمنيين، وسيتم في هذا الاجتماع نقاش سبل استئناف المشاورات اليمنية»، وأكدت المصادر أن «الاجتماع يجري التحضير له عبر المبعوث الأممي، بشكل مباشر».


ولفتت إلى أن «المبعوث الأممي يبدو مرتاحاً من الخطوات التي تتم من قبل جماعة أنصار الله، على مستوى الملف الإنساني وملف الأسرى والمعتقلين، خصوصاً بعد سماح الجماعة لأقارب وزير الدفاع السابق، محمود الصبيحي، بزيارته، بجهود عمانية، إضافة إلى الخطوة السابقة، والتي تمثّلت بالإفراج عن نجلي صالح».


ووضعت تلك التطوات في خانة «البوادر الإيجابية نحو الجلوس على الطاولة، والبدء بتنفيذ أي التزام قادم سيتعلق بهاذين الملفين المهمين على صعيد إيقاف الحرب وحل الأزمة».

 

*العربي


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
أميرة العقيق اليماني تخص المركز اليمني للإعلام بلقاء تتحدث فيه عن العقيق "حرفة ومنافسة و معوقات"
عدن: مدير مستشفى الأمراض النفسية يشكو من التجاهل الحكومي
موجه نزوح مهولة للصحفيين اليمنيين
مريم السقاف .. يمنية تحت قبة البرلمان الهولندي
اليمن: الحرب تفاقم الازمة الانسانية وتؤدي إلى كارثة