قُتل موظف مدني في إحدى المصالح الحكومية بمحافظة عدن، مساء اليوم السبت، برصاص مسلحين مجهولين.

وذكرت مصادر أمنية أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على الموظف بالجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة في مدينة عدن طاهر عبد الجبار، أثناء مروره بجولة الكراع المكتظة بالناس في مديرية دار سعد شمالي المدينة، وأردوه قتيلا ولاذوا بالفرار.

ولم تكشف المصادر عن هوية المسلحين وخلفيات عملية الاغتيال، واكتبت بالتأكيد علة أن التحقيقات جارية في ملابسات الجريمة، وسبق ان تعرض المجني عليه لمحاولة اغتيال فاشلة في أكتوبر الماضي.

وهذه أول جريمة اغتيال في مدينة عدن التي تتخذها الحكومة هادي عاصمة مؤقتة للبلاد، خلال نوفمبر الجاري، لكنها ثاني جريمة خلال أقل من أسبوعين، حيث قُتل العقيد فضل صائل قاسم مدير إدارة المخدرات في إدارة أمن عدن، واثنين من مرافقيه ، في 28 أكتوبر الماضي برصاص مسلحين مجهولين في مديرية الشيخ عثمان.

وتعاني عدن من وضع أمني غير مستقر منذ يوليو 2015م، وشهدت منذ ذلك الوقت حوادث اغتيالات طالت رجال دين ودعاة وعسكريين وأمنيين وسياسيين وقضاة وجنود وشيوخ وأئمة مساجد سلفيين وإصلاحيين ومدنيين وناشطين وصحفيين، كما طالت محافظها الأسبق جعفر محمد سعد.

وتعاني عدن من وضع غير مستقر، وبدلاً من وجود قوة أمنية واحدة تفرض سلطتها على عدن وعلى كل المحافظات التي من المفترض أن تكون خاضعة لسيطرة الحكومة هادي، برزت عدة قوى تنازع الحكومة سلطاتها على المدينة وباقي المناطق، وصارت هذه القوى تمتلك السلاح الثقيل والمتوسط، وتفرض سيطرتها على أجزاء واسعة من عدن، وعلى عدة محافظات.

وينتشر السلاح على نطاق واسع في شوارع مدينة عدن الساحلية، مع تزايد مظاهر الفوضى والعنف وتنامي نفوذ المسلحين بينهم جماعات جهادية كتنظيمي القاعدة الدولة الإسلامية، وذلك منذ استعادة قوات الرئيس هادي بدعم من التحالف بقيادة السعودية، السيطرة على المحافظة في يوليو عام 2015.

وتسيطر على عدن قوات متعددة الولاءات منها قوات محلية مدعومة من الإمارات العربية المتحدة وتناصب الإسلاميين العداء وقوات تتبع الرئيس هادي.

والإمارات عضو رئيسي في التحالف الذي تقوده السعودية وينفذ منذ مارس 2015 عمليات برية وجوية وبحرية في اليمن، دعماً لقوات الرئيس هادي.