العراق يحيي الذكرى الأولى لـ"يوم النصر" على تنظيم الدولة الإسلامية
الإثنين 10 ديسمبر-كانون الأول 2018 الساعة 04 مساءً / المركز اليمني للإعلام
عدد القراءات (781)
 

يحيي العراق الإثنين الذكرى الأولى ل"تحرير" البلاد من تنظيم الدولة الإسلامية، مع تعهد رئيس الوزراء الجديد عادل عبد المهدي بمحاربة الفساد وإعادة الإعمار رغم الأزمة السياسية التي تواجهها حكومته.

وأعلن العراق في كانون الأول/ديسمبر 2017، دحر الجهاديين بعد أكثر من ثلاث سنوات من المعارك الدامية في غرب العراق وشماله.

وقال رئيس الوزراء العراقي في كلمة لهذه المناسبة خلال احتفال في وزارة الدفاع العراقية إن العراق سجل "أكبر نصر على قوى الشر والإرهاب، وانتصرنا بشرف عظيم".

وتعهد عبد المهدي بالعمل على "عودة النازحين وإعمار مدنهم"، إضافة إلى تقديم "الخدمات وفرص العمل للمحافظات التي أسهمت بتحقيق النصر".

وأكد عبد المهدي على أن "النصر النهائي الذي نصبو إليه هو تحقيق الرفاه لشعبنا والقضاء على الفساد. ما لم ننتصر على الفساد، سيبقى نصرنا منقوصا".

وسبق لسلفه حيدر العبادي أن أعلن في أعقاب إعلان "النصر"، أن الحرب المقبلة ستكون ضد الفساد "الوجه الآخر للإرهاب"، في بلد يحتل المرتبة الـ12 في لائحة الدول الأكثر فسادا في العالم.

لكن مشكلة تفشي الفساد والتحاصص السياسي كان لها دور أساسي في الإطاحة بالعبادي.

واعتبر رئيس الجمهورية برهم صالح في تغريدة عبر حسابه على "تويتر" اليوم أن العراق حقق "النصر العسكري بأثمان عظيمة، ما يتوجب علينا إنجاز النصر النهائي بنصر سياسي ومجتمعي وثقافي ننهي به عوامل وبيئة نشوء العنف والإرهاب الجريمة".

- مسيرات واحتفالات -

وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية منذ العام 2014 على أكثر من ثلث مساحة العراق، وجعل من مدينة الموصل بشمال البلاد ما يشبه "عاصمة" ل"الخلافة" التي أعلنها بعد انتشاره في مساحات شاسعة من سوريا والعراق.

وعلى مدى أكثر من ثلاث سنوات، خاضت القوات العراقية مدعومة بفصائل الحشد الشعبي وطائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، معارك دامية لدحر الجهاديين.

وستشهد بغداد ومدن عراقية عدة احتفالات متفرقة الاثنين في ذكرى إعلان النصر، إلى جانب استعراضات عسكرية.

ومنذ مساء الأحد، بدأت مسيرات سيارت رافعة الأعلام العراقية، تجوب شوارع بغداد. كما زينت سيارات الشرطة بأشرطة ملونة.

ومن المرتقب أيضا أن تتمّ إعادة افتتاح جزئي للمنطقة الخضراء المحصنة في وسط العاصمة، تزامنا مع هذه الذكرى.

وتضم المنطقة الخضراء مقار البعثات الدبلوماسية، وتحظى بتدابير أمنية مشددة، وهي مغلقة أمام حركة السير إلا بأذونات للقاطنين أو العاملين داخلها. ويساهم إغلاقها في زحمة سير خانقة في العاصمة.

ولكن خلف تلك الاحتفالات، لا تزال الأزمات قائمة في بلد عاش حروبا متواصلة على مدى أكثر من أربعين عاما.

فتأتي هذه الذكرى في وقت لا تزال البلاد وسط أزمة سياسية، في انتظار استكمال التشكيلة الحكومية، وأمام تحديات عدة، أبرزها إعادة إعمار المناطق المتضررة وإعادة النازحين.

وحتى اليوم، لا يزال "أكثر من 1,8 مليون عراقي نازحين في جميع أنحاء البلاد، وحوالى 8 ملايين شخص بحاجة الى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية"، وفق تقرير صادر عن المجلس النرويي للاجئين.

-"رهينة المصالح"-

ولذلك، وبعد أكثر من خمسة أشهر من الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد في أيار/مايو الماضي، ينتظر إتمام التشكيلة الحكومية التي يقوم بها عبد المهدي، في وقت يواجه معارضة عدد من أعضاء البرلمان لبعض مرشحيه، وخصوصا لحقيبتي الداخلية والدفاع الأساسيتين.

وفي هذا الإطار، قال الخبير في الشأن العراقي بجامعة سنغافورة فنر حداد لوكالة فرانس برس إنه "في غياب القاعدة السياسية والشعبية، وجد عبد المهدي نفسه رهينة للمصالح والقوى السياسية التي كان العراقيون يأملون أن تتصدى لها حكومته".

وأضاف أن "عملية تشكيل الحكومة المطولة، شهدت الكثير من الصفقات المعتادة، بالنسبة للسكان الذين كانوا يتوقعون بل ويطالبون، ببداية جديدة في أعقاب هزيمة داعش".

لكن رغم ذلك، يحذر المتابعون اليوم من خطر آخر، هو اندلاع حرب داخلية بين الأحزاب الكبيرة المسيطرة على المشهد السياسي، والتي كانت بالأمس تحت راية واحدة باسم قوات الحشد الشعبي وساهمت بشكل كبير في دحر تنظيم الدولة الإسلامية.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
  ماي تدفع في اتجاه تبني اتفاق بريكست والمحكمة الأوروبية تجيز التراجع عن الانفصال
واشنطن بوست تدعو للتحقيق في علاقة كوشنر وبن سلمان
وزير العدل التركي: مستعدون لنقل قضية خاشقجي للمحافل الدولية والجريمة اعتداء صارخ على الحق في الحياة
نائب ديمقراطي: ترامب قد يواجه العزل والسجن بسبب ما يتردد عن تورطه في دفع رشى لشراء صمت امرأتين تتهمانه بإقامة علاقات معهما
الاتحاد الأوروبي يدرج 9 أسماء جديدة في قائمة العقوبات