أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن خطط موسكو لتطوير صواريخ متوسطة المدى محظورة بموجب معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى المبرمة إبان الحرب الباردة، وذلك في حال انسحاب الولايات المتحدة من هذه المعاهدة.

وقال بوتين خلال اجتماع موسع لهيئة قيادة وزارة الدفاع الروسية: "ما هي المسائل ذات الأولوية التي علينا حلها في العام المقبل. أولاً، إنها مواصلة تعزيز القدرة القتالية للقوات النووية الإستراتيجية. نحن ناقشنا ذلك".. مؤكداً ضرورة الانتقال سريعاً إلى الأسلحة الحديثة، ذات القدرات العالية لخرق أنظمة الدفاع الصاروخي.

وأشار بوتين إلى أن الخطوة التالية هي الإنتاج التسلسلي لنظام الصواريخ "أفانغارد" ذو المدى العالمي وتسليمه للقوات المسلحة الروسية.

وأكد بوتين أن الصاروخ الروسي المحمول بحراً "كاليبر"، والصاروخ الذي يطلق جوا "كاي اتش-101"، وهي صواريخ باليستية، سيتم تحويلها إلى صواريخ يمكن إطلاقها من البر في حال انسحبت واشنطن من المعاهدة.

وأضاف: "على الأرجح لن يكون من الصعب جداً إجراء الأبحاث وعمليات التطوير المناسبة لوضع هذه الصواريخ على الأرض في حال كان ذلك ضرورياً".

كما أشار الرئيس الروسي إلى صاروخ "كينزهال" الذي كشف عنه أول مرة في إطار الأسلحة النووية من الجيل التالي في خطابه السنوي حول حالة الاتحاد في وقت سابق من هذا العام.. مؤكداً أن لا أحد غير الروس يملك هذا الصاروخ حتى الآن.

واعتبر بوتين أن نشر صواريخ "كاليبر" خلال الحملة الروسية في سوريا أثبت فائدته حيث سمح للجيش بتحسين "هذا السلاح الواعد جداً".. مشيراً إلى انفتاح موسكو صوب انضمام دول جديدة إلى معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى، أو بدء محادثات للتوصل إلى اتفاق جديد.

وأقر بوتين بوجود صعوبات فعلاً في هذه المعاهدة، وثمة دول أخرى تملك صواريخ متوسطة المدى إلا أنها ليست عضواً فيها.

وتسأل "لكن ما الذي يمنعنا من إطلاق مفاوضات لانضمامها إلى المعاهدة الموجودة أو بدء محادثات حول معاهدة جديدة؟". وقال أن نحو عشر دول تنتج أسلحة مثل تلك التي تحظرها المعاهدة.

وألغت معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى التي وقعها الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان والزعيم السوفيتي ميخائيل غورباتشوف، استخدام مجموعة كاملة من الصواريخ يراوح مداها بين 500 و5500 كلم.

وحلت المعاهدة أزمة حول الصواريخ الباليستية السوفيتية المزودة برؤوس نووية والتي كانت تستهدف العواصم الغربية، ولكنها لم تضع قيودا على دول تمتلك قدرات عسكرية كبيرة مثل الصين.

ويتهم حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة، موسكو بانتهاك المعاهدة من خلال تطوير منظومة صواريخ جديدة يتجاوز مداها، بحسب واشنطن 500 كيلومتراً، إلا أن روسيا ردّت على هذه الاتهامات معتبرة أن لا أساس لها من الصحة.

من جهته أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن القوات المسلحة الروسية زادت القدرات الصاروخية في العام 2018 مقابل نشر الدرع الصاروخي الأمريكي.

وقال شويغو، يوم الثلاثاء في الجلسة الأخيرة لوزارة الدفاع الروسية للعام 2018 ، برئاسة الرئيس بوتين، إن الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو يواصلان زيادة بناء قدراتهما وإمكانياتهما العسكرية، ولهذا السبب فإن الوضع العسكري السياسي معقد في العالم.. موضحاً أن القوات المسلحة الروسية تبني قدراتها القتالية، على عكس الولايات المتحدة الأمريكية التي تنشر نظام دفاع صاروخي عالمي.

وأشار شويغو إلى أن الميزانية العسكرية الأمريكية سترتفع في العام المقبل من 707 إلى 725.5 مليار دولار، وهو ما يقارن بالميزانيات العسكرية السنوية لجميع دول العالم مشتركة مع بعضها.

ومعاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى ("معاهدة القوات النووية المتوسطة"، "أي إن إف")، تم التوقيع عليها بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي في عام 1987، ووقعت المعاهدة في واشنطن من قبل الرئيس الأمريكي، رونالد ريغان والزعيم السوفيتي ميخائيل غورباتشوف، وتعهد الطرفان بعدم صنع أو تجريب أو نشر أي صواريخ باليستية أو مجنحة أو متوسطة، وبتدمير كافة منظومات الصواريخ التي يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000-5500 كيلومتر، ومداها القصير ما بين 500─1000 كيلومتر.

وتعد روسيا، أحد أكبر منتجي الأسلحة في العالم، حيث تحظى منتجاتها العسكرية بشعبية كبيرة في مختلف دول العالم، وتدخل في تسليح جيوش تلك الدول. كما تحظى روسيا، بموقع استثنائي إلى جانب الولايات المتحدة، من حيث امتلاكهما لما يعرف بالثالوث النووي، الذي يتشكل من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والطائرات القاذفة الإستراتيجية، وكذلك الغواصات النووية المجهزة بصواريخ باليستية.