بناء على اتفاق برعاية روسيا وإيران يمهد لاستلام نظام الأسد المدينة
الجيش السوري يعلن بدء انسحاب مقاتلين أكراد من منبج الحدودية مع تركيا
الخميس 03 يناير-كانون الثاني 2019 الساعة 04 مساءً / المركز اليمني للإعلام
عدد القراءات (612)

 

أعلنت وزارة الدفاع السورية، رسميا، مساء الأربعاء، عن بدء انسحاب الوحدات القتالية لقوات سوريا الديمقراطية " الأكراد" من مدينة منبج شمال غربي سوريا والحدودية مع تركيا، تنفيذا لاتفاق توصلت إليه الحكومة السورية مع وحدات حماية الشعب" الكردية، برعاية روسيا وإيران لتسليم المدينة للجيش السوري.

وقالت الدفاع السورية في بيان " تنفيذا لما تم الاتفاق عليه لعودة الحياة الطبيعية إلى المناطق في شمال الجمهورية العربية السورية بدءاً من الأول من يناير لعام 2019 قامت قافلة من الوحدات القتالية الكردية تضم أكثر من /30/سيارة بالانسحاب من منطقة منبج في ريف حلب الشمالي متجهة إلى الشاطئ الشرقي لنهر الفرات عبر منطقة (كارا كوزاك _ 25كم شمال شرق منبج).

وذكرت الوزارة في بيانها بأن المعلومات تفيد بأن ما يقارب 400 مقاتل كردي غادروا منبج حتى الآن“.

وقالت تقارير إخبارية، الأربعاء، إن القوات الكردية سلمت قبل أيام رسميا “سد تشرين” الاستراتيجي على نهر الفرات للجيش السوري، لكن حتى الآن لم يعرف تفاصيل الاتفاق بالضبط بين الحكومة السورية والكرد، إذ قالت مصادر صحيفة "رأي اليوم الالكترونية" بأن الأكراد يشترطون، بأن تعترف دمشق لهم بإدارة المنطقة إدارة ذاتية، وأن تكون القومية التركية هي الثانية بعد العربية في البلاد.

وعرضت الوزارة لقطات فيديو لعشرات العربات تسير على طريق غير ممهد وتحمل مقاتلين مسلحين بعضهم يلوح بعلم وحدات حماية الشعب التي يقودها الأكراد وشريكتها وحدات حماية المرأة.

ولطالما أثار مصير مدينة منبج في محافظة حلب، المدينة ذات الغالبية السكانية العربية والواقعة على بعد 30 كلم من الحدود التركية والخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المعارضة المدعومة من واشنطن، توتراً بين أنقرة التي هددت باقتحامها، وواشنطن الداعمة للقوات الكردية، قبل أن يعلن الرئيس دونالد ترامب في 20 ديسمبر الفائت قراره سحب قواته من سوريا، وتنتشر في منبج أيضا قوات أمريكية وفرنسية ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور في أراضيها، والذي تصنفه أنقرة والولايات المتحدة منظمة إرهابية. ووحدات حماية الشعب الكردية، تشكل العمود الفقري لتحالف "قوات سوريا الديمقراطية" الذي دعمته الولايات المتحدة في حملة على تنظيم الدولة الإسلامية، وساعدته على السيطرة على مساحات كبيرة من شمال وشرق سوريا.

وأشارت التقارير الإخبارية إلى أنه بعد جهود استمرت أسبوعين من المفاوضات بين وحدات الشعب الكردية والحكومة السورية، أنجز اتفاق “منبج” القاضي بانسحاب المقاتلين الكرد من المدينة وتسليمها للجيش السوري، برعاية روسية إيرانية، حيث جرت تلك المفاوضات في قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية، ما قد يقطع الطريق على قرار الهجوم التركي على المدينة، وقال مصدر مطلع لـ”رأي اليوم” أن قرار عودة الجيش السوري إلى منبج وشرق الفرات، قرار استراتيجي وكبير اتخذته القيادة الروسية ولا جدال فيه.

وأكدت مصادر لـ”رأي اليوم” أن الاتفاق سوف يقضي بدخول الحكومة السورية ومؤسساتها لاستلام الدوائر الحكومية كالتجنيد والسجل المدني والدوائر التابعة لوزارات النفط والزراعة والنقل، في مدن شرق الفرات، ويقوم الكرد كذلك بإزالة صور بعض الرموز القيادية للوحدات الكردية وأعلامها من ساحات مدن الحسكة والرقة وغيرها.

وتدعم موسكو بقوة النظام السوري، وساهم تدخلها العسكري المباشر بجانب إيران وحزب الله اللبناني في الحرب السورية منذ 2015، في تغيير موازين القوى على الأرض لصالح النظام السوري الذي خسر في السنوات الأولى مساحة واسعة من الأراضي، كما تدعم موسكو دمشق في حربها ضد الجماعات المسلحة التي تنتمي إلى تنظيمات مختلفة، أبرزها تنظيما "داعش" وجبهة النصرة، اللذين تصنفهما الأمم المتحدة ضمن قائمة الحركات الإرهابية.

في 28 ديسمبر الفائت، أعلن الجيش السوري، رسميا دخول وحدات من قواته إلى مدينة منبج ، استجابة لطلب قوات سوريا الديمقراطية " الأكراد" التي تسيطر على منبج ، للمساعدة لمواجهة التهديدات التركية، وبالتزامن مع تطورات دبلوماسية متسارعة لصالح النظام السوري.

وأكدت القيادة العامة للجيش السوري في بيان حينها، دخول قواتها إلى منبج ورفع العلم الوطني فيها، وذلك بعد وقت قليل من توجه "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تشكل العمود الفقري لـ"قوات سوريا الديمقراطية" بدعوة رسمية إلى حكومة دمشق لفرض السيطرة والانتشار في المدينة الحدودية، لحمايتها في ظل التهديدات التركية بالتدخل في شرق الفرات.

وبالتزامن مع هذه التطورات المتسارعة على الأرض التي تصب في صالح نظام الرئيس بشار الأسد، لازالت الحشود التركية تتركز على تخوم منبج الغربية وعلى طول شريط يبلغ 70 كيلومترا، يمتد من غرب بلدة العريمة إلى شرق جرابلس ووصولا لضفة نهر الفرات الغربية.

لكن الدخول اقتصر على منطقة “العريمة” الواقعة إلى الغرب من منبج المدينة، ويجري السباق على منبج السورية بعد قرار الإدارة الأمريكية الانسحاب من سوريا، وتسريع تركيا حشدها لدخول المناطق الكردية شرق الفرات ومنبج.

وفاجأ ترامب في 20 ديسمبر، حلفاءه الدوليين ضمن التحالف الدولي لمحاربة داعش، بإعلانه انسحابا أحادي الجانب للقوات الأمريكية المنتشرة في سوريا.. زاعما النصر على تنظيم الدولة الإسلامية وسحب القوات الأمريكية بالكامل من سوريا وسط انتقادات من بعض الجمهوريين ومخاوف الحلفاء وبعض القادة العسكريين الأمريكيين.

وتنشر الولايات المتحدة أكثر من ألفين من قواتها في قاعدة التنف العسكرية، ويتركز الجزء الأكبر منها في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد شمالي سوريا، وجزء أقل في قاعدة التنف العسكرية في ريف حمص تنتشر فيه أيضا قوات فرنسية ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وتشكل مدينة منبج العقدة الأبرز بالنسبة لتركيا، إذ طالبت أنقرة مراراً وتكراراً بانسحاب مقاتلي وحدات حماية الشعب منها، والتي تصنفها أنقرة كـ “جماعة إرهابية” وامتداد لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.

وقال الرئيس أردوغان أن قواته لن يكون لديها عمل في سوريا عندما تغادر المنظمات الإرهابية المنطقة، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة إرهابية.

كما اعتبر أن “قوات الجيش السوري تدير حربا نفسية في منبج، ولا يوجد شيء مؤكد بعد (في إشارة إلى دخول قوات السورية إلى المدينة) وفقا لما أعلنته قيادة الجيش السوري أواخر الشهر الماضي”.

وتقع منبج في شمال شرق محافظة حلب شمالي سوريا، على بعد 30 كلم غرب نهر الفرات و80 كلم من مدينة حلب، وفي تعداد عام 2004 الذي أجراه المكتب المركزي للإحصاء، كان عدد سكان منبج يبلغ حوالي 100 ألف نسمة.

وعززت القوات الأمريكية الاستقرار في منبج منذ هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية هناك في 2016، وتنظم دوريات مشتركة مع القوات التركية منذ نوفمبر في مسعى لتبديد المخاوف الأمنية لأنقرة.

واعتبر مراقبون ومحللون غربيون في وقت سابق، إعلان ترامب انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا يفتح الباب على مصراعيه ويمهد الطريق أمام تركيا لتنفيذ تهديداتها بشن هجوم جديد ضد الأكراد، الذين قد لا يجدون أمامهم، إلا التعاون مع النظام الرئيس بشار الأسد للحفاظ على الحد الأدنى من مكتسباتهم وانتصاراتهم على تنظيم داعش على الأرض.

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية على ربع أراضي سوريا تقريبا، وهذه الأراضي يقيم فيها الأكراد حكما ذاتيا، وتشكل أكبر منطقة تقع خارج سيطرة الحكومة السورية، وتشمل أراضيها الآن الرقة التي كانت قاعدة عمليات تنظيم الدولة الإسلامية ومحافظة دير الزور الواقعة على الحدود مع العراق.

وتجنبت وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية الصراع مع الرئيس السوري بشار الأسد خلال الحرب الدائرة منذ قرابة ثمان سنوات مما يفرقهما عن مقاتلي المعارضة في غرب سوريا الذين حاربوا للإطاحة به.

وتقول قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب إنهما لا تسعيان لإقامة دولة مستقلة.

وتسببت الحرب المستعرة في سوريا منذ نحو ثمان سنوات في مقتل أكثر من 350 ألف شخص، وتشريد ستة ملايين شخص داخل سوريا وفرار 5.5 ملايين آخرين إلى الخارج.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
إرهابيان يفجران نفسيهما خلال عملية مداهمة وسط تونس
سلطنة عمان وبريطانيا تبحثان سبل تعزيز التعاون العسكري
مصر.. العثور على حطام مركب صيد مفقود بعد شهر من غرقه  
تونس.. تجميد أموال "جند الخلافة" و40 شخصًا في تهم تتعلق بالإرهاب
خنازيرالصين تشدد إجراءات فحص المجازر لاحتواء حمى الخنازير الأفريقية