رفض المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث مطالب تحديد معرقلي تنفيذ اتفاق ستوكهولم بين طرفي النزاع الدائر في البلاد منذ قرابة الأربع سنوات، مؤكداً أن توجيه أصابع الاتهام لا يمكن أن يكون الطريقة المثلى.

وقال المبعوث الأممي في رد على سؤال وجهته صحيفة الشرق الأوسط السعودية حول مدى تجاوبه مع مطالب تحديد معرقلي تنفيذ اتفاق ستوكهولم " أنا أختلف كلياً مع هذا الطرح. في الوقت الراهن لدينا اتفاق يجب تنفيذه، لكن توجيه أصابع الاتهام لا يمكن أن يكون الطريقة المثلى للقيام بوساطة بناءة".

وكان الرئيس هادي طالب الخميس الفائت، المبعوث الأممي مارتن غريفيث، ورئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار بمدينة الحديدة، الجنرال باتريك كاميرت بإطلاع المجتمع الدولي على الطرف المعرقل لتنفيذ اتفاق السويد الذي أبرم بين طرفي الصراع في البلاد خلال ديسمبر الماضي.

ونقلت وكالة الأنباء (سبأ) بنسختها في الرياض وعدن والتابعة لحكومة "هادي" عن مطالبته خلال لقائه الخميس غريفيث وكاميرت في العاصمة السعودية، "بوضع النقاط على الحروف وإحاطة المجتمع الدولي والجميع بمكامن القصور ومن يضع العراقيل أمام خطوات السلام وفرص نجاحها".

وأشار غريفيث في حوار مع الصحيفة السعودية نشرته اليوم الاثنين إلى أن الطرفين أظهرا التزامهما بتنفيذ الاتفاق الذي توصلا إليه، مضيفاً "ما نحتاجه حالياً هو سد الفجوة في بعض القضايا التي تقف في طريق التنفيذ السريع والكامل لذلك الاتفاق".

واستطرد قائلاً "هذه هي مهمتنا؛ العمل مع الأطراف لسد الفجوة والوصول لأرضية مشتركة، وهذا ما نلتزم به. سنلتزم النزاهة في تقاريرنا".

وفيما يتعلق باستقالة الجنرال كاميرت، استبعد المبعوث الأممي أن يكون رحيله مرتبطاً بالاعتداء على موكبه في الحديدة، نافياً وجود أي خلاف بينه وبين الجنرال الذي قال إنه قرر منذ البداية أن تكون مهمته قصيرة، وتقتصر على "وضع الأسس لتشكيل مهمة الحديدة".

وأكد غريفيث أنه عمل مع الجنرال كاميرت " بشكل وثيق من أجل أن يصل الطرفان إلى حل بشأن التنفيذ العملي لاتفاق الحديدة. كانت اجتماعاتنا مع جميع الأطراف بناءة للغاية في الأسبوع الماضي".

ولفت إلى أن "جميع التكهنات حول وجود أسباب أخرى لرحيل الجنرال باتريك ليست دقيقة".

وأفاد المبعوث الأممي لليمن أن جولة المشاورات اليمنية المقبلة ستتطرق إلى الإطار التفاوضي لاتفاقية الحل السياسي الشامل للأزمة اليمنية، موضحاً أن "اتفاق الإطار هو الذي يرسم خريطة طريق نحو اتفاق سياسي، وهو ما يعني حلاً سياسياً نهائياً للصراع في اليمن".

وشدد على أهمية الاستفادة من زخم اجتماعات ستوكهولم التي عقدت الشهر الماضي والذي لا يزال حاضراً. مضيفاً "يهمني أن كلا الطرفين مستمر في إبداء الإرادة السياسية والالتزام باتفاق ستوكهولم، وأن يبدي كلاهما قدراً من الإيجابية والعمل على تنفيذ الاتفاق. المهم الآن هو الإبقاء على المسار ثابتاً ومواصلة العمل مع الجانبين إلى أن نرى تنفيذاً كاملاً للاتفاق".

وذكر غريفيث أن فريق المراقبين الأمميين الذي تشكل بموجب اتفاق السويد "يؤدي عملاً رائعاً" في الحديدة، رغم الوقت الضيق المتاح لإعداد مهمته والظروف المعقدة.

وقال إنه "على مدار الأسابيع المقبلة سنرى بعثة أكبر تعمل في الحديدة وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2452، ونعمل لإتمام الترتيبات اللوجيستية الضرورية للبعثة الجديدة".

وعبّر غريفيث عن أمله في حدوث تقدم في ملف تبادل الأسرى، مشيراً إلى أن لجنة متابعة بشأن الملف عقدت اجتماعاً الشهر الحالي في عمّان، ومن المتوقع أن تعقد اجتماعاً آخر قريباً لمناقشة الجولة النهائية للمحادثات بشأن قوائم الأسرى والمعتقلين.