اليمن يتجه نحو الصوملة بعد تصاعد أعمال العنف وانحدار البلد نحو الحرب الطائفية
الأحد 22 مارس - آذار 2015 الساعة 08 مساءً / يمن ميديا - صنعاء
عدد القراءات (1411)



 ذكرت مصادر سياسية ان اليمن يتجه بشكل متسارع نحو (الصوملة) و(العرقنة) إذا ما استمر الحال على هذا النحو من ارتفاع وتيرة أعمال العنف والانهيار الأمني في أكثر من مكان وانتقال الصراع السياسي إلى طائفي.

وقالت لـ »القدس العربي » ان «اليمن لم يعد مرشحا فقط للصوملة أو العرقنة، بل أصبح يسير بشكل دراماتيكي نحو الحرب الطائفية بشكل يومي، ويخرج عن السيطرة بصورة غير مسبوقة في البلاد ».
وجاءت هذه القراءات التحليلية بعد يوم واحد من وقوع أكبر مجزرة في مسجدين تابعين لجماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، أسفرت عن مقتل أكثر من 140 مصلّيا وإصابة أكثر من 350 آخرين.
وقوبلت هذه المجازر باستنكار واسع من قبل كافة القوى والأطياف السياسية، واعتبرتها منعطفا خطيرا للدفع بالبلاد نحو أتون الحرب الأهلية، عبر إشعال نار الفتنة الطائفية وارتكاب أعمال العنف الانتقامية تحت لافتات مذهبية.
وأدان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي هذه المجازر التي طالت مساجد الحوثيين أثناء صلاة الجمعة الماضية في صنعاء والتي خلفت أكثر من 140 قتيلا، وكشف انها تهدف إلى الدفع باليمن إلى «أتون الفوضى والاقتتال»، في إشارة إلى الحرب الطائفية.
ووصف هادي في رسالة تعزية لأهالي الضحايا الذين قضوا في هذه المجزرة غير المسبوقة في اليمن هذه الاعمال بـ»الإرهابية والاجرامية الغادرة».
وأضاف «لا يقدم على ارتكاب مثل هذه الأعمال البشعة إلا أعداء الحياة»، بهدف «جر البلاد إلى أتون الفوضى والعنف والاقتتال».
وشدد على ان «التطرف الشيعي الذي تمثله ميليشيات الحوثي المسلحة والتطرف السني الذي تمثله القاعدة كلاهما وجهان لعملة واحدة لا يريدان الخير والاستقرار لليمن وأبنائه».
وكان تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف تبنّى الهجوم على مساجد الحوثيين الجمعة في صنعاء وصعدة، في حين نفى تنظيم القاعدة علاقته بهذه المجازر، مؤكدا انه لا يستهدف المساجد والأسواق والتجمعات المشتركة.
في غضون ذلك تلوح في الأفق بوادر حرب أهلية في العديد من المحافظات اليمنية التي تزحف نحوها الميليشيات الحوثية بقوة، والتي لم تتمكن من اجتياحها خلال الفترة الماضية.
وذكرت المصادر أن الحوثيين بعثوا أمس أكثر من 500 مسلح إلى محافظة تعز المجاورة لمحافظة عدن، التي يقطنها الرئيس عبدربه منصور هادي، منذ لجوئه إليها الشهر الماضي.
وأوضحت أن عملية نقل هذا العدد الكبير من المسلحين الحوثيين من العاصمة صنعاء إلى مدينة تعز تم عبر طائرة نقل عسكرية كبيرة وبإشراف مباشر من قيادات عسكرية حوثية.
وأضافت «توجهت طائرة عسكرية من قاعدة الديلمي في صنعاء وعلى متنها مسلحون حوثيون بزي قوات الأمن الخاصة، بعد يوم واحد من وصول تعزيزات عسكرية للمحافظة براّ من ذات الوحدة الأمنية».
وأوضحت ان «طائرة عسكرية نوع إليوشن اقلعت إلى مدينة تعز بعد ظهر السبت، وبإشراف مباشر من قائد اللواء الرابع طيران المعين حديثا من قبل الحوثيين، وسط اجراءات أمنية مشددة وعلى متنها نحو 500 مسلح حوثي بزي قوات الأمن الخاصة، وجميعهم تقريبا مستجدون».
إلى ذلك ذكر مصدر أمني مسؤول في مدينة تعز ان الحملة الأمنية التي وصلت إلى معسكر قوات الأمن الخاصة بتعز الجمعة كانت تقل مسلحين حوثيين بلباس الأمن الخاص ولم تكن قوات نظامية.
وقال المسؤول الأمني «ان الحملة الأمنية عبارة عن عناصر حوثية مسلحة ترتدي زي قوات الأمن الخاصة» ونفى أن يكون لها أي صفة نظامية .
وقال شهود عيان أنهم شاهدوا جنود أمن أمام بوابة معسكر الأمن الخاص بتعز صباح السبت يحملون أسلحة ملصق على بنادقهم شعار الحوثي، ويهتفون بالصرخة الحوثية ردا على شعارات متظاهرين من النشطاء المناوئين لهم في الشارع المجاور لمقر المعسكر.
في غضون ذلك ذكرت المصادر أن مسلحين قبليين أطلقوا الرصاص الحي على حملة عسكرية كانت متوجهة صوب محافظة عدن من قوات الأمن الخاصة التي وصلت إلى محافظة تعز الجمعة، وذلك لإيقاف مسيرها، والتي يعتقد أنها تتجه لاقتحام المناطق الجنوبية وفي مقدمتها محافظة عدن التي يتخذ منها الرئيس هادي مقرا مؤقتا للعاصمة السياسية، بمبرر أن العاصمة صنعاء (محتلة من قبل الحوثيين).
ويتوقع العديد من المراقبين انفجار الوضع عسكريا في العديد من المناطق الجنوبية بين القوات العسكرية الموالية للرئيس هادي وبين نظيرتها الموالية للحوثيين وللرئيس السابق علي عبدالله صالح، وأن المؤشرات قوية والاستعدادات واضحة نحو خوض معارك مقبلة بين الطرفين.

القدس العربي
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة