اتهم أكبر عضوين ديمقراطيين بالكونجرس الأمريكي يوم الجمعة، الرئيس دونالد ترامب بانتهاك سلطة تخصيص الأموال العامة التي يمنحها الدستور للكونجرس بإصدار إعلان طوارئ لتخصيص أموال لبناء سياج حدودي وهددا بتحرك قضائي.

وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي والسناتور تشاك شومر زعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ في بيان مشترك ”إن الكونجرس سيدافع عن سلطاته الدستورية في الكونجرس، وفي المحاكم، وأمام الجمهور بكل وسيلة متاحة، مؤكدين أن الكونجرس لن يترك الرئيس يمزق الدستور الأمريكي.

يأتي اتهام العضوين البارزين في الكونجرس بعد أقل من ساعة من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق يوم الجمعة، إنه سيعلن حالة الطوارئ على الحدود مع المكسيك في خطوة من المتوقع أن تدخله في مواجهة مع الديمقراطيين الذين يصفون مساعيه بأنها محاولة غير دستورية لتمويل بناء جدار حدودي دون موافقة الكونجرس.

وطالب ترامب الكونجرس بتخصيص تمويل لبناء الجدار في مشروع قانون الموازنة العامة لتحقيق أحد أكبر تعهداته الانتخابية في 2016.

وينتظر أن يوقع ترامب على مشروع قانون الموازنة السبت بعد أن أقرها الكونجرس بأغلبية كبيرة في وقت متأخر من مساء الخميس، دون تمويل للجدار مما شكل هزيمة تشريعية لترامب.

وسيسمح إعلان حالة الطوارئ لترامب باستقطاع تمويل خصصه النواب لأغراض أخرى لبناء الجدار لكن بشرط ألا تتدخل المحاكم أو الكونجرس لمنعه من هذا الإعلان.

كان ترامب أبدى الثلاثاء عدم رضاه، عن اتفاق تمهيدي توصل إليه الكونغرس لتمويل الجدار الحدودي مع المكسيك، لكنه رجح عدم إغلاق الإدارة مجدداً.

وقال ترامب في اجتماع للحكومة في البيت الأبيض حينها “لا استطيع القول إنني راض”. لكنه لمح إلى أنه قد يكمل العرض الذي قدمه الكونغرس من مصادر أخرى لوضع حد للخلاف.

وأكد ترامب أن “الجدار سيتم تشييده في كل الأحوال” في إشارة إلى أنه سيجد تمويلاً إضافياً من “مناطق أقل أهمية بكثير”.

وقد توصل المشرعون إلى اتفاق أولي لتوفير بعض التمويل للجدار لكنهم كانوا ينتظرون لمعرفة ما إذا كان سيقبل ترامب الحل الوسط.

وتوافق المشرعون من الديموقراطيين والجمهوريين على مبلغ 1,4 مليار دولار لبناء الجدار، أقل بكثير من 5,7 مليارات دولار أرادها ترامب.

وتم اعتبار المبلغ، إلى جانب تدابير أمنية أخرى، عملية إرضاء للجانبين مع السماح لترامب بالتخلي عن تهديده بإغلاق إدارات في الحكومة الجمعة.

وكان ترامب طلب من الكونغرس الموافقة على تخصيص 5.7 مليار دولار لبناء جدار فاصل على طول الحدود مع المكسيك كما وعد خلال حملته الانتخابية، لمنع تدفق المهاجرين.

وسعى ترامب منذ ديسمبر الماضي، على ممارسة ضغوط على الكونغرس للموافقة على مبلغ 5,7 مليارات دولار برفض التوقيع على تمويل قطاعات عدة من الحكومة ما أدى إلى توقف 800 ألف موظف فيدرالي والعديد من المتعاقدين عن العمل طوال خمسة أسابيع بفعل الإغلاق الحكومي الجزئي وهو الأطول في تاريخ الولايات المتحدة.

وتمسك الديموقراطيون بموقفهم ودخل ترامب في نزاع محرج سمح بفتح مفاوضات جديدة أدت إلى هذا الاتفاق.

وفي 26 يناير الفائت أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، التوصل إلى أتفاق مع أعضاء الكونغرس الأمريكي من الديمقراطيين ، يمهد بإنهاء الأزمة الإنسانية على الحدود الجنوبية والإغلاق الجزئي للحكومة الذي دخل أسبوعه الخامس.

وقال ترامب في البيت الأبيض للصحفيين وقتها ، أنه سيوقع اتفاقا مع الديمقراطيين لإعادة عمل الحكومة الأمريكية مؤقتاً حتى 15 فبراير أي اليوم الجمعة ، بعد خمسة أسابيع من الإغلاق بسبب خلاف مرير بشأن تمويل جدار على الحدود مع المكسيك.. موضحا أن لجنة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ستجتمع لمناقشة احتياجات أمن الحدود في البلاد.

وكان ترامب هدد في أوقات سابقة بإعلان حالة الطوارئ الوطنية في الولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء حالة الجمود بغية تأمين تمويل الجدار الفاصل جنوبي البلاد دون الحاجة إلى موافقة الكونغرس، قبل أن يتراجع ، عن تهديداته الشهر الماضي، وقال خلال اجتماع في البيت الأبيض إنه لن يتسرع في إعلان حالة الطوارئ.