هنت .. بريطانيا مع جماعة حوثية «غير مضطهَدة»
الأحد 03 مارس - آذار 2019 الساعة 03 مساءً / المركز اليمني للإعلام
عدد القراءات (743)

تدفع المملكة المتحدة، باتجاه وصفة سياسية في اليمن، تُبقي على حضور جماعة الحوثيين، في المشهد السياسي، مع ضمان منع تحولها إلى أقلية مضطهَدة.

وجاءت تصريحات أطلقها المتحدث باسم الخارجية البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إدوين سموأل، أواخر ديسمبر الماضي، لتفصح عن هذا التوجه، إذ قدم رؤية بريطانية مغايرة كلياً لنظرة القوى الدولية الفاعلة في الملف اليمني، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، لطبيعة الأزمة اليمنية والصيغة التي يجب أن تبنى عليها الحلول.

وجزم المتحدث باسم الخارجية البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأن «بريطانيا تعرف عمق اليمن من تاريخنا معاً، وتعرف عن التنوع العرقي والطائفي والسياسي أيضاً في المجتمع اليمني».

وشدد سموأل، في حوار أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط، على أن «أي حل سياسي لابد أن يضمن هذا التنوع الموجود في الهوية والمجتمع اليمني».

غير أنه استدرك بالقول: «هذا لا يعني أن الحكومة البريطانية ترفض قرار الأمم المتحدة الذي ينص على استخدام القوة بشكل متناسب لاستعادة الحكومة الشرعية اليمنية لمكانتها، ولكن كلنا حتى شركاؤنا السعوديون والإماراتيون نستوعب أنه لا يوجد حل عسكري، وعلينا أن نحثّ الحوثيين على تطبيق التزاماتهم تحت اتفاقية استوكهولم، لأن تسوية هذا الصراع تحتاج إلى نيات حسنة وتطبيق واعد».

ونفى المتحدث البريطاني أن تكون بلاده أنقذت الحوثيين بدعمها للمشاورات والجلوس إلى طاولة الحوار، وأكد أن لندن تريد دعم الشعب اليمني من خلال دعم الحلول.

وتتسق تصريحات المتحدث البريطاني، إلى حد كبير، مع التحركات الأخيرة لوزير الخارجية جيرمي هنت، وكذا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، البريطاني مارتن غريفيث، وتدفع في مجملها باتجاه تعزيز مسارات مغايرة للأزمة اليمنية إلى جانب العمل على خلق مرجعيات جديدة للحل، وفق ما تمليه الحاجة لتطمين الحوثيين.

ووصل وزير الخارجية البريطاني، الجمعة، إلى مسقط، في مستهل زيارة مفاجئة جديدة للمنطقة، يبدو أنّها على علاقة بالتحوّلات التي شهدها الموقف الدولي من الملف اليمني، وبروز حالة من التوافق التي أسفر عنها اجتماع الرباعية الدولية الخاصة باليمن الذي انعقد على هامش مؤتمر وارسو بمشاركة وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات.

وقال هنت على تويتر، عقب لقاء جمعه في مسقط مع رئيس وفد الحوثيين في محادثات السلام، محمد عبد السلام: "أرحب بالتقدم في مباحثات ميناء الحديدة، لكن يجب أن يبدأ انسحاب قوات الحوثي فوراً وبدون تأخير للحفاظ على الثقة في اتفاق ستوكهولم والسماح بفتح قنوات إنسانية حيوية".

وبعدها التقى بقيادات التحالف والشرعية معلناً أنه "من الأهمية بمكان أن يتم تخليص الحديدة من المسلحين الحوثيين على وجه السرعة".

ولا تخرج التحركات البريطانية الأخيرة بشأن الملف اليمني عن سياق الاعتقاد الغربي السائد بأن المسار الدبلوماسي والمفاوضات يظلان السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في اليمن، على قاعدة التوازن بصيغه المختلفة.

ويلحظ وجود مشكلة تتعلق بمخاوف الحوثيين على المدى القريب، خاصة مع اقتصار مشاورات السويد على وضع تصورات هلامية لترتيب وضع مدينة الحديدة وموانئها، مع إغفال حروب طويلة تدور على نطاق 8 محافظات، إلى جانب ترحيل بحث الملف السياسي.

وقد أفصح الحوثيون، بطريقة أو بأخرى، عن هذه المخاوف، عبر التراجع في غير مرة، عن تنفيذ الالتزامات في الجزء المتعلق بترتيب وضع الحديدة، ورهن التنفيذ بالتوصل لحل سياسي شامل للصراع.

ويبدو أن الموفد الدولي يعتقد أن وضع الأزمة مجتمعة على طاولة تشريح أممية تمهيداً لبحث وصفة سياسية شاملة لتفكيك العقدة اليمنية، ليست بالمهمة الممكنة، قياساً بمستوى الأزمة وتعقيداتها، إضافة إلى الاشتراطات الحوثية وتصورات الجماعة المنفتحة على إملاءات إيران.

وتعزز الخطة، التي تبناها غريفيث بشأن ملف الحديدة، هذا التوجه، إذ إن مضمونها يشكل قاعدة انطلاق لتكريس الرؤية البريطانية العامة لصيغة التسوية التي تقوم على قاعدة «التوازن الجهوي» بين اليمنيين.

وتدور مبادرة غريفيث حول إنجاز اتفاق جزئي على قاعدة جهوية، تُبقي على وجود الحوثيين في المناطق ذات التركيبة «الزيدية» التي ما زالوا يسيطرون عليها، وهو الأمر الذي تعارضه، حتى اللحظة، بقية الأطراف في المعادلة اليمنية.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
المخدرات تغزو مدارس وكليات عدن بأسعار مدعومة
وزير تربية حكومة هادي يكشف عن قرار جديد بشأن اختبارات الصف التاسع من التعليم الأساسي
ممثلو الحكومة في لجنة تنسيق اعادة الانتشار يطالبون بإعلان موقف واضح من تنفيذ اتفاق ستوكهولم
وزير الخارجية البريطاني يجري في عدن نقاشات حول تنفيذ اتفاق ستوكهولم وجهود السلام في اليمن  
احتراق طقم ومصرع سائقه جراء حادث مروري في عدن