حكومة هادي تحمل الحوثيين مسؤولية تعليق برنامج الأغذية العالمي للمساعدات
السبت 22 يونيو-حزيران 2019 الساعة 10 صباحاً / المركز اليمني للإعلام
عدد القراءات (295)

 

حملت حكومة هادي مساء يوم الجمعة، الحوثيين (أنصار الله)، مسؤولية الآثار المترتبة عن التعليق الجزئي للمساعدات الإنسانية التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة لملايين من الشعب اليمني.

وطالب وزير الإدارة المحلية في حكومة "هادي" عبد الرقيب فتح، وكيل الأمم المتحدة للشؤون الانسانية ومنسق الاغاثة الطارئة مارك لوكوك ومنسقة الشؤون الإنسانية في اليمن بممارسة كافة الضغوطات لإيقاف كافة الانتهاكات الحوثية بحق العملية الاغاثية.

كما دعا الوزير فتح الذي يعمل أيضاً رئيسا للجنة العليا للإغاثة في حكومة "هادي"، برنامج الأغذية العالمي وكافة المنظمات الدولية إلى البحث عن آليات وتدابير ضامنة لإيصال المساعدات.. مشيرا إلى تشجيع الحكومته على اتخاذ أي وسائل تعمل على الوصول السريع إلى المحتاجين وتقدم كل الدعم والتسهيلات لعمل المنظمات الاغاثية والدولية في البلاد.

وأكد وزير الإدارة المحلية في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بنسختها في عدن والرياض التابعة لحكومة "هادي"، على ضرورة قيام مجلس الأمن والمجتمع الدولي بمسؤولياته القانونية والإنسانية لمنع الحوثيين من التدخل في العملية الاغاثية.

وجدد التأكيد على أن حكومته لن تقبل أن يبقى الشعب اليمني في تلك المناطق ضحية لممارسات الحوثي بحق العملية الاغاثية وتخاذل المجتمع الدولي.

وأمس الأول، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بدء التعليق الجزئي لعمليات تقديم المساعدات الغذائية في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين (أنصار الله)، وذلك بسبب عدم التوصل لاتفاق مع الحوثيين بشأن ضوابط تمنع تحويل الغذاء لغرض غير المخصص له وهو إطعام الأشخاص الأشد احتياجا في البلاد، وبعد انتهاء المهلة التي حددها البرنامج الدولي، بـ20 يونيو الجاري للالتزام بنظام البصمة خلال تسليم المساعدات الغذائية.

وقال برنامج الأغذية في بيان إنه "تم اتخاذ هذا القرار بوصفه الحل الأخير بعد توقف مفاوضات مطولة بشأن الاتفاق على إدخال ضوابط لمنع تحويل مسار الأغذية بعيداً عن الفئات الأشد احتياجاً في اليمن".

وجاءت هذه الخطوة بسبب خلاف بين الحوثيين (أنصار الله) وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بشأن تطبيق نظام بيانات القياسات الحيوية للتحقق من الهوية.

وأضاف البرنامج أنه "لطالما كان يسعى للحصول على دعم من سلطات صنعاء من أجل إدخال نظام التسجيل البيومتري للمستفيدين (نظام البصمة البيولوجية) الذي كان سيحول دون التلاعب بالأغذية ويحمي الأسر اليمنية التي يخدمها البرنامج ويضمن وصول الغذاء لمن هم في حاجة ماسّة إليه" ولكن "لسوء الحظ، لم نتوصّل بعد إلى اتفاق".

وأشار إلى أن بعض الأفراد يسعون للتربح على حساب المحتاجين وتحويل مسار الأغذية بعيداً عن الأماكن التي تكون في أمس الحاجة إليه، وذلك في إشارة لبعض قيادات جماعة الحوثيين.

وأكد البرنامج أن القرار سيؤثر على 850 ألف شخص في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون من بين أكثر من عشرة ملايين شخص في أفقر دول شبه الجزيرة العربية يعتمدون على الغذاء الذي يوفره البرنامج.

لكن الأغذية العالمي أكد أن برامج التغذية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وللحوامل والمرضعات ستستمر.

من جهته عبر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي يوم الجمعة، عن أمله بأن تسود النوايا الطيبة للحوثيين حتى يتسنى للبرنامج رفع تعليق جزئي للمساعدات في اليمن وتفادي انهيار النظام الإنساني بالكامل.

وقال بيزلي في مقابلة مع رويترز نأمل أن تفكر السلطات في صنعاء بحكمة وتفعل ما في صالح الشعب.

وقال بيزلي إن برنامج الأغذية يقدر أن عشرة في المائة على الأقل من المساعدات الغذائية التي قدمها شهريا وتبلغ قيمتها 175 مليون دولار جرى توجيهها في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين للمساعدة في تمويل الصراع.

وأضاف بيزلي نأمل أن تسود النوايا الطيبة للحوثيين وأن نتمكن من إعادة تفعيل نظامنا.. إذا تمكنا من تحقيق ذلك، ونحن لا نرى سببا يحول دون التنفيذ، فسنعود إلى الشوارع خلال ساعات.

ومضى قائلا في هذه المرحلة يمكن القول بوضوح إن النظام الإنساني يمول عمليات عسكرية وسياسية نحن جهة مستقلة ومحايدة وغير منحازة وإذا لم نستطع ضمان ذلك فلا يجب أن نتواجد هناك.

وحذر المسئول الدولي، من أن النظام الإنساني بكامله معرض للخطر هنا أي اليمن.

وجاءت خطوة تعليق الأغذية العالمي نشاطه في اليمن، بسبب خلاف حاد بين البرنامج والحوثيين، بشأن كيفية تطبيق نظام التحقق من الهوية، المعمول به عالمياً بهدف مكافحة الفساد في توزيع المساعدات، والتحكم والسيطرة في نظام بيانات القياسات الحيوية الذي يستخدمه برنامج الأغذية لضمان عدم توجيه الطعام لمن لا تستهدفهم المساعدات، منذ أن أُكتشفَ في ديسمبر 2018 حدوث تلاعب بصورة منهجية في المساعدات الغذائية التي يتم توزيعها في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين من خلال شريك محلي على صلة بالسلطات.

ويتضمن هذا النظام، عمل مسح لقزحية العين وأخذ بصمات الأصابع والوجه، وهو نظام معمول به بالفعل في المناطق التي تسيطر عليها حكومة هادي والمدعومة من تحالف عربي عسكري بقيادة السعودية.

ويقول الحوثيون إن هذه العملية يجب أن تتم تحت إدارة صندوق الرعاية الاجتماعية اليمني الذي يتخذ من صنعاء مقراً له وينسق مع منظمات الإغاثة الدولية.. معتبرا إن إصرار البرنامج على التحكم في البيانات يخالف القانون اليمني.

واتهمت جماعة الحوثيين، الخميس قبل الماضي، المنظمات الدولية باستخدام العمل الإنساني وسيلة للضغط والتكسب السياسي، مجددة رفضها برنامج العمل بنظام القياسات الحيوية للتحقق من الهوية لتحديد الأشخاص الأكثر احتياجاً للمساعدات في البلد الذي بات على شفا المجاعة.

وتقول وكالات أخرى إن المشكلات تزايدت في مناطق الحوثيين في الأشهر الأخيرة من بينها مضايقة موظفيها والتدخل في قائمة التوزيع وصعوبة الحصول على تأشيرات وفرض قيود على التنقل.

وأضاف المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي يوم الجمعة: بيانات القياسات الحيوية تمكننا من ضمان عدم توجيه المساعدات لمن لا تستهدفهم مضيفا أن برنامج الأغذية يدرس كل الخيارات الأخرى منذ 18 شهرا لكنه لم يجد خيارا سوى تعليق توزيع المساعدات.

وذكر أن الاختيار وقع على صنعاء لأن سكانها يتمتعون بأعلى درجة من التغذية على مستوى البلاد لكنها تشهد أغلب وقائع توجيه الأطعمة لأغراض أخرى.

واعتبر بيزلي هذا واحد من أصعب القرارات التي اتخذتها في حياتي على الإطلاق إن لم يكن الأصعب.

وأضاف يمثل اليمن أسوأ كارثة إنسانية على وجه الأرض اليوم ويتفاقم ذلك بسبب توجيه المساعدات الغذائية بعيدا عن مستحقيها. لنصلي ونأمل التوصل إلى حل.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار المحلية
أمين عام حزب العدالة والحرية يهنئ بن شاجع بحلول شهر رمضان
مواضيع مرتبطة
اليمن: طرفا الصراع يتبادلان الاتهامات بشأن التصعيد العسكري في الحديدة وخرق الهدنة
أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني
بعد استهداف أبها... "أنصار الله" تصعد: مطارات وموانئ الإمارات أهداف قادمة لنا
اشتباكات في ميناء سقطرى والمحافظ يؤكد السيطرة على الوضع
حكومة "هادي" تدعو لاتخاذ إجراءات ضد "انتهاكات" الحوثيين للعمل الإنساني