من يدفع فاتورة التدخل البري في اليمن؟
الخميس 09 إبريل-نيسان 2015 الساعة 11 صباحاً / متابعات
عدد القراءات (1399)
رغم مرور 14 يوماً على قصف التحالف العربي مواقع الحوثيين في صنعاء، إلا أن قرار التدخل البري لم يحسم بعد، الأمر الذي وصفه خبراء بتراجع لعاصفة الحزم.

تأخر التدخل البري في اليمن بات لغزاً يحير الجميع، خصوصاً بعدما أبدت بعض البلدان المشاركة في عاصفة الحزم عدم مشاركتها برياً مثل قطر، في حين وقف آخرون على الحياد مثل باكستان والإمارات، بينما ينتظر الباقون مصيرا محفوفا بالمخاطر حال خوضهم الحرب البرية مثل مصر والسودان.

فاتورة التدخل البري في اليمن لم يحسم صاحبها الآن، في ظل تراجع بعض الدول المشاركة في العملية العسكرية، وإعلانها عدم التدخل البري، وحياد البعض الآخر.

حياد باكستاني
وكانت خرجت جلسات الحوار في البرلمان الباكستاني دون اتخاذ قرار نهائي بشكل تجاه التدخل البري، رغم مناشدة المملكة العربية السعودية لحليفتها باكستان الانضمام للتحالف.

على الجهة الأخرى، قال وزير الدفاع القطري اللواء الركن حمد بن علي العطية، إن "التدخل البري في اليمن ليس واردا في الوقت الحالي"، ونكتفي بالدعم الجوي للقوات المسلحة اليمنية فقط وفقاً لوكالة خبر الفلسطينية.

فيما ترددت أنباء، عن أن زيارة وزير الدفاع المصري صدقي صبحي لباكستان تهدف إلى تنسيق عملية التدخل البري التي قد تلجأ إليها قوات التحالف لإضعاف القدرات العسكرية للحوثيين في اليمن، والتي ينتظر أن تكون باكستان إحدى الدول المشاركة فيها.
جماعات حوثية في صنعاء
من جهته، قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة اصف، إن السعودية طلبت من باكستان جنوداً وطائرات لعملياتها ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، مؤكداً أن إسلام آباد لا تزال تبحث حتى الساعة عن حل "سلمي" للنزاع اليمني.

وبناء على طلب من رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، عقد البرلمان جلسة خاصة الاثنين لمناقشة مشاركة باكستان من عدمها في الائتلاف الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، الأمر الذي لم تعلن معالمه، خصوصاً بعد رفض بعض نواب البرلمان التدخل البري.

المتابعون رأوا أن باكستان في موقف لا تُحسد عليه، فهي تحاول تجنب إغضاب حليفها السعودي القائم على الضربة العسكرية، والجارة الإيرانية المعارضة بشدة لقصف اليمن.

باب المندب
الخبير العسكري اللواء طلعت مسلم، قال إن الوضع الحالي في اليمن لا يعطى أي مؤشرات على ضرورة التدخل البرى، مضيفاً أن التدخل البري لم يحدث حتى الآن.

وأوضح الخبير العسكري لـ"مصر العربية"، أن العملية العسكرية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالخطورة التي يمكن أن يمثلها تأزم الوضع الأمني بتشعباته الإقليمية من احتمال عرقلة حركة الملاحة عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي بمثابة خط أحمر لدينا، مشيراً إلى أن ارتباط زيارة وزير الدفاع المصري والحديث عن تنسيق للتدخل البري وارد.

وتابع: السعودية ليس لديها نية في التدخل البري في اليمن، وبالتالي فستسير الدول المشاركة في التحالف على هذا النهج.

قصف جوي لأهداف للحوثيين
في غضون ذلك، يزور محمد جواد ظريف إسلام آباد، في زيارة تأتي عقب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لطهران.

وقال الخبير العسكري اللواء نبيل فؤاد، إن التدخل البري في اليمن ليس سهلاً، فاليمن مستنقع يصعب دخوله والخروج منه، مضيفاً أن الطبيعة الجبلية التي تتكون منها اليمن تقف عائقًا أمام الجيوش النظامية، إذ ما حاولت دخول تلك المناطق.

وأوضح الخبير العسكري لـ"مصر العربية"، أن باكستان إحدى قوى التحالف العسكري الذي يضرب الحوثيين، وبالتالي قد تدخل باكستان عسكرياً إذا ما منح البرلمان الباكستاني لها ذلك، مشيراً إلى أن السعودية تربطها علاقات وطيدة مع باكستان، التي أرسلت من قبل قواتها لتأمين الحدود السعودية، كما أن الأخيرة تُعد الممول الأول للنووي الباكستاني، وبالتالي قد تستجيب الأخيرة للسعودية إذا ما استمر القتال.

وتابع أن زيارة وزير الدفاع صدقي صبحي باكستان، للتنسيق بين الدولتين المصرية والباكستانية بشأن التحالف العسكري، لافتاً إلى أن التنسيق للتدخل البري قد يحدث.

توغل حوثي في عدن
وفي تصريحات سابقة لـ"مصر العربية"، قال المحلل السياسي اليمني عبد المنعم طه، إن أي قرار التدخل البري في اليمن سيكون بمثابة انتحار للدول التي ستدخل، لأن كل اليمنيين يرفضون التدخل في شؤونهم.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"مصر العربية"، أن القبائل ستوحد صفوفها لمواجهة أي تدخل بري، خصوصا أن اليمن يحتوي على كميات هائلة من الأسلحة مع المواطنين والتي تصل لنحو 60 مليون قطعة سلاح مع المواطنين فقط، بجانب الظروف البيئية الصعبة.

وأيد منصور صالح الزاهر المحلل السياسي، أن اليمنيين غير راضين عن التدخل في بلادهم، وإذا فكرت أي دولة في الدخول برا فسيكون اليمنيون مستعدون لمواجهتهم بغض النظر عن الحوثيين أو غيرهم.

ويرى الناشط السياسي وائل العبسي، أن التدخل البري سيكون له تأثيرات كبيرة وستكون القبائل عائقًا أمام أي تدخل، وسيحدث قتال شرس على الأرض مع هذه القبائل.

وتابع أن هناك بعض المساندة من القبائل في مأرب والجوف المعارضة للميليشيات الحوثيية، ولكن سيكون هناك توجه وتوحيد للصف حتى الخصوم لمواجهة أي تدخل بري.

ولليوم الرابع عشر على التوالي، تواصل طائرات تحالف عربي، تقوده السعودية، قصف مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، ضمن عملية أسمتها "عاصفة الحزم"، التي انطلقت في 26 مارس الماضي، استجابة لدعوة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً لـ"حماية اليمن وشعبه من عدوان الحوثيين".

وتشارك في عملية "عاصفة الحزم" 5 دول خليجية، هي السعودية، البحرين، قطر، الكويت، والإمارات، إلى جانب مصر والمغرب والسودان والأردن، فيما أنباء عن أن باكستان سترسل قوة عسكرية للمشاركة في العملية.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
الحوثيون: رحلة التيه بين العزلة والتمدد
أطفال الحرب في اليمن
حرب إقليمية ممكنة؟
‎فيما وصفه "اوباما" بالاتفاق التاريخي‫..‬:
‎"إسرائيل" ترفض بشدة الاتفاق بين ايران والقوى الدولية
‎إيران تقترح حلاً للأزمة في اليمن وتسعى إلى التواصل مع السعودية