مسئولون كبار في "حكومة هادي" يطالبون بطرد الإمارات من بلادهم ومحاكمتها دولياً
الإثنين 16 سبتمبر-أيلول 2019 الساعة 09 صباحاً / المركز اليمني للإعلام
عدد القراءات (456)

 

شن ثلاثة مسؤولين بارزين في حكومة هادي انتقادات غير مسبوقة، ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، الشريك الرئيسي في التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم هادي في اليمن.

وطالب بيان مشترك صادر أمس الأحد وحمل توقيع كلاً من مستشار الرئيس هادي، نائب رئيس مجلس النواب عبدالعزيز جباري، ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري، ووزير النقل صالح الجبواني، بطرد دولة الإمارات من التحالف العربي ومحاكمتها دولياً على ما ارتكبته من جرائم بحق اليمنيين، حد قولهم.

وأكد البيان المشترك للمسئولين الثلاثة الذين انتقلوا إلى العاصمة المصرية القاهرة قادمين من العاصمة السعودية الرياض، على دعمهم لحكومة هادي واستمرار النضال حتى استعادة مؤسسات الدولة في جنوبي البلاد، وتوحيد الصف في مواجهة "الحوثيين".

وقال البيان: "من منطلق المسؤولية الوطنية فإننا نهيب بأبناء شعبنا اليمني اليقظة التامة والتمسك بالمشروع الوطني الجامع، وأهمية دعم ومساندة مؤسسات الدولة ومساندتها للحد من الأعمال الخارجة عن القانون، ووضع حد للتدخلات الخارجية الغير قانونية التي تمس سلامة وأمن الوطن وسيادته، ودعم إرادة القرار اليمني المستقل، وتطوير أسس الشراكة مع الأشقاء في السعودية كحليف استراتيجي لما فيه مصلحة البلدين وأمنهما القومي".

وأكد البيان على "ضرورة إنهاء مشاركة دولة الإمارات في التحالف كونها انحرفت عن الأهداف التي من أجلها دُعي التحالف لإسقاط الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة، تحت قيادة الرئيس هادي".

واعتبر المسؤولين الثلاثة في بيانهم، أن الإمارات "تبنت ودعمت انقلاب مماثل على حكومة هادي في عدن، وتبنت ودعمت ولا تزال، مشاريع تمزيق اليمن ونسيجه الوطني والمجتمعي من خلال إنشاء وتسليح مليشيات تابعة لها خارج إطار مؤسسات الدولة اليمنية وإداراتها".

وأدانوا استهداف الطيران الحربي الإماراتي لقوات الحكومة وأكدوا على قيام الحكومة بمقاضاة الإمارات أمام المحاكم الدولية وفتح ملفات الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق أبناء الشعب في المحافظات الجنوبية خلال الأربع سنوات الماضية، وذلك في إشارة إلى تقارير وتحقيقات تؤكد تورط الإمارات وقوات موالية لها في ارتكاب جرائم وانتهاكات لحقوق الإنسان.

ودعا البيان كافة القوى والشخصيات الوطنية في داخل اليمن وخارجها، إلى "تشكيل جبهة وطنية واسعة للدفاع عن الجمهورية اليمنية، التي تتعرض اليوم إلى مخاطر التمزيق والتفتيت نتيجة لأطماع غير مشروعة لبعض القوى الإقليمية وعملائها في الداخل".

وتعهد المسؤولون الثلاثة، بأنهم سيقومون بواجبهم الوطني مهما كلفهم ذلك من تضحيات.

وقصفت طائرات إماراتية في ٢٩ أغسطس الفائت قوات حكومة هادي في أطراف مدينة عدن ومحافظة أبين المجاورة لإيقاف تقدمها المتسارع الساعي لاستعادة السيطرة على مدينة عدن التي تتخذها هذه الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد، وذلك بعدما سيطرت على المدينة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات في ١٠ من الشهر ذاته، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات الحكومة، استمرت أربعة أيام راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.

وأقرت الإمارات باستهدافها لقوات حكومة هادي، مبررة ذلك بأنها استهدفت "مليشيات إرهابية دفاعاً عن قوات التحالف".

وفي اليوم ذاته دعا الرئيس هادي، المملكة العربية السعودية إلى التدخل لإيقاف "التدخل الإماراتي السافر" الذي يدعم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المسلح بما في ذلك عبر القصف الجوي ضد القوات المسلحة.. وقال "لن ترهبنا طائرات العابثين المستهدفين لأرضنا وسنستعيد عدن ونبسط نفوذ الدولة فيها".

ويتصدر جباري والميسري والجبواني المشهد في مهاجمة الإمارات، كأكثر المسئولين في حكومة هادي ويتهم المسؤولون الثلاثة الإمارات، بالعمل على تفكيك بلادهم إلى مناطق، وتصفية الدولة في الجنوب.

وتصاعدت الدعوات الرسمية والشعبية في اليمن لإنهاء دور الإمارات وخروج قواتها من اليمن بسبب دعمها للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي طردوا حكومة "هادي" من عدن ومحافظات جنوبية أخرى بعد معارك عنيفة مع قواتها.

وأنشأت الإمارات عدة قوات وتشكيلات عسكرية وأمنية يمنية خصوصاً في المحافظات الجنوبية، ودربتها وأشرفت على تجهيزاتها وتعمل تحت إمرتها تقدر بآلاف الجنود في إطار إستراتيجية تزعم أنها لمواجهة الحوثيين من جهة، وكذا محاربة تنظيم القاعدة الذي استغل الحرب الأهلية وحاول توسيع سيطرته في اليمن.

وتقود السعودية ومعها حليفتها الرئيسية الإمارات، تحالفاً عربياً عسكرياً ينفذ منذ 26 مارس 2015، عمليات برية وجوية وبحرية ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، دعماً لقوات الرئيس هادي وحكومته لإعادتهما إلى الحكم في صنعاء التي يسيطر الحوثيون عليه وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية والحضرية منذ أواخر العام 2014.

واستغل المجلس الانتقالي الجنوبي الحرب في اليمن، وعززوا حضورهم بدعم الإمارات ثاني أهم دولة في التحالف. ودعمت أبو ظبي إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي في مايو ٢٠١٧، ودربت وسلحت قوات محلية تابعة للمجلس نفذت محاولة انقلاب عسكري فاشلة في يناير 2018 ضد حكومة هادي في عدن راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.

ويُنصِّبُ الانتقالي الجنوبي نفسه ممثلاً عن المواطنين في جنوبي اليمن ويسعى لفرض سيطرته على جميع مناطق ما كان يُعرف باليمن الجنوبي، غير أنه لا يحظى بتأييد شعبي كامل هناك، سيما مع وجود كيانات أخرى تتحدث باسم "الجنوب"، لكن "الانتقالي" يُعد أبرز تلك الكيانات لما يملكه من ذراع عسكري أنشأته وتدعمه دولة الإمارات.

يأتي صدور بيان المسؤولين الكبار الثلاثة، جباري والميسري والجبواني، عقب مغادرتهم العاصمة السعودية الرياض، ووصولهم إلى القاهرة يوم السبت.

وقالت مصادر سياسية، إن نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني، أحمد الميسري، غادر الرياض، السبت متوجهاً إلى القاهرة، بعد نحو شهر من إقامته في الرياض التي رُحّل إليها نتيجة هزيمة قواته في عدن أمام قوات الانتقالي الجنوبي.

وأكدت مصادر مقربة من الميسري أن المغادرة للقاهرة تأتي بهدف التواصل مع أشخاص وأحزاب لتشكيل تكتل هدفه مواجهة الانتقالي الجنوبي.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
اكثر خبر قراءة أخبار المحلية
أمين عام حزب العدالة والحرية يهنئ بن شاجع بحلول شهر رمضان
مواضيع مرتبطة
العراق ينفي استخدام أراضيه للهجوم على السعودية ويدعو للتوجه لحل سلمي في اليمن
وزير الخارجية الإيراني: أمريكا وحلفاؤها عالقون في اليمن
إيران: الاتهامات الأمريكية بشأن هجمات أرامكو باطلة
الخارجية الإيرانية تكذب تصريحات واشنطن بشأن مسؤولية طهران عن الهجوم الأخير على السعودية
أرامكو السعودية: استهداف معملي الشركة نتج عنه توقف الإنتاج بمقدار 5.7 مليون برميل في اليوم