هل يكون بحاح عنوانا للحل السياسي بعد "إعادة الأمل"؟
الأربعاء 22 إبريل-نيسان 2015 الساعة 12 مساءً / متابعات
عدد القراءات (1140)
منذ أن أعلنت قيادة التحالف العربي عن انتهاء عملية "عاصفة الحزم" بشكل مفاجئ مساء الثلاثاء، عادت إلى الأذهان خطوة تعيين رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح نائبا للرئيس اليمني، وعلاقة ذلك بوجود حل سياسي يمكن أن ينهي الأزمة اليمنية.

فتغيير اسم التحرك العربي إلى عملية "إعادة الأمل" وفتح المجال أمام الحلول السياسية، يضع في الواجهة شخصية بحاح الذي يعد من الشخصيات السياسة اليمنية الشابة، والمقبولة من العديد من الأطراف على الساحة اليمنية.

مصدران حكوميان يمنيان كانا قد تحدثا عن خمسة أسباب وراء تعيين خالد بحاح، رئيس الحكومة، نائباً للرئيس عبد ربه منصور هادي؛ وهي إعادة الثقة إلى مؤسسة الرئاسة، والتحسب لتداعيات مرض هادي، وتمتع بحاح بعلاقات جيدة داخل اليمن، ومع رجال أعمال يمنيين في الخليج، فضلاً عن قدرته على التحرك بسهولة، على عكس الرئيس، على الصعيد الدولي لتوفير إسناد سياسي لعملية تحالف "عاصفة الحزم" العسكرية.

وأدى بحاح (50 عاما) اليمين الدستورية أمام هادي (70 عاماً)، الموجود في السعودية الجارة الشمالية لبلاده، نائباً للرئيس مع الاحتفاظ بمنصب رئيس الوزراء، وذلك بعد يوم من صدور قرار جمهوري بذلك في 12 نيسان الجاري، لم يحدد مهام المنصب وصلاحياته، والذي يعتبر بحاح ثالث من شغله، بعد علي سالم البيض وهادي، منذ تحقيق الوحدة بين جنوب اليمن وشماله عام 1990.

وقال مصدر رفيع المستوى مطلع على تحركات هادي وبحاح، لوكالة الأناضول: إن "تعيين بحاح نائباً للرئيس يهدف على الصعيد المحلي إلى تقوية مؤسسة الرئاسة وإعادة الثقة إليها، وتحقيق المصالحة الداخلية، والإجابة على المخاوف من احتمال فراغ منصب الرئيس، حيث خضع هادي لعملية قلب مفتوح، ويحتاج إلى عناية طبية دائمة".

ومضى قائلاً: إن "مؤسسة الرئاسة ضعُفت بفعل فشلها في تحجيم التمرد الحوثيين وتساهلها معه؛ ما أدى إلى انهيارها، ووضع الرئيس هادي تحت الإقامة الجبرية من قبل المسلحين الحوثيين، ومن ثم إجباره على مغادرة البلاد إلى السعودية، إثر هجوم مسلحين حوثيين وقوات موالية للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، على مدينة عدن (جنوب)"، التي هرب إليها هادي من العاصمة صنعاء، في أعقاب سيطرة الحوثيين عليها في 21 سبتمبر/ أيلول الماضي.

وزاد المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن "تعيين شخصية تحظى بعلاقات طيبة مع الكثير من الجهات المحلية والدولية في منصب نائب الرئيس من شأنه تعزيز ثقة اليمنيين في قيادتهم الشرعية، بعد أن كانت قد اهتزت في الرئيس هادي، الذي يُنظر إليه من قبل شرائح واسعة في البلد كمتساهل مع المتمردين الحوثيين قبل اجتياحهم للعاصمة، وإطاحتهم به وبالحكومة الشرعية والعملية السياسية ككل".

ووصف بحاح بأنه "شخصية توافقية وغير مرفوضة من قبل الحوثيين وصالح بحسب تصريحاتهم المعلنة، ويؤكد ذلك أن بحاح لم يغادر إقامته الجبرية في صنعاء خلسة (على عكس هادي)، وإنما بشكل معلن بعد اعتذار رسمي من قبل جماعة الحوثي له"، على حد قوله.

كما أن تعيين بحاح، وفقاً للمصدر اليمني، "ربما يعيد الثقة لدى القوى السياسية والقبلية والمدنية الرافضة للحوثيين، والتي كانت مترددة في مواجهتهم؛ بسبب إحباطها من أداء الرئيس هادي خلال الفترة الماضية".

سبب مهم آخر تحدث عنه المصدر، وهو "تبديد المخاوف من احتمال فراغ منصب الرئيس، حيث خضع هادي لعملية قلب مفتوح ويحتاج لعناية طبية دائمة، ففراغ منصب الرئيس أمر خطر في هذا الظرف الحساس الذي يتطلع فيه اليمنيون، وبدعم أشقائهم في الخليج، إلى إعادة الشرعية السياسية للبلاد، وإنهاء التمرد الحوثي".

وختم بأنه "يُحسب لبحاح، وهو الشخصية الحضرمية (جنوب) المحافظة، التي ينتمي إليها الكثير من رجال الأعمال اليمنيين في الخليج، أنه رجل تنمية، ويحظى بعلاقات جيدة مع الكثير من رجال الأعمال، وهو أمر مهم لعملية تنمية اليمن بعد انتهاء الحرب".

ومنذ فجر 26 مارس/ آذار الماضي، شنت طائرات تحالف عربي، تقوده السعودية، غارات على مواقع عسكرية لجماعة الحوثي وأنصار صالح باليمن، في عملية تقول الرياض إنها "جاءت استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً لـ"حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية".

وكان بحاح قد اختير رئيساً للحكومة اليمنية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد اجتياح الحوثيين للعاصمة، وتوقيع اتفاق السلم والشراكة في سبتمبر/أيلول الماضي، الذي قضى بتشكيل حكومة كفاءات.

إلا أنه، بعد اقتحام الحوثيين لدار الرئاسة وفرضهم الإقامة الجبرية على هادي، يوم 22 يناير/كانون الثاني الماضي، تقدم باستقالته إلى الرئيس، الذي قدم هو الآخر استقالته في فبراير/شباط الماضي، ليفرض الحوثيون عليهما الإقامة الجبرية مع أعضاء الحكومة.

وبعد فرار هادي إلى عدن في 21 فبراير/شباط، أطلق الحوثيون سراح بحاح شريطة أن يترك العمل السياسي، إلا أن الرجل، الذي غادر إلى مسقط رأسه في حضرموت (جنوب)، ومن ثم إلى الولايات المتحدة الأمريكية للالتحاق بعائلته هناك، حيث كان يشغل منصب مندوب اليمن في الأمم المتحدة، ظهر في السعودية، وأعلن تمسكه بمنصبه رئيساً للحكومة الشرعية، قبل أن يتم تعيينه نائباً للرئيس.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
لغة الوعيد الإيرانية ضد السعودية.. حرب نفسية أم تهديدات حقيقية
مجالس القات متواصلة رغم أهوال الحرب في اليمن
اختفاء الديزل يعقّد حياة اليمنيّين
حرب اليمن يمكن أن تكون مدخلاً لحل سياسي
من يدفع فاتورة التدخل البري في اليمن؟