حذرت منظمة دولية، اليوم الثلاثاء، من أن تصاعد القتال في محافظة مأرب قد يؤدي إلى انتشار العنف أو تكثيفه في أماكن أخرى باليمن.

وقالت منظمة مجموعة الأزمات الدولية، مقرها في بروكسل، في بيانٍ لها ، أنه من المرجح أن يؤدي تدفق القوات الموالية للرئيس اليمني هادي إلى شبوة إلى توترات مع المجلس الانتقالي الجنوبي المؤيد للاستقلال ويزيد من طموحاته.

وأضاف البيان، أن بعض قادة المجلس الانتقالي الجنوبي يرون أن إبرام اتفاق مع الحوثيين من شأنه يعزز احتمالات تجديد استقلال الجنوب أفضل من البقاء في حكومة الوحدة المضطربة، معتبرًا أنها خطوة قد تؤدي إلى كارثة على هادي.

ورجح البيان، أن انتصار الحوثيين في مأرب سيجعلهم يسعون لتحقيق مكاسب إقليمية واسعة، والتوسع في المناطق الجبلية المجاورة حيث يعارض السكان وجودهم بشدة، الأمر الذي سيجعل الحوثيين أنفسهم يقاتلون عدة حركات تمرد محلية.

وأوضح، أن معركة مأرب قد تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل، وتعرض مايقدر بثلاثة ملايين مدني يعيشون هناك لخطر الموت أو النزوح.

مشيرًا إلى أن تقدم الحوثيين اتجاه المدينة غربًا والتي يبعدون عنها حاليًا 30 كيلومترًا، تقدمهم قد يجعلهم يستهدفون منشآت إنتاج النفط والغاز من الشرق، بالإضافة إلى قطع معظم الطرق السريعة الرئيسية التي تربط مأرب بالأراضي التي تسيطر عليها حكومة هادي.

ونقل البيان عن مسؤولين في حكومة هادي قولهم إنهم يرون في هجوم الحوثيين على مأرب محاولة، على حد تعبير أحدهم، “لإزالة حكومة هادي من المعادلة [السياسية]” في اليمن من خلال الاستيلاء على آخر معقل لها في الشمال، وأن الحكومة تخشى من أن يرى الحوثيون وقف إطلاق النار بمثابة مناورة لإنهاء الضربات الجوية السعودية لفترة كافية لإطلاق هجوم نهائي على مأرب.

ولفت إلى أن حكومة هادي تنظر إلى محاولة الحوثيين إعادة فتح مطار صنعاء والسماح بالتدفق الحر للواردات إلى الحديدة تكتيك لترسيخ مكانتهم كحكام فعليين لشمال اليمن وسلب حكومة هادي من نفوذها الضئيل في المفاوضات.

وتتواصل المعارك بين قوات هادي والتحالف من جهة وقوات الجيش الموالي لحكومة صنعاء من جهة أخرى على مدى أسبوعين متتالين في مختلف الجبهات القتالية بمدينة مأرب النفطية والتي تعتبر آخر معقل لحكومة هادي في الشمال، في ظل مخاوف أممية من مجبة الأوضاع الإنسانية فيها سيما وأنها تحتضن آلاف النازحين.