استعادة أدوار الأحزاب السياسية يمهد لصناعة السلام
السبت 18 سبتمبر-أيلول 2021 الساعة 04 مساءً / المركز اليمني للإعلام - أشرف الريفي
عدد القراءات (2105)
تأثرت الحياة الحزبية والسياسية في اليمن بالحرب التي تشهدها بلادنا منذ ست سنوات، بعد أن أزاحت رصاص الحرب خيارات السياسية والحوار.
وكانت أصوات الأحزاب المعبرة عن موقفها من الإنقلاب على الدولة واندلاع الحرب التي أدخلت اليمن نفق التشرذم والانقسامات العميقة، بمثابة البوح الأخير المنهزم أمام فوهة البندقية.
ومع دخول الحرب عامها السابع بمساراتها، وتفاصيلها المدمرة يبحث اليمنيين عن حامل حقيقي لمشروع السلام بغية إنهاء الحرب، ويأملون أن تستعيد الاحزاب دورها لإخراج البلد من نفق الحرب.
وعند التأمل في أوضاع الأحزاب السياسية في الساحة، يصدمنا واقعها غير المسر، بعد أن تعطل دورها، وتعرضت مقرات للإغلاق والنهب، ونشطائها للملاحقة والسجن، وصحفها للإيقاف.
ودفعت الحرب عدد من الأحزاب لمساندة الأعمال القتالية لهذا الطرف، أو ذاك، واندفعت في تحالفات داخلية وخارجية سحبت منها قدرة الحركة وحق اتخاذ القرار.
ولذا صار دور الأحزاب السياسية ضعيف، نتيجة واقع الحرب الذي فرض أدوات وكيانات غير سياسية تدير المرحلة.
تعطل العمل السياسي
وفي هذا الصدد يرى المحلل السياسي عبدالناصر المودع أنه منذ اندلاع الحرب وتعطل العمل السياسي في اليمن لم يعد للأحزاب السياسية أية أدوار تقوم بها بإستثناء من لديه قوات عسكرية لها وجود على الأرض.
ويقول المودع أن الدولة اليمنية أصبحت تحت وصاية وإدارة الدول المتدخلة فيها، والاحزاب السياسية تحولت إلى أدوات تعمل لأطراف خارجية، وأصبحت رهينة لأجندة هذه الدول.
ولا يتفاءل المودع بأي دور يرتجى من كل الأحزاب السياسية في اليمن في رسم واقع اليمن أو مستقبله.
لم يذهب الكاتب الصحافي طه العامري بعيدا في تحليله لوضع الأحزاب فهو يرى بانها كانت جزءا من الأزمة ومن وجهة نظره فأنها لا يمكن ان تكون جزءا من الحل، لعدم امتلاكها رؤية للسلام تخرج البلاد من حالتها الراهنة الى حالة الأمن والاستقرار.
المصلحة الوطنية
ويتمنى العامري ان تفيق الأحزاب من سباتها وتنكر ذاتها وتعطي الوطن اولوية في اهتمامها وتغلب مصلحة الوطن والشعب على ما عداها من المصالح أيا كانت اهميتها.
ويرى العامري صعوبة أن تقوم الاحزاب حتى في ابداء مجرد الرأي عما يعتمل على الخارطة الوطنية من تداعيات مؤلمة وقاسية الكلمة فيها لحملة البنادق ولمن يمولهم.
ويقول أن بلادنا صارت رهينة المساومات الإقليمية والدولية، فيما الأحزاب بكل مسمياتها تعيش أزمات بنيوية معقدة ومركبة بمعزل عما تصرح به الأحزاب التي تعاني من حالة تشظي وانقسام بين خيارات صنعاء وخيارات عدن حسب رأيه.
لا يتفاءل العامري بقدرة الأحزاب بوضعها الحالي على صناعة السلام بسبب ما تمارسه بعضها من نفوذ وتجيير كل شيء لصالحها وتقديم نفسها كوصية على الوطن والشعب وعلى بقية الأحزاب والفعاليات السياسية الشريكة الافتراضية معها.
تصحيح الأوضاع
من جهته يرى الدكتور أحمد الصايدي رئيس جماعة نداء السلام أن دور الأحزاب السياسية مهم في قيادة الجماهير اليمنية نحو إيقاف الحرب وتحقيق السلام وبناء الدولة اليمنية، على أسس الشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية والتبادل السلمي للسلطة عبر صناديق الانتخابات.
ويضيف الصايدي "ومع أن اليمنيين ما يزالون يعلقون أملاً على أن تنهض الأحزاب السياسية بدورها الوطني هذا، فإن ما يشاهد في الواقع هو الغياب شبه الكلي لهذه الأحزاب، والعجز عن الاضطلاع بهذا الدور".
ويرى الصايدي أن الأحزاب ككيانات منظمة، مؤهلة بالتأكيد لأن تكون الحامل السياسي لمشروع السلام وبناء الدولة، إلا أن وضعها اليوم يبدو مختلا، وعليها إصلاحه وإعادة تأهيل نفسها من جديد.
ويأسف الصايدي للتأثير السلبي للحرب على الأحزاب التي تعاني من عدم انسجام داخلي.
ويرى أن استعادة الأحزاب لدورها السياسي المؤثر، يبدأ بتصحيح أوضاعها الداخلية، ومن ثم العمل وفق رؤية سياسية لإيقاف الحرب وتحقيق السلام وبناء الدولة.
ويشير إلى أن الجماهير تفتقد القيادة السياسية المدنية المنظمة، في هذا الظرف التاريخي الدقيق، الذي يمر به اليمن، وتتطلع إلى أكبر حزبين يمنيين، الحزب الاشتراكي والتنظيم الوحدوي الناصري، وتنتظر منهما معا أن يقودا حراكا شعبيا سلميا واسعا، يفرض على المتقاتلين إيقاف الحرب ويحقق السلام.
ويعول الصايدي على قواعد الأحزاب لإحداث حراك وانتاج روئ تستعيد حيوية الأحزاب وتمكنها من القيام بدورها، كما يعول على حراك بعض المنظمات القاعدية، لاستعادة حيوية أحزابها، مستبشرا بما يحدث في محافظة تعز.
وقال الصايدي أنهم في جماعة نداء السلام سبق أن تواصلوا مع قيادتي الحزب الأشتراكي، والتنظيم الناصري، اللتين بادرتا في بداية الحرب إلى وضع مشروع لإيقاف الحرب وإحلال السلام، تعذر تنفيذه مع الأسف، مشيرا إلى أن الجماعة ماتزال تراهن على الحزبين الكبيرين وعلى قواعدهما الواسعة وجماهيرهما العريضة، في كل مناطق اليمن.
ويجدد الصايدي أمنيته بأن ترتب الأحزاب السياسية أوضاعها، وتستأنف نشاطها وفق رؤية وطنية واضحة للخروج من الوضع الكارثي الراهن.
وتبقى التطلعات لاستعادة القوى السياسية دورها، وتقييم مواقفها خلال المرحلة الماضية، وإصلاح اختلالتها وخلق رؤية واضحة لإنهاء الحرب وتحقيق السلام.
قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:- الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
- منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
- إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
- إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
- إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
- العديد من الخصائص والتفضيلات
إضغط هنا
إضغط هنا