اليمنيون على أبواب رمضان ..
قتال داخلي وخارجي ..خدمات أساسية منعدمة .. أسعار وحصار ونزوح الخميس 11 يونيو-حزيران 2015 الساعة 12 صباحاً / المركز اليمني للإعلام - تقرير /فاروق الكمالي عدد القراءات (1668)
"علي" شاب لطيف ومهذب يعول أسرة من 7 أشخاص بالعمل على دراجته النارية في شوارع العاصمة اليمنية صنعاء وحين انعدم البترول وتوقفت جميع وسائل النقل غادر نحو قريته " الحيمة الداخلية" الواقعة في الضاحية الغربية للعاصمة صنعاء " على طريق " صنعاء - الحديدة "، لكنه ما إن سمع بعودة المشتقات النفطية عاد إلى العاصمة أخذ بعض الوقت في طابور الحصول على البترول قبل أن يعود للعمل ولكن بوتيرة ضعيفة لا تحقق له الدخل اليومي الذي كان يحصل عليه من العمل فوق دراجته النارية ،هو بحاجة إلى توفير مستلزمات رمضان لأسرته ومن ثم تأمين احتياجاتهم الخاصة بعيد الفطر حين ينقض شهر الصيام،صافي دخله اليومي لا يتجاوز 2000 ريال وفي نهاية الشهر سيكون قد وفر 60 ألف ريال.
يمكن للجميع اﻹحساس بمأزق " علي " حين يبدئون باستخدام العمليات الحسابية الشهرية لطلبات المنزل :بوزة ماء للشرب كان سعرها قبل شهرين 4 ريال وحاليا 8 ألاف ريال، أسطوانتي غاز كان ثمن الإسطوانة الواحدة قبل عدة أشهر 1400 ريال وحاليا بقيمة 5آلاف ريال بالمتوسط لكن سعرها في المناطق الريفية وخاصة في قرية " علي " 7 ألاف ريال " ، كيس من الدقيق اﻷبيض كان سعره قبل عدة أشهر 6500 ريال وحاليا قيمته في العاصمة 9 ألاف ريال، كيس قمح مطحون وكانت قيمته 5 ألاف ريال وحاليا 8500 ريال، السكر والرز والزيت والشاي .. رمضان يتطلب أكثر من هذه الطلبيات هناك أطباق رمضانية خاصة بالشهر الكريم وهي تختلف من منطقة إلى أخرى حسب العادات والتقاليد ومن المؤكد أن 60 ألف ريال لن تكون كافية ليتمكن "علي" من تلبية تلك الطلبات التي ستضم التمر والحليب ودقيق الذرة والشربة والدقة " اللحم المفروم الخالي من العظم "، ربما يغامر علي بالاستدانة على حساب دخله الشهر القادم لكنه سيجد نفسه بعد ذلك أمام ورطة أكبر ،فمن أين سيغطي تكاليف شراء مستلزمات العيد ؟؟.
شعب التحدي
اليمنيين شعب التحدي والشظف يستطيعون التخلي عن الغاز لتوفير بعض المصاريف من خلال الاعتماد على اﻷشجار " الحطب " ، وحاليا تباع الحزمة من " الحطب " في أمانة العاصمة وعدد من المدن بسعر يتراوح بين 2500 ريال و3000 ريال " لم يفكر معاذ أنه سيضطر لشراء " الحطب " بدلا عن الغاز داخل العاصمة صنعاء في يوم من اﻷيام ، يقول، ربما لو كنت في القرية كنت سأجد ذلك شيء عاديا إذا ما نزال نعتمد على الحطب في صناعة الخبز والفطير بـ "الموفا" غير معاذ فإن أصحاب اﻷفران الخاصة بصناعة الخبز والروتي بالعاصمة وجود في استخدام الحطب فرصة لا تعوض لتقليل الاعتماد على الديزل في تشغيل تلك اﻷفران. المهم أن اليمنيين ربما لن يتعبوا أنفسهم ويرهقون ميزانيتهم الشهرية التي تتعرض للاستنزاف الجائر وبشكل لم يسبق له مثيل في حياتهم في الجري وراء الحصول على إسطوانة غاز كانت باﻷمس بسعر 1400 ريال واليوم تتفاوت قيمتها بحسب المحافظة والقرية بين 4 ألاف ريال في العاصمة و8 ألاف ريال في قرية كـ "شرعب السلام "بمحافظة تعز التي أنتمي إليها سيكون "الحطب" سيد الموقف، لكن المشكلة الكبرى التي تواجه الجميع وخاصة سكان المدن هي في الحصول على "بوزة ماء" بسعر 8 ألاف ريال في منطقة السنينة مديرية معين أمانة العاصمة صنعاء فبدون الماء لايمكن عمل شيء ولايمكن الحياة أساسا. الصورة اليمنية الراهنة لا كهرباء ولا ماء ولا مواد غذائية ولا مشتقات نفطية، قتال على اﻷرض وقتل من السماء، حصارا بريا وجويا وبحريا، نزوح جماعي من المدن إلى اﻷرياف ه
كذا تبدوا صورة الحياة في اليمن بعد 25 سنة على قيام الوحدة اليمنية، هكذا تحولت صورة اليمن خلال شهرين فقط ولم يعد من مظاهر الحياة شيء يستحق الذكر عدا أن الناس يتحركون ويتبادلون التحية مع بعضهم على أرصفة تتكدس فيها أطنان من النفايات والواح شمسية تغازل جيوب لم تعد قادرة ع لى الدفع وإن كان اقتنائها فرصة للتبديد الظلام في الليالي المشتعلة بطلقات المضادات الأرضية أوانفجارات الصواريخ الملقية على رؤوس الناس من خلف السحاب. |
|
قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:- الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
- منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
- إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
- إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
- إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
- العديد من الخصائص والتفضيلات
إضغط هنا
إضغط هنا