وجاء الإعلان عن ذلك خلال زيارة قام بها اليوم الأربعاء، نائب الرئيس رئيس الوزراء اليمني، خالد محفوظ بحاح، إلى مقر مجموعة البنك في جدة (غرب السعودية) والتوقيع على ثلاث اتفاقيات تمويل بأكثر من 40 مليون دولار.

وقال بحاح خلال لقائه رئيس المجموعة الدكتور أحمد محمد علي، إن الحرب القاسية في اليمن فاقمت الأوضاع الإنسانية، مشيرا إلى أن "80 في المائة من السكان أي 21 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر المدقع".

وخاطب بحاح مسؤولي البنك: "ماذا أحدثكم عن مستقبل اليمن حيث 450 ألف طفل لا يذهبون إلى المدرسة، فيما ستة ملايين طالب لا يجدون مدارس، أي مستقبل ينتظرنا نتحدث عنه، أحدثكم عن أمية متكاملة".

ورغم سوداوية الأمور التي تعصف ببلاده، قال نائب الرئيس اليمني: لدينا أمل كبير في عودة اليمن إلى وضعها الطبيعي بمساعدة الأشقاء والمجتمع الدولي.

ووصف بحاح ما يجري في عدن بأنه جريمة حرب "المليشيات لا تعرف الأمن والأمان نشرت سرطان الحرب في كل منطقة في اليمن، إنها تخنق أكثر من مليون شخص في مدينة عدن الآمنة وتمنع عنها الإغاثة الإنسانية في جريمة حرب إنسانية كبرى".

وكشف عن شكوى رسمية باسم اليمن، بعث بها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس الثلاثاء، للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مفادها "أن هناك جريمة حرب في اليمن، على المجتمع الدولي أن يقوم بعمله ومهامه ليس فقط بالتنديد والشجب، بل يجب إيصال المواد الإغاثية للمحاصرين".

وتطرق بحاح إلى لقاء القيادة اليمنية، أمس الثلاثاء، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد، وقال " قدمنا مقترحا بآلية تنفيذية لتطبيق القرار الدولي 2216 وهي الآن تناقش مع الفريق الأممي، أي خطوة مستقبلية بين الدولة والطرف الأخر هي فقط إيجاد آلية تنفيذية لتطبيق القرار الدولي".

وأضاف: سنذهب إلى السلام في أي مكان، لكن بأسس حقيقية ثابتة لا تنحرف عن المسار الحقيقي لما أقره اليمنيون منذ أربع سنوات.

وقال "الوطن اليمني هو المهزوم، في اليمن لا يوجد منتصر في الحرب".

وألمح بحاح وفق وكالة الإنباء الإسلامية الدولية (إينا) إلى عودة قريبة للحكومة اليمنية إلى الداخل، وقال "الحكومة تنتقل إلى الداخل بشكل تدريجي وعادت إلى الأرض في جزئيتها الأولى ممثلة بوزارة الدفاع وقيادتها التي لديها مركز سيطرة متقدم على الأرض، عندما نعطى الإشارة من الأمنيين والعسكريين بالعودة إلى أي منطقة جاهزة فالحكومة مستعدة".

واتهم بحاح الحوثيين بالإستيلاء على مواد إغاثية أممية من 25 باخرة وصلت ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرتهم، وتوجيهها لدعم ما يسمونه "المجهود الحربي" قائلا: نسعى لوصول الإغاثة إلى أياد أمينة وليس إلى مليشيات الحوثي".

وأكد أن الحوثيين مصرين في جريمة حرب على أن لا يتم إنزال أي مواد إغاثية إلى مدينة عدن وتم إغلاق ميناء المعلاء وميناء الحاويات واستهدفوا ميناء الزيت الأسبوع الماضي "هم يريدون توجيه كل مواد الإغاثة إلى ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرتهم".

من ناحيته قال الدكتور أحمد محمد علي، إن البنك سيظل شريكا ورفيقا داعما للجمهورية اليمينة، سواء في هذه المرحلة التي يمر بها أو في مرحلة إعادة البناء والإعمار.
وتضمنت الاتفاقيات تمويل طريق كشر- وشحة بمبلغ 20 مليون دولار أمريكي، ونقل الطاقة من مأرب إلى مناطق أخرى بمبلغ 18 مليون دولار أمريكي، ودعم التعليم من أجل التشغيل بمبلغ 2.63 مليون دولار أمريكي.

كما وافق البنك في وقت سابق على مبلغ 52 مليون دولار أمريكي، لتمويل 15 عيادة متنقلة من برنامج فاعل خير الذي يديره البنك، فضلا عن إعادة تأهيل بعض المراكز الصحية، ودعم مستشفى زنجبار بمحافظة أبين، ودعم الأطفال في مخيمات النازحين بالمناطق الآمنة في مجالات الصحة والتعليم والغذاء.