يجري المبعوث الدولي لليمن اسماعيل ولد الشيخ مشاورات مكثفة في صنعاء بحثا عن حل سياسي وللتوصل الى هدنة انسانية, وذلك على وقع ضربات مكثفة لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية.

وتأتي تحركات ولد الشيخ في صنعاء التي وصل اليها الاحد الماضي , بعد جولة خليجية التقى خلالها قادة خليجين, وكذا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته في الرياض حيث يقيم هادي والحكومة منذ مارس الماضي.

وكشفت مصادر سياسية يمنية مطلعة اليوم (الأربعاء) عن جهود كبيرة يقوم بها المبعوث الدولي, وانه قدم إلى صنعاء يحمل سبع نقاط رئيسة من اجل التوصل لاتفاق بشأن حلحلة الاوضاع اليمنية.

وقالت المصادر لوكالة انباء (شينخوا) إن المبعوث الدولي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ كثف لقاءاته في صنعاء اليوم والايام الماضية وطرح على الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام ومكونات عن النساء والشباب سبع نقاط اساسية قال انها ستؤسس لاتفاق مستقبلي بشان حل الازمة التي تمر بها اليمن.

وتنص هذه النقاط على وقف اطلاق النار بشكل نهائي بالإضافة الى انسحاب المسلحين من المدن وفقا لقرار مجلس الامن الدولي الاخير بشان اليمن 2216 على ان تتولى الرقابة والاشراف على هذا الانسحاب لجان وفرق دولية متخصصة.(حسب المصادر).

ويتضمن المقترح الاممي لحل الازمة اليمنية توصيل المساعدات الاغاثية الانسانية الى كل مناطق اليمن خاصة المتضررة وافساح المجال للبواخر التجارية في الدخول الى اليمن.

كما يتضمن المقترح عودة الحكومة اليمنية تدريجيا لممارسة أعمالها وخاصة الخدمية , وكذا اطلاق سراح جميع السجناء السياسيين وفقا للقانون الدولي الانساني.

وتؤكد الامم المتحدة في نقاط حلها للازمة اليمنية على استئناف العملية السياسية وعودة جميع الاطراف الى طاولة الحوار وفق مرجعيات واضحة اهمها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل, والذي اختتم اعماله مطلع العام الجاري بعد نحو 10 اشهر من انعقاده في صنعاء بمشاركة كافة الاطراف اليمنية.

ويدعو المقترح الاممي جميع الأطراف اليمنية على الاتفاق على محاربة الارهاب واعتباره واحدة من الاولويات.

وبحسب المصادر فان المبعوث الاممي عرض هذه النقاط على ممثلي جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في العاصمة صنعاء وذلك بعد عرضها على الجانب الحكومي الاسبوع الماضي عندما التقى الرئيس هادي وحكومته في الرياض والتي يتخذ منها هادي والحكومة مقرا مؤقتا منذ نهاية مارس الماضي.

واشارات المصادر الى ان هناك بوادر ايجابية وتفهم من قبل الاطراف اليمنية، وانه لم يتم الاتفاق بشان تلك الخطوط العريضة كليا حتى اللحظة.

وأكدت المصادر ذاتها ان المبعوث الدولي ولد الشيخ يبحث الى جانب الاتفاق على هذه النقاط التوصل بشكل عاجل الى هدنة انسانية لمواجهة الاوضاع الكارثية التي تمر بها اليمن.

وقلل محلل سياسي يمني من ان يفلح المبعوث الدولي في ايجاد حل سلمي للازمة اليمنية.

وقال المحلل السياسي ياسين التميمي إن زيارة المبعوث تتركز على ايجاد هدنة لكنها بعيدة المنال.

وأضاف ياسين لوكالة أنباء (شينخوا) قائلا "لا أعتقد أن زيارة المبعوث الأممي ستسفر عن نتائج مهمة على الصعيد السياسي".

وتابع "أفق الزيارة لا ينبئ بأكثر من محاولات لتحقيق هدنة تبدو بعيدة المنال خلال ما تبقى من شهر رمضان".

وتأتي هذه التحركات السياسية من قبل المبعوث الدولي في محاولة للبحث عن مخرج طوارئ للوضع في اليمن الذي تدهور بشكل كبير خلال الاربعة الاشهر الماضية.

وشهدت اليمن منذ مارس الماضي تحولات كبيرة حيث شنت طائرات التحالف العربي غاراتها على مواقع للحوثيين في العاصمة صنعاء ومحافظات اخرى.

كما تدور مواجهات عنيفة ومستمرة منذ مارس وحتى اليوم بين الحوثي وانصار هادي في كل من عدن وتعز والضالع ولحج وابين "جنوبا" ومارب والبيضاء وشبوة "شرقا".

وتتزامن التحركات السياسية في العاصمة صنعاء مع استمرار المعارك على الارض وعلى وقع ضربات مكثفة للتحالف العربي ارتفعت وتيرتها على العاصمة منذ بدأ ولد الشيخ زيارته لها.

ووجدد طيران التحالف العربي اليوم غاراته المكثفة على مواقع عسكرية ومخازن اسلحة فيما سمع دوي انفجارات ضخمة في أرجاء العاصمة صنعاء.

وقال سكان محليون في وقت سابق لوكالة أنباء (شينخوا) إن غارات كثيفة لطيران التحالف جددت اليوم وتركزت على مواقع عسكرية ومخازن اسلحة في جبل "نقم" المطل على العاصمة صنعاء من الجهة الشرقية اضافة إلى قصف معسكر "الحفاء".

وخلف القصف العنيف دوي انفجارات ضخمة سمع في أرجاء العاصمة فيما تساقطت مقذوفات من مخازن الاسلحة على الاحياء السكنية.

كما شنت مقاتلات التحالف اليوم غارات على مواقع عسكرية وتجمعات للحوثيين في كل من عمران وحجة والحديدة وصعدة "معقل الجماعة.

وفي سياق متصل، قال مصدر امني رفيع في محافظة حضرموت "شرق البلاد" إن عدد ضحايا غارات التحالف على معسكر موالي لشراعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ارتفع الى 84 قتيلا .

واضاف المصدر لوكالة انباء (شينخوا) انه تم انتشال عدد من الجثث من تحت الانقاض وان عدد من الجرحى وضعهم حرج للغاية وتم نقل عدد منهم لتلقي العلاج الى منطقة شروره السعودية القريبة من الحدود اليمنية الشرقية.

وكان مصدر عسكري قال مساء امس "الثلاثاء" لوكالة انباء (شينخوا) إن قوات التحالف العربي استهدفت بثلاث ضربات جوية مقر اللواء (23 ميكا) في منطقة العبر "نحو 100 كم من منفذ الوديعة بين اليمن والسعودية" والتابع للمنطقة العسكرية الاولي والتي يقودها اللواء عبدالرحمن الحليلي الذي اعلن ولائه قبل اشهر لشرعية الرئيس هادي.

وأكد المصدر حينها ان 40 جنديا بينهم ضباط قتلوا في الغارات الجوية على اللواء العسكري الذي يقوده "عسكر دارس" , فيما اصيب العشرات من الجنود والضباط.

واوضح المصدر أن القصف طال مقر الكتيبة الاولى والثالثة ومخازن الاسلحة في اللواء العسكري وان خسائر بشرية ومادية لحقت باللواء العسكرية