لا تتوقف سلسلة الخرجات الإعلامية والتلميحات المثيرة للجدل التي يطلقها بعض الإعلاميين والفنانين المصريين حول المغرب والمغاربة، وآخرها فيديو للفنان حسن حسني أشعل مواقع التواصل الإجتماعي في المغرب. حيث يبدو الممثل السعودي عبد الرحيم زهيدي الذي شارك في عدد من الأعمال المصرية يقول للفنان المصري حسن حسني: «يا حاج أنا عاوز أتجوز والله تعبت يا حاج أنا عاوز أتجوز واطلع على المغرب أخد شهر عسل»، فما كان من حسن حسني إلا أن أجابه قائلا: في حد يروح مطعم ومعاه سندويتش، وبعدها انفجر عبد المجيد زهيدي في ضحك هستيري وتوقف التسجيل الذي يبدو أنه صور بكاميرا محمول على طريقة «سيلفي».
وأثار المقطع غضب واستهجان رواد موقع «فيسبوك»، الذين رفضوا تلميح حسني على أن المغرب يقدم وجبات جنسية قد تغني عن «سندويش» الزواج، خصوصا وأن المقطع شاركته الكثير من حسابات موقع «يوتيوب»، مذيلا بتعاليق بدت أكثر إساءة ووقاحة من مضمون «الفيديو» نفسه.
وتساءل نشطاء في الـ»فيسبوك» عن السبب وراء إصرار بعض فناني وإعلاميي مصر على تكريس الصور النمطية و«الكليشيهات» والمغالطات في حق المغرب والمغاربة في كل مناسبة يأتي فيها ذكر المغرب على لسانهم، مذكرين مثلا بقضية المذيعة أماني الخياط التي كانت قد قالت إن الدعارة أحد اقتصاديات المغرب، مع وجود نسب إيدز مرتفعة.
وأيضا وفاء الكيلاني في برنامجها «الحكم» على قناة «ام بي سي»، حيث وصفت المغرب ببلد السحر والشعوذة الخطيرة وعالية المستوى.
فضلا عن عدد كبير من الأعمال الفنية من مسلسلات وأفلام التي تقدم دائما وأبدا المغرب مقترنا بالسحر، كما في مسلسل «تفاحة أدم»، بطولة خالد الصاوي وحنان سليمان، الذي قرن بشكل واضح في أحد مشاهده أمازيغ جبال الأطلس بالسحر والدجل. أو فيلم «حبيبي نائما» لمي عز الدين وخالد أبو النجا، الذي وظف ساحرة مغربية أعمت أعين البطل عن رؤية سمنة حبيبته. وأيضا مسلسل «العار» من بطولة يوسف شعبان وعفاف شعيب وملكة جمال المغرب إيمان شاكر الذي أظهرها المسلسل بجنسيتها كمغربية عاهرة في مراقص القاهرة، والشيء نفسه في العديد من الأفلام والمسلسلات الأخرى مثل «الوعد» و»احكي يا شهرزاد» وغيرها وهي أعمال فنية دائما تقرن المغرب بكل زخمه التاريخي ومكانته ومجتمعه المحافظ وتقاليده التي تنهل من المرجعية الإسلامية في شيئين فقط «السحر والدعارة».
ويأتي هذا الفيديو بعد أيام فقط من ضجة أخرى كانت قد أثارتها الهام شاهين في برنامج «رايتينغ» على قناة «أبوظبي» في معرض حديثها عن وجوب عدم الخلط بين اليهود كديانة وكإسرائيلي محتل أثناء حديثها عن مسلسل «حارة اليهود»، فتوجهت للمذيعة المغربية ميساء المغربي قائلة «سمعت عندكم أنتم في المغرب 20% من الشعب يهود» فأجابتها المذيعة بأن العدد أقل. حيث تشكل النسبة في الواقع أقل من 1 في المائة بكثير. وفي الاتجاه نفسه كان يوسف شعبان قد صرح سابقا في قناة «صدى البلد» بأن المغاربة يهود منتحلون صفة الإسلام لمصالح معينة.
ويذكر أن مواقع مغربية كثيرة اهتمت بفيديو «حسن حسني»، حيث علق أكثر من 400 قارئ على الخبر في أقل من 12 ساعة على نشره في الموقع الإخباري المغربي «هيسبريس»، وأجمعت كل التعاليق على الدهشة والإستياء والإستغراب من هذا الإصرار على نعوت ليست حكرا على بلد دون آخر.
فيما طالب الكثير من مسيري مهرجانات البلاد والقائمين على الشؤون الفنية والموزعين السينمائيين التوقف عن استيراد المسلسلات والأفلام المصرية أو تكريم فناني مصر الذين يحظون بشعبية كبيرة جدا في المغرب وتحج جماهير غفيرة خصيصا لمشاهدتهم في المهرجانات التي يتم استدعاؤهم لها وهو ما قابله المعلقون المستاءون بسؤال هل هذا جزاء الحب والتقدير الذي نكنه لكم كل هذا السيل من الإساءة وتكريس تهم خاطئة لا علاقة لها بالمغرب كبلد وكشعب وكتاريخ؟