صنعاء: بين الحلول العسكرية والتفاهمات السياسية (تقرير خاص)
الثلاثاء 18 أغسطس-آب 2015 الساعة 07 مساءً / المركز اليمني للاعلام - خاص
عدد القراءات (1408)
في تطورات دراماتيكية متسارعة حققت المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية انتصارات متلاحقة على الأرض، وأعلنت خلال الايام الماضية تحرير عدد من المناطق اليمنية ودحر المليشيات الحوثية التي يبدو انها في طريقها للانهيار بذات السرعة التي استحوذت فيها على السلطة بقوة السلاح.  المركز اليمني للاعلاموشهدت الاسابيع القليلة المنصرمة انهيارات متتالية للمليشيات الحوثية وحلفائها بصورة متسارعة، مع تصاعد زخم المقاومة الشعبية والجيش الوطني بعد تحقيق انتصارات كبيرة وهامة في الجنوب والوسط، والاقتراب من العاصمة اليمنية صنعاء.
وبعد اخضاع محافظات الجنوب بالكامل لسيطرة الشرعية باستثناء جيوب للمتمردين في بعض مديريات محافظتي شيوة وابين، بدأ عقد المحافظات الشمالية ينفرط من ين يدي مليشيات الحوثي وبوتيرة متسارعة اكثر مما كان عليه الحال عند تحرير محافظات الجنوب.
وفي تطورات ميدانية غير مسبوقة اعلنت جبهات المقاومة الشعبية بمحافظة تعز عن تحرير نحو 90 بالمائة من المحافظة، وتكبيد المتمردين خشائر فادحة في الارواح والممتلكات، وباتت تعز على مقربة من التحرير الكامل. سبق ذلك اعلان المقاومة الشعبية بمحافظة إب وسط اليمن تحرير عدد من مديريات المحافظة، وفرضت حصارا مطبقا على عاصمة المحافظة من مختلف الاتجاهات، مع استمرار الاشتباكات العنيفة في المداخل الشرقية والجنوبية للمدينة وبعض مديرياتها. ولعل تحرك المقاومة الشعبية في إب خفف الضغط قليلا على تعز التي تعد الهدف الراهن للمقاومة لتحريرها بالكامل. حيث تتمتع محافظة إب بموقع استراتيجي هام في خارطة الصراع باعتبارها تتوسط البلاد ويمر عبرها الخط الرئيسي الرابط بين العاصمة صنعاء ومحافظات تعز والضالع وعدن والحديدة، الامر الذي مكن المقاومة الشعبية في إب من قطع امدادات المليشيات الحوثية الى هذه المدن وتحديدا محافظة تعز، التي تتجه الانظار نحوها بانتظار الحسم للتوجه نحو العاصمة صنعاء.
الطريق الى صنعاء
وفي الطريق الى صنعاء اقتربت قوات الشرعية من محافظة ذمار (80 كم جنوب العاصمة) وأعلنت تحرير اول مديرياتها (عتمة) في مؤشر هام على انهيار المليشيات في المحافظات التي تمتلك فيها حاضنة اجتماعية، اذا تعد ذمار ثالث اهم محافظة بعد صعدة وصنعاء من حيث الثقل الاجتماعي لجماعة الحوثي على عكس محافظات الجنوب والوسط التي لا تتوافر للجماعة فيها اي قبول في الاوساط الشعبية.
كل تلك التطورات رفعت من معنويات المقاومة الشعبية وعملياتها التي تحولت الى اشبه بانتفاضة شعبية عارمة في وجه المتمردين، الامر الذي ضاعف من مخاوف الحوثيين الذين عمدوا الى تشديد الاجراءات الامنية داخل العاصمة صنعاء ومحيطها، وتنفيذ حملة اعتقالات طالت عدد كبير من السياسيين والناشطين بما في ذلك نساء.
وزادت مخاوف المتمردين من تفجر الوضع بالعاصمة صنعاء، بعد تنفيذ المقاومة الشعبية بمنطقة أرحب المحاذية لمطار صنعاء عمليات عسكرية ضد المليشيات الحوثية اسفر عنها مصرع عدد من المتمردين وتدمير الياتهم العسكرية.
بموازاة ذلك اعلن وزير الخارجية اليمني رياض ياسين ان معركة تحرير صنعاء ستبدأ خلال الايام القليلة المقبلة وحدد في تصريحات اعلامية مدة 8 اسابيع لدحر المتمردين منها.
غير ان سيناريوهات محتملة بدأت تطرح نفسها في ظل المتغيرات المتسارعة ميدانيا وسياسيا، حيث تدور وراء الكواليس مشاورات خارج اليمن قد تفضي الى تسليم صنعاء الى الشرعية دون قتال، وهو ما بدا متوافقا مع تصريحات قيادات حوثية عن امكانية سحب مليشياتها من المدن والعاصمة، وفق اتفاق سياسي باتت الجماعة تنادي به وتخفض من خطابها التصعيدي الذي اعتادته قبل الانهيارات الاخيرة التي شهدتها.
السيناريو الاخر يذهب للحديث عن تحرير صنعاء من الداخل عبر تحرك كامل للقبائل المؤيدة للشرعية وتلك التي فكت ارتباطها بالحوثيين وتبحث لها عن ادوار جديدة ترضي قيادة الشرعية المدعومة بتحالف عربي وضع كل امكانياته لانتصارها.
وقد تنتصر صنعاء بذات القوة العسكرية التي سهلت للحوثيين اجتياحها قبل نحو عام، ونتحدث هنا عن معسكرات الحرس الجمهوري التابعة لنجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي يبدو انه فك ارتباطه مع جماعة الحوثي، وبات مقتنعا بأية تسوية سياسية قد تفضي الى مغادرته اليمن واعتزاله السياسة مقابل ضمان موقع قدم لنجله احمد في المشهد السياسي المقبل.
وفي خطوة مفاجئة تعزز من احتمالية هذا الطرح اخلت المليشيات الحوثية عدد من المؤسسات والمرافق بصنعاء وبدأت بتسليمها لقوات الحرس الجمهوري، غير ان خفايا هذا الاجراء الغامض لم تتضح بعد.
وأمام كل تلك السيناريوهات يبدو ان الذكرى الاولى لاجتياح صنعاء من قبل المليشيات الحوثية في الـ 21 من سبتمبر لن تمر قبل اعلان التحرير واستعادة الشرعية ان لم يتزامن هذا الاعلان مع ذات التاريخ.
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
الحياة تعود الى عدن والألغام تعكر صفوها (تقرير خاص)
ماذا يمثل تحرير قاعدة العند العسكرية من جماعة الحوثي
كذب صريح على شمال اليمن
الوضع الانساني باليمن بعد 100 يوم من عاصفة الحزم
وصفت العام 2015 بالأسوأ في تاريخ الصحافة اليمنية :
بلا قيود تكشف عن 210 حالة انتهاك بينها 8 حالات قتل تعرض لها الصحفيين اليمنيين خلال النصف الاول من العام الحالي