تصاعد حدة المواجهات للإسراع في عملية الحسم تزيد الوضع الاقتصادي والإنساني سوءا
الأحد 23 أغسطس-آب 2015 الساعة 10 صباحاً / المركز اليمني للإعلام-القدس العربي
عدد القراءات (1214)

ارتفعت حدة المواجهات المسلحة للاسراع في عملية الحسم العسكري من قبل المقاومة الوطنية ضد ميليشيا الحوثيين في أغلب جبهات القتال في اليمن، وفي مقدمتها جبهات تعز والبيضاء ومأرب وشبوة وغيرها، بعد أن حررت محافظات عدن ولحج وأبين والضالع.
وتزامنت حدة المواجهات المسلحة مع التسارع في التحركات السياسية وارتفاع حدة المعاناة الإنسانية وانهيار الوضع الاقتصادي. حيث أضحت المعاناة الإنسانية المهيمنة والقضية الأبرز في المشهد اليمني الراهن، في ظل المجازر اليومية التي ترتكبها الميليشيا الحوثية، في المناطق التي تخوض فيها معارك ضد خصومها، بالإضافة إلى الضحايا من المدنيين في المناطق التي تضربها قوات التحالف.
وتذكر المصادر الميدانية ان المعاناة الإنسانية تزداد كل يوم تعقيدا مع استمرار عمليات استهداف المدنيين والأحياء المأهولة بالسكان بشكل مقصود من قبل الحوثيين، في محاولة منهم لإجبار قوات المقاومة الوطنية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي على التراجع عن مواجهتهم بقوة السلاح.
وقالت لـ«القدس العربي» ان «الميليشيا الحوثية رفعت حدة قصفها للمدنيين وللأحياء السكنية في مدينة تعز مع تحقيق قوات المقاومة الوطنية تقدما كبيرا في الجبهات وتحريرها العديد من المناطق الاستراتيجية والهامة في تعز، خلال الأسبوع المنصرم».
وأشارت إلى أن ميليشيا الحوثيين أصيبت بهستيريا مع تقدم قوات المقاومة في الجبهات، حيث التقط الحوثيون أنفاسهم وقاموا بتجميع قواتهم المسلحة وجلب تعزيزات كبيرة وأسلحة ثقيلة إلى محيط مدينة تعز من المحافظات المجاورة لها وفي مقدمتها محافظات لحج والضالع وإب، والبدء في عمليات القصف العشوائي على الأحياء السكنية وعلى المدنيين والتي سقط بسببها المئات من المدنيين بين قتيل وجريح، أغلبهم أطفال ونساء وكبار في السن، غير مبالين بالقوانين الإنسانية وقوانين الحرب التي تعتبر مثل هذه المجازر جرائم حرب.
وترصد المنظمات الإنسانية المحلية الكثير من الانتهاكات اليومية ضد المدنيين التي ترتكبها الميليشيا الحوثية، في مدينة تعز وفي بقية المحافظات التي تدور فيها معارك ومواجهات بين الحوثيين وقوات المقاومة الوطنية، في ظل عجز المنظمات الدولية عن الوصول إلى تلك المناطق، إثر منعها من قبل سلطة الأمر الواقع للحوثيين من النزول الميداني إلى المنــاطـــق الــتي يرتكــبـــون فيها مجازر وجـــرائم يومــية ضد حقوق الإنسان، وتأمين وصولهم فقط إلى المناطق الشمالية التي تضررت من قبل قوات التحالف وبالتالي ما زالت حتى الآن تقارير المنظمات الدولية قاصرة في رصدها لانتهاكات الحوثيين ضد حقوق الإنسان.
وقال الناطق باسم المقاومة الشعبية في تعز البرلماني محمد الحميري أمس ان قوات الحوثي وعلي صالح «تقصف عشوائيا مدينة تعز لليوم الثالث على التوالي من مسافات بعيدة مما أدى إلى قتل عشرات الأطفال والنساء والأبرياء وهدم منازل، ولكنه لم يستطع التقدم قيد أنملة نحو المواقع التي بيد المقاومة رغم القصف العنيف الذي يستهدف هذه المواقع بشكل خاص ومدينة تعز بشكل عام».
واشار إلى أن «تعز ستنتصر رغم الجراح، مع تقديرنا الكبير لقوى التحالف وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية». وناشد الحكومة اليمنية ودول التحالف سرعة التدخل لفك الحصار المضروب على مداخل مدينة تعز واستعادة ميناء المخاء، المنفذ البحري الوحيد لمحافظة تعز إلى حضن الحكومة الشرعية.
وتعاني أغلب المناطق اليمنية حصارا اقتصاديا حادا، سواء المناطق الشمالية التي تقع تحت سيطرة الحوثيين والتي تحاصرها قوات التحالف، أو التي تقع في المناطق الوسطى والجنوبية والتي تحاصرها قوات صالح والحوثيين، حيث أصبح الحصار الاقتصادي القاسم المشترك بين جميع سكان اليمن، في مختلف المناطق والمحافظات، والذي انعدمت في ظله أغلب المواد الغذائية والتموينية والوقود، وما وصل من المشتقات النفطية يتم بيعها في السوق السوداء من قبل الحوثيين بأسعار خيالية.
وأضحت المعاناة الإنسانية والأزمة الاقتصادية الخانقة الهم الأكبر لليمنيين، الذين لم يجدوا منفذا للخروج من هذه الأزمة سوى الصبر وانتظار الفرج، أملا في حسم المعركة قريبا، حيث انسدت السبل والمخارج أمامهم من كل الجوانب، ولم يتمكن أغلبهم النزوح داخليا أو اللجوء خارجيا إلى أماكن آمنة، في ظل انغلاق أغلب المنافذ البرية وتوقف حركة الملاحة الجوية وصعوبة الخروج من اليمن عبر البحر إلى جيبوتي أو الصومال، بسبب انعدام السفن الآمنة لذلك وحركة البحر الهائجة التي لا تصلح لإبحار القوارب والسفن الصغيرة.
ومع طول فترة الأزمة والحرب في أغلب المناطق، توقفت الحركة التجارية في البلاد وأغلقت الكثير من الشركات والمصانع والمؤسسات الاقتصادية العامة والخاصة وتم تسريح أغلب الموظفين من وظائفهم وانعدمت مصادر الدخل لأغلب اليمنيين، وأدخلت في ظل هذه الحرب أعداد جديدة وكثيرة إلى لائحة الفقر، بعد أن فقدوا الأمن والأمان وخسروا مصادر دخلهم. وتؤكد المنظمات الدولية انه في ظل هذه الحرب تجاوزت نسبة الفقر في اليمن عتبة الـ80 في المئة من اجمالي عدد السكان الذين يقدر عددهم بنحو 28 مليون نسمة، حيث أصبح نحو 22 مليون نسمة في عداد الفقراء والأشد حاجة للغذاء والمواد الأساسية للعيش. 
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
أسعار النفط تهبط قرب "حد الخطر"
مؤشر سوق الأسهم السعودية تراجعه للجلسة السادسة على التوالي
تدشين إغاثة 78 ألف من متضرري الأحداث باليمن
إنتاج عمان من النفط يتجاوز مليون برميل يوميا
الحوثيون يخفضون أسعار النفط "الأسعار الجديدة"