بدأت السلطات المصرية في شرم الشيخ استجواب أحد عشر من الموظفين في المطار والطاقم الذي عمل على متن الطائرة الروسية، مع ترجيح سيناريو تفجير الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء الأسبوع الماضي. وتركزت التحقيقات على إمكانية وجود «اختراق أمني» سمح بإدخال عبوة ناسفة إلى مخزن الأمتعة في الطائرة. وجاء الاستجواب بعد أن خضع بعض الموظفين للمراقبة الأمنية، وقامت الأجهزة المختصة بفحص تسجيلات الكاميرات في الساعات التي سبقت الكارثة.ونفت السلطات المصرية تقارير قالت إن بعض الموظفين يتقاضون رشاوى لتمرير بعض المسافرين عبر بوابات الأمن تفاديا للوقوف في طوابير طويلة، كما نفت أن يكون أي من أعضاء لجنة التحقيق الدولية قد أدلى بتصريحات صحافية حول ترجيح سيناريو التفجير. ألا أن غياب الأعضاء الأجانب عن المؤتمر الصحافي أمس الأول السبت أثار تكهنات بوجود خلافات داخل لجنة التحقيق.وشهدت حركة الطيران الدولية حالة من الاستنفار أمس بعد ترجيح دول عديدة سيناريو تسبب قنبلة في سقوط الطائرة الروسية في سيناء. وطلبت الولايات المتحد تشديدا أمنيا في كافة الرحلات الآتية من الشرق الأوسط، فيما قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن الحادث يمكن أن يتسبب في تغييرات في إجراءات أمن الرحلات الجوية. وقال «إذا اتضح أن السبب قنبلة زرعها عنصر في داعش (الدولة الإسلامية) أو شخص آخر يستلهم فكر داعش فمن المؤكد أنه سيكون علينا أن نعيد النظر مرة أخرى في مستوى الأمن الذي نتوقع أن نراه في المطارات في المناطق التي تنشط فيها داعش.»ومن جهته قال رئيس شركة طيران الإمارات تيم كلارك أمس الأحد «ما حدث في شرم الشيخ الأسبوع الماضي وبدرجة أقل ما حدث مع طائرة (شركة جيرمانوينغز) يمثلان نقطة تحول في صناعتنا.»ونقلت «رويترز» عن عضو في لجنة التحقيق في حادث سقوط طائرة الركاب الروسية فوق شبه جزيرة سيناء المصرية قوله لرويترز الأحد، إن المحققين «متأكدون بنسبة 90 في المئة» من أن صوت الضوضاء الذي سمع في تسجيلات مسجل صوت غرفة القيادة في الثانية الأخيرة من الرحلة كان انفجار قنبلة.وقال عضو لجنة التحقيق وهو مصري، طالبا عدم نشر اسمه بسبب حساسية الموضوع، «المؤشرات والتحليل حتى الآن للصوت المسجل في الصندوق الأسود تشير إلى أنه انفجار ناتج عن وجود مواد متفجرة».وأضاف «متأكدون بنسبة 90 في المئة أن الانفجار ناتج عن مواد متفجرة.»وسئل عضو لجنة التحقيق عن الأسباب وراء وجود هامش من الشك بنسبة عشرة في المئة في أن الطائرة سقطت نتيجة انفجار فقال «لا يمكن أن أناقش ذلك الآن.»وأعلنت لجنة الطيران الروسية أن الصندوق الأسود لطائرة الركاب الروسية التي تحطمت في سيناء لم يسجل أي بيانات تدل على حدوث خلل في أجهزة وأنظمة الطائرة قبل تحطمها، طبقا لما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء أمس الأحد.وأعلن ممثل عن فريق العمليات التابع لوزارة الطوارئ الروسية عن وصول مجموعة من الخبراء الروس والمصريين والألمان والفرنسيين إلى مكان تحطم الطائرة الروسية في سيناء، لمواصلة التحقيق في أسباب الحادث، طبقا لما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.على الصعيد نفسه قال تقرير أعدته وكالة «أسوشييتدبرس» نقلا عن مسؤولين أمنيين في مطار شرم الشيخ المصري، إن هناك ثغرات أمنية فيما يتعلق بجهاز المسح الضوئي للأمتعة الذي ذكروا أنه لا يعمل في الغالب، كما أشاروا إلى وجود تراخ في عمليات التفتيش عن الطعام ووقود الطائرات عند بوابة الدخول.ونقل التقرير عن مسؤولين في مطار شرم الشيخ طلبواعدم ذكر أسمائهم وقوع عطل في جهاز المسح الضوئي، وأنهم أشاروا إلى ذلك في التقارير الأمنية التي ترفع إلى رؤسائهم، لكن لم يتم استبدال هذا الجهاز حتى الآن.وكشف التقرير عن خلل في عمل جهاز الكشف على البضائع المنقولة جوا في منطقة الشحن. كما ذكر أحد الموظفين أنه كان يتم «إطفاء الجهاز لتقنين الكهرباء»، وأنه صالح تماما وكان يتم تشغيله عند عمليات التفتيش التي يجريها خبراء دوليون بشكل دوري.ونفى المتحدث باسم وزارة الطيران المصرية، محمد رحمة، الروايات التي تحدثت عن الثغرات وعدم كفاية الإجراءات الأمنية بقوله «شرم الشيخ أحد أكثر مطارات العالم أمانا، لكنه لم يوضح.وقال أحد المسؤولين المصريين إن الأعطال في جهاز المسح الضوئي (سي تي إكس) الموجود منذ عشر سنوات، ترجع إلى أن مشغليه لا يستخدمونه بشكل صحيح «وذلك لغباء بشري» وليس لأعطال فنية.