اليمن: تصعيد عسكري يعقد المفاوضات السياسية (تقرير خاص)
الإثنين 16 نوفمبر-تشرين الثاني 2015 الساعة 09 مساءً / المركز اليمني للاعلام - خاص
عدد القراءات (1314)

اتسعت رقعة المواجهات في اليمن لتشمل مناطق جديدة، في ظل استماتة غير مسبوقة من قبل قوات الحوثي وصالح، التي دفعت مؤخرا بآلاف المقاتلين إلى جبهات القتال بحثا عن انتصار مؤقت لاستغلاله كورقة ضغط في مشاورات "جنيف2" التي لم يتأكد موعدها بعد ويبدو أنها تسير نحو تأجيل آخر.  المركز اليمني للاعلاموفي الوقت الذي اعلن فيه الحوثيون استلام وثيقة المشاورات الأممية، وأنهم لا يزالون يدرسونها قبل إرسال الرد عليها، تمارس الجماعة عبر مسلحيها وقوات صالح، تصعيدا ميدانيا غير مسبوقا على الأرض، كما لو انها تسعى ليكون الرد عسكريا على مسودة المفاوضات، عبر السيطرة على مناطق إستراتيجية لتعزيز موقفها ورفع سقف مطالبها او العمل على خفض سقف الالتزامات المطالبة بتنفيذها وفق قرار مجلس الامن الدولي 2216 الذي سيتم التشاور على تنفيذه بين الحوثيين وحكومة هادي في جنيف2 الذي كان مقرر انعقاده منتصف الشهر الحالي، غير أن غياب التوافق والثقة بين مختلف الاطراف عملت على تأجيله إلى موعد لم يتحدد بعد، مثلما ان جنيف قد لا تكون مقرا للمفاوضات المرتقبة كما أعلن سابقا.
وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدها مسلحي الحوثي وصالح خلال الأيام القليلة المنصرمة، على يد المقاومة الشعبية والجيش الموالي للحكومة مسنودا بقوات التحالف، الا ان الحوثيين وصالح دفعوا بمقاتليهم نحو جبهات القتال لاستعادة السيطرة على مناطق إستراتيجية كانت تحت قبضتها قبل ان تسقط بيد المقاومة الشعبية.

وبدت مدن الجنوب هدفا جديدا للحوثيين الذين سعوا خلال الأيام الأخيرة لإحداث اختراق نحو محافظة الضالع، عبر معارك عنيفة شهدتها مدينة دمت، أولى مديرات الضالع، كما اقتربت المواجهات من مضيق باب المندب الاستراتيجي، الذي تم سقط من قبضة الحوثيين وقوات صالح مطلع أكتوبر الماضي، بعد معارك عنيفة مع المقاومة الشعبية مدعومة بقوات التحالف العربي.
وسعى مسلحو الحوثي وصالح خلال الايام القليلة الفائتة التقدم إلى منطقة ذباب المحاذية لمنطقة باب المندب مستغلة تأثيرات إعصاري "تشابالا" و"ميج" اللذان ضربا عدد من السواحل اليمنية، والتي دفعت بعض البوارج والقطع الحربية التابعة لقوات التحالف المتواجدة في المياه الإقليمية اليمنية إلى الانسحاب من بعض مناطق تمركزها في إجراء احترازي لتداعيات الإعصارين، لكنها سرعان ما عادت إلى مواقع تمركزها، لتعزيز السيطرة على المضيق.
وفضلا عن المكاسب السياسية، فان قوات الحوثي وصالح ألقت بثقلها لفتح جبهات قتال جديدة على تخوم محافظة الضالع جنوبا، للتخفيف من الضغط الحاصل عليها في جبهة تعز التي اتجهت قوات التحالف لتعزيزها تمهيدا لفرض السيطرة عليها، خاصة أن التعزيزات العسكرية التي وصلت مؤخرا الى الجيش الموالي للحكومة بتعز قدمت عبر المحافظات الجنوبية وتحديدا عبر طريق لحج وكذا الضالع المحادة لتعز من جهة الجنوب. وبالتالي فان محاولات الحوثيين استعادة سيطرتهم على الضالع تهدف لتامين وجودهم في تعز وكذا مدينة إب وقطع أي إمدادات تأتي من الجنوب باتجاه محافظات الوسط والشمال وتحديدا محافظاتي تعز وإب ومن ثم محافظة ذمار التي شهدت مؤخرا عمليات نوعية لمقاومة أزال، عبر تنفيذ هجوم مباغت وتفجيرات أوقعت عشرات القتلى في صفوف الحوثيين، فضلا عن ما سببته هذه العمليات من مخاوف لدى الحوثي وصالح من وصول عمليات التحرير إلى ذمار التي تعد البوابة الجنوبية للعاصمة صنعاء، الأمر الذي جعلهم يستميتون في معركة تعز والبحث عن تامين طريق الإمداد وتأخير معركة العاصمة صنعاء.
يدرك مسلحو الحوثي وقوات صالح الأهمية الكبيرة التي تحتلها محافظة تعز على المستويات السياسية والسكانية والجغرافية، وبالتالي فهي وان فشلت في السيطرة عليها طيلة الشهور الماضية، إلا أنها تسعى لتأخير تحريرها من قبل القوات الحكومية المدعومة بالتحالف العربي. 


تعثر المفاوضات
سياسيا تعثر إجراء المفاوضات بين الحوثيين وصالح وحكومة هادي في الـ 15 من نوفمبر الحالي وهو الموعد الذي أعلنته الأمم المتحدة سابقا، و مر هذا التاريخ دون أن يعلن المبعوث الاممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ عن الموعد الجديد الذي من المقرر ان تنطلق فيه المشاورات، ما يعني ان إشكاليات عدة لا تزال تعترض الحلول السياسية للوضع المتفاقم في اليمن.
ومؤخرا استدعت قيادة الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام ممثليها من مسقط إلى صنعاء للرد على مسودة المفاوضات المرتقبة التي تسلموها الأربعاء من الأمم المتحدة.
ومن المتوقع أن يتضمن رد الحوثيين اعتراضات على آليات الحوار واجنداته، وهو ما بدا واضحا من خلال تصريحات الناطق الرسمي لجماعة الحوثي محمد عبدالسلام، الذي أكد تمسك جماعته بالنقاط السبع التي سبق التوصل إليها في مفاوضات مع المبعوث الأممي في مسقط سبتمبر الماضي. وابرز ما تتضمنه النقاط السبع التي سبق وان رفضتها الحكومة اليمنية الشرعية، التحفظ على القرارات الأممية التي تمس السيادة اليمنية، كما تضمنت أيضا رفع العقوبات الدولية التي أقرت على مواطنين يمنيين في إشارة إلى قرار تجميد الأموال والمنع من السفر الذي طال صالح وقيادات حوثية.
في المقابل ترفض الحكومة مضامين النقاط السبع وتتمسك بإجراء المشاورات حول آليات تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 الذي يلزم الحوثي وصالح الانسحاب من المناطق التي استولوا عليها وتسليم أسلحتهم للدولة وإنهاء سيطرتهم على المؤسسات الحكومية.
وأعلنت الحكومة الأسبوع الماضي عن وفدها في المفاوضات برئاسة الأمين العام للمؤتمر القومي العربي والقيادي الناصري اليمني عبدالملك المخلافي إلى جانب 6 آخرين من مستشاري هادي بينهم نائب رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام المنشق عن صالح د. احمد عبيد بن دغر.

  
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
فيما هادي وحكومته مشغولون بالتعيينات : الجنوب يدخل مرحله خطيرة من القتل والفوضى
تصلب جديد لأطراف جنيف ..هادي يُهدد والحوثيون يقولون ان "رئاسته منتهية"
ناشطون يهربون الأوكسجين إلى تعز المحاصرة
إب: سماسرة الاحوال المدنية ينهبون اموال المواطنين مقابل الحصول على الوثائق الشخصية (تقرير خاص)
هيومن رايتس تتهم الحوثيين باستخدام صواريخ غراد لقصف المدنيين بتعز عشوائيا (شاهد الفيديو)