سياسيون يحذرون من استمرار الفوضى ويطالبون بوضع حد لعبث المليشيا
عناصر مسلحة تسيطر على مؤسسات الدولة بجنوب اليمن وتطالب بمبالغ مالية لتسليمها
الجمعة 04 ديسمبر-كانون الأول 2015 الساعة 05 مساءً / المركز اليمني- عبدالحافظ الصمدي
عدد القراءات (1368)

تعيش مدينة عدن جنوبي اليمن انفلات امني بفعل انتشار جماعات مسلحة تسيطر على مباني المؤسسات الحكومية.

المركز اليمنيوحذر سياسيون من استمرار الانفلات الامني وسيطرة الجماعات المسلحة على مؤسسات الدولة في المحافظات الجنوبية؛ عدن ولحج وأبين والضالع.


وفي الأون الأخيرة سيطرت جماعات مسلحة على الكثير من الحكومية في وقت كشفت مصادر مطلعة" عن مؤسسات حكومية بمدينة عدن سيطر عليها مسلحون مطالبين بمبالغ مالية مقابل تسليمها.


وتشير المصادر الى عرقلة أعمال السلطة المحلية, والمؤسسات الخدماتية والأمنية, والأكاديمية, وتعطيل إعادة الجاهزية لبعضها الآخر, واتساع أعمال السطو والتعدي والمصادرة لأملاك وأصول المؤسسات العامة والخاصة, والبسط على الأراضي, معتبرة المصادر ذلك أعمال تخريبية, وعلى درجة من الخطورة, ومن شأنها ان تهيئ الظروف لحدوث الأسوأ, والأشد ضررا.


وتعزو المصادر اختراق العناصر المسلحة التابعة لأطراف نافذة الى عدم تنظيم عملية الالتحاق بالمقاومة الجنوبية وتواطئ شخصيات محسوبة على السلطة الشرعية مستفيد من بقاء الانفلات الامني من اجل ابتزاز دول التحالف واستخدام الدعم في صالحها الشخصي وفقا للمصادر.


• سياسة المهادنة..


وأشارت المصادر الى ان اعتماد شخصيات محسوبة على السلطة الشرعية على سياسة المداراة مع الجماعات المسلحة، زاد من تعقيد استعادة الامن وظهرت على اثره جماعات مسلحة تسيطر على المنشآت الحكومية.


وأشارت المصادر الى ان مبنى المحافظة تم اغلاقه لأكثر من أسبوع من قبل قائد مقاومة المعلا متذرعا بعمل اداري لا يعنيه البتة، فيما سيطرت عناصر مسلحة على قصر الجمهوري بمنطقة المعاشيق قبل وصول الرئيس عبدربه منصور هادي.


ووفقا للمصادر لا زالت القوات الاماراتية تفاوض مسلحين على تسليم معسكر رأس عباس ، الا ان المسلحين يريدون "نقل قدم"؛ حيث يطالبوا بتسليمهم مبلغ مليون درهم امارتي مقابل التسليم.


كما قام مسلحون باغلاق جمرك المنطقة الحرة بمدينة عدن وفتحه بعد مقايضتهم وتسليمهم ما يعادل 40 الف دولار من ايرادات الجمرك، مشيرة المصادر الى انه يتم تقاسم مثل هذا المبلغ مع جهات واطراف متورطة بالسلطة.


ولفتت المصادر ان المواد الاغاثية تباع في الاسواق كما ان الاغاثة الدوائية يتم بيعها بالصيدلات والمرافق الصحية.


واشارت الى ان كثير من جرحى المقاومة الحقيقين لا زالوا يعانون داخل عدن فيما جرحى المشاكل الجانبية والثارات يتم تسفيرهم للعلاج بالخارج. 


• تأسيس قوات بديلة..


وفي السياق اعتبر المحلل السياسي عبدالناصر المودع الفوضى في معظم المناطق الجنوبية امر طبيعي ومتوقع حيث لا وجود لاي قوى امنية او عسكرية نظامية، تتبع السلطة الشرعية، فالجيش والقوات الامنية التي كانت متواجدة في هذه المناطق انسحبت وتفككت بسبب الحرب، ولم تقم السلطة الشرعية بتأسيس قوات بديلة حتى الان، ومن غير الممكن ان تتمكن من تشكيل هذه القوات في الوقت الحالي او المستقبل القريب على الاقل. 

وأشار الى ان هناك عدة اسباب بعضها يرجع الى الظروف التي خلفتها الحرب، فهذه الحرب ساعدت على انتشار السلاح وتوزعه بين اطراف كثيرة ذات اجندات متعارضة، فهناك القوى المتطرفة كالقاعدة وداعش وهناك قوى اسلامية اخرى كالسلفيين والاصلاحيين، الى جانب القوى الكثيرة التي تنضوي تحت لافتة الحراك الجنوبي.


واردف المودع بالقول: هذه القوى تعمل بشكل منفرد ومجتمع على خلق فوضى سلاح، كما انها تمنع اي امكانية لانشاء قوات امنية، وعسكرية تحت قيادة السلطة الشرعية، اذ ان من المستحيل دمج جميع هذه المكونات في كيان واحد، الى جانب انه من الصعب اختيار بعضها وتجاهل البعض لانشاء مثل هكذا كيان. وكل هذا الامر يتم في ظل تنافسات جهوية شديدة لها جذور عميقة تمتد الى الصراعات التي غلفت الدولة الجنوبية قبل الوحدة.


ولفت المحلل السياسي المودع الى ان هناك صعوبة في تشكيل قوة جديدة امنية وعسكرية في الجنوب ترجع الى الطبيعة السياسية للجنوب، فهذا الجزء من اليمن يعاني من فراغ سياسي منذ هزيمة الحزب الاشتراكي في عام 1994، فبعد هذا التاريخ لم يشهد الجنوب اي قوة او قوى سياسية قادرة على سد الفراغ السياسي الذي احدثه تدمير الحزب الاشتراكي ومؤسسات دولة الجنوب، و لا يتوقع تشكل قوة او قوى سياسية في الوقت الحالي تسيطر على الجنوب نظرا الى الطبيعة الهلامية للجنوب، والذي يتصف بضعف الاحساس الجمعي وانتشار النزعة الجهوية الانعزالية وكل هذه الامور الى جانب التأثيرات الخارجية اكانت من المناطق الشمالية او المحيط الاقليمي، تمنع الجنوبيين من الاتفاق على التوحد ضمن جسم سياسي وتحت قيادة واحدة حسب تعبيره المودع.


وحذر المودع من ان تستمر هذه الفوضى في الجنوب وقال ان هذه الفوضى قد تستمر حتى تحدث تطورات نوعية في اليمن باتجاه تأسيس سلطة مركزية قوية تبسط قوتها على جميع مناطق اليمن، وحتى ذلك الوقت فان علينا التوقع باستمرار الفوضى وغياب الدولة في الجنوب والشمال.

• فراغ سياسي وأمني..


وطالبت منظمة حقوقية تعمل في نطاق عدد من محافظات الجنوب بتحرك عاجل لمواجهة تزايد نشاط الجماعات المسلحة .


وقال منتدى عدن في بيان له ان هذه الجماعات المسلحة تابعة لما اسمتهم "البلاطجة وباتت تسيطر على الكثير من المؤسسات الحكومية، محذرة من خطورة الأوضاع الحالية، في المحافظات الأربع عدن, ولحج, وأبين, والضالع.


وأضاف في بيان له :" ان واقع الحال الذي تعيشه اليوم هذه المحافظات, والذي يعد جزء من المشهد العام, يشير إلى استمرار حالة الفراغ السياسي والأمني والإداري والإعلامي, وان الجهود المبذولة والإجراءات المتبعة والنجاحات المحققة هنا وهناك كانت أدنى مما يتطلبه الوضع الراهن والتركة الموروثة والتحديات والمشاكل القائمة, والمخاطر الناشئة, والأولويات التي لا تقبل التأجيل, والتسويف. لقد غابت الرؤيا العامة للنشاط, في فترة ما بعد التحرير, وساد الارتباك, والتشتت وفقدت المبادرة, والأعمال الموحدة, والروح التي تحلى بها الجميع, وبخاصة المجتمع والمقاومة, إبان التصدي للعدوان وجرائمه.


واكد المنتدى على البعد السياسي للوضع في الجنوب, وتقديره لتعقيدات وإفرازات اللحظة الانتقالية الراهنة, وحالة الحرب القائمة, وثمن ما يقدمه الأشقاء من دعم وأعمال جليلة للمساعدة في حفظ الأمن, وأعمال الإغاثة وتطبيع الحياة العامة, وانتظام عمل المؤسسات الحيوية, الا انه شدد على تطبيق المعالجات الخاصة بأفراد المقاومة, وبناء المؤسسة الأمنية الفاعلة, واستعادة دور السلطات المحلية, النظام والقانون. ووضع حد عاجل للأعمال المهددة للسكينة العامة والسلم الأهلي.


وحث المنتدى سائر القوى والمكونات والشرائح والهيئات إلى اعتماد الحوار, والعمل على أساس القواسم المشتركة, وتجسيد مبدأ الشراكة والمشاركة وعلى كل مستوى, وقال ان على الجميع احترام إرادة وتطلعات الشعب في الجنوب, التي يجب ان لا تغيب في الاستحقاقات السياسية القادمة, ولا تصادر كما حصل في الأمس القريب.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
14 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي
اليمن: استمرار الحرب يمنع الزواج ويزيد العنوسة
جينف في مهب الريح (تقرير)
خلافات هادي وبحاح هل ستعرقل المحادثات المرتقبه (تقرير)
تحذيرات امميه من وضع انساني قاتم باليمن