أطفال اليمن يواجهون الحرب بالرسم
الأحد 03 إبريل-نيسان 2016 الساعة 05 مساءً / ذمار - صقر أبو حسن
عدد القراءات (2841)
يتقاسم أطفال اليمن أوجاع الكبار، ورغم بساطة الأعمال التي يقدمونها، إلا أنها تعطي صورةً واضحةً عن الغضب الذي يعتري قلوب هؤلاء الصغار، مما يحدث في البلد بسبب الحرب.
يأتي في مقدمة تلك الأعمال: المسرحيات والرسم والفن التشكيلي والمجسمات وكذلك تنظيم المعارض الفنية في المدارس والميادين العامة.

الكاتب على المسعدي أوضح أن هذه الأعمال انعكاس للواقع وبالتالي انعكاس للمستقبل، مضيفاً إنها "إحياء روح الرفض للحرب وإثبات أن المجتمع، بكل فئاته، لن يُسلم لهذا الواقع".
ولفت المسعدي في حديث لـ"العربي" إلى أن "الصغار هم واقع اليوم، لكنهم حديث الغد وحكامه"، مشيراً إلى أن "هذه الأعمال تنمي فيهم حاسة الوعي بما يحيط بهم واستيعاب ما يحدث، ومن خلال ذلك يقررون من يحبونهم ومن يكرههم، والرسومات للأطفال هي تعبير عن واقع معاش الآن، ويتعايش معه، لكنه يرفضه".

وطوال الأشهر الماضية، تنظم مدارس اليمن سلسلة من المعارض الفنية والإبداعية، صنعتها أنامل الأطفال والتلاميذ، تعبر في مجملها عن رفض الحرب والدعوة إلى الصمود، وعدم الرضوخ والإنكسار، وتحظى بزيارات كبيرة من قبل الأهالي. يشار هنا إلى أن تلك الأعمال تصنع من مواد وخامات بسيطة موجودة في البيئة، ليتم تحويلها الى قطع فنية جميلة.
مدير مدرسة "الرائدة"، عصام المفراع أوضح أن إعداد المعارض والمجسمات الفنية أتت من المعاناة التي يعيشها اليمن وشعبه.

وأكد المفراع لـ"العربي" أن "الأعمال تكشف مدى وحشية الحرب ضد الأرض والإنسان"، مضيفاً: "تستهدف الحرب تدمير اليمن، من خلال استهداف منشأة اقتصادية وثقافية وتعليمية وأحياء سكنية وحتى مقابر أموات، والأطفال يلخصون ذلك بالرسم والمجسمات". وعن تجربة أحد طلاب مدرسته، قال المفراع: "بقطعة بلاستيكية ومعجون أسنان ولعبة سيارة صغيرة، صنع تلميذ مجسماً جميلاً، ولقي ذلك المجسم اهتمام الزوار... أطفالنا يصنعون من الأشياء البسيطة صوراً عظيمة للصمود". 

ويرى أستاذ علم النفس الجنائي في جامعة "ذمار"، لطف محمد حريش، أن "استمرار الحرب يدخل الخوف إلى نفوس الصغار"، مبيّناً أنه "لكسر هذا الخوف يتم خلق حالة إبداعية تتمثل في المشاركة في المعارض الفنية والرسم والتمثيل".

وشدّد حريش، في حديث لـ"العربي"، على أن "الأطفال الأكثر عرضة للصدمات النفسية المرتبطة بالحروب والصراعات والأزمات"، مضيفاً "التعبير عن الغضب من الحرب وممارساتها الوحشية... ينشط أطفال اليمن في المجال الإبداعي للحد من الآثار النفسية".

وقال إن "الأزمات والحروب تعود بالخطر الشديد على دماغ الطفل العاطفي الذي يقع في جزء الدماغ الأيمن، الذي ينمو وفقاً لما يكتسب الطفل من حب وعطف وحنان، وأي إحباط للجانب العاطفي يؤدي إلى ضمور في هذه المنطقة من الدماغ"، مضيفاً أن "هذا الضمور يسبب شُحاً واضطراباً عاطفياً، ولتفادي هذا التطور النفسي السلبي للأطفال؛ يلتفت الطفل إلى البوح بالمشاعر للحد من تلك الآثار من خلال الأعمال الفنية".
*نقلا عن العربي 

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
عدن .. مدينةٌ يقودها المجهول... إلى هاويةٍ سحيقة !
جمعة الكرامة (قصة قصيرة )
"الحرب" و"الجفاف" يلسعان النحل في اليمن
مرور عابر على صفحات أطراف الصراع .. تضليل وطرح إعلامي يتجاوز الواقع
الاتصالات اليمنية تدفع نحو أزمة جديدة تهدد بحرمان الخزينة العامة من آخر مصادر دخلها