لكن الوضع اليمني بين ما تعيشه المنطقة العربية من أوضاع متشابه ومتقاربة، يظل هو الوضع الوحيد الذي لايصل إلى إي نهاية فلا الحرب فرضت واقعا جديدا بعد عام كامل ولا الانقلاب على سلطات الدولة الرخوة أوجد سلطات دولة جديدة يمكن لليمنيين التعويل عليها ولا المتحاربين اﻹخوة واصلوا القتال على أمل أن يقضي أحدهما على اﻷخر ويتفرد بالحكم.
ووحدهم اليمنيين يعيشون خليطا غير متجانسا للحكم والفوضى والسلام والحرب والفقر والغنى والحب والكراهية، ليس هناك إدارة، لكن أجهزة الدولة تعمل، ليس هناك أية موارد اقتصادية ترفد الخزينة العامة للدولة لكن المرتبات تصرف بانتظام ليس هناك نفط وكهرباء ولكن وسائل المواصلات تعمل والإضاءة في كل بيت؟
ومثلما يعيش اليمنيين التناقضات كل ساعة فإنهم أيضا ضحايا لتناقضات التقارير والتقديرات الدولية والمحلية التي تتحدث عن أوضاعهم بلغة اﻷرقام المخيفة والصادمة.
حيث تقول المنظمات اﻹنسانية التابعة للأمم المتحدة أن 21 مليون مواطن يمني من أصل 25 مليون مواطن بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة وأن 1 مليون و800 ألف طفل يعانون من سوء التغذية.
تقرير حديث صادر عن مركز اﻹعلام الاقتصادي ومركز يمني متخصص بالقضايا الاقتصادية أن أسعار المواد الغذائية ارتفع خلال الربع اﻷول من العام الجاري 2016 في اليمن بنسبة 25 بالمائة مقارنة بأسعارها خلال نفس الفترة في العام الماضي 2015م 

وأوضح التقرير أن تعز احتلت المرتبة الأولى في ارتفاع الأسعار بمتوسط ارتفاع بلغ 45% تلتها الحديدة 27% ثم عدن وحضرموت ومأرب وصنعاء، مبينا أن تأثير الحصار على مدينة تعز منذ العام الماضي 2015 كارثية، حيث تعيش عشرة ألف أسرة في أحدى المديريات على وجبتين في اليوم، ويواجه 800 ألف من سكان المدينة انعدام شبه تام للمياه الصحية في حين توقفت 95% من مستشفيات المدينة عن تقديم خدماتها الطبية.

ويقول التقرير إن إنتاج مصانع الأدوية المحلية تراجع بنسبة 5% فيما توقفت 800 من شركات المقاولات وفقد ما يقارب مليون وخمسمائة ألف عامل وظائفهم، مشيرا إلى أن المنظمات الدولية تلقت مليار و890 مليون دولار لكنها لم تستطع الوصول إلى المتضررين من الحرب وهم مليون ونصف مليون مواطن في تعز وصعدة وحجة والبيضاء ومحافظات أخرى.

لكن الممثل المقيم للأمم المتحدة باليمن جيمي ماكغولدريك يقول في لقاء جمعه بالصحفيين قبل أيام في العاصمة صنعاء أن خطة الاستجابة اﻹنسانية في اليمن بحاجة إلى مليار و800 مليون دولار وأن ما تم توفيره من ذلك المبلغ لا يتجاوز 16 بالمائة فقط، ويؤكد ممثل اﻷمم المتحدة باليمن أنه مهما بلغت لن تغطي احتياجات اليمنيين المتزايدة، كما لن تتمكن المنظمات اﻹنسانية من الوصول إلى كل المواطنين مالم يسمح للقطاع التجاري بالاستيراد ويسهل التحالف العربي للسلع اﻷساسية بالتدفق.

في لمحتها عن العام الماضي 2015 يقول مكتب اﻷمم المتحدة لتنسيق الشئون اﻹنسانية "اوتشا" أن 82 بالمائة من اليمنيين ما يعادل 21 مليون و200 ألف مواطن بحاجة إلى مساعدات جراء النزاع المسلح وتصاعد أعمال العنف في اليمن وأن 12 مليون و400 ألف يعيشون في مناطق متأثرة بالنزاع المسلح في حين يستمر طرفي النزاع في إيذاء المدنيين والحاق أضرارا وتدميرا للبنى التحتية المدنية من خلال الضربات الجوية والمعارك البرية
اﻷمر الذي أسفر عن مقتل 930 طفل وإصابة 1350 ومقتل 6 الاف و408 مواطنا وإصابة 30 ألف و139 مواطنا.

وتؤكد أن نصف مليون امرأة حامل لا يمكنهن الولادة بأمان و320 ألف طفل في خطر من سوء التغذية الحاد و3ملايين و400 ألف طفل اصبحوا خارج المدارس وأن 6 من كل 10 يمنيين يحاجون للأمن الغذائي أو دعم سبل المعيشة .
اما بخصوص النازحين جراء أعمال العنف فتؤكد الوكالة اﻷممية أن عدد النازحين بلغ بحسب المحافظات : بلغ 2 مليون و430 ألف و178 نازحا من محافظات
تعز/ حجة/ صنعاء/ عمران /صعدة/ أمانة العاصمة.