القاعدة في الجنوب تخسر الأرض والحاضن الشعبي
الأربعاء 27 إبريل-نيسان 2016 الساعة 06 مساءً / المركز اليمني للاعلام - خاص
عدد القراءات (1677)

حققت قوات من الأمن والجيش، مدعومة برا بمجاميع من المقاومة الشعبية وجوا بمقاتلات التحالف العربي الحديثة، نجاحا لافتا حين تمكنت، خلال الأيام الماضية، من طرد عناصر تنظيم القاعدة من مدن رئيسية بمحافظات في جنوب اليمن.
وعلى خلاف المعارك التي خيضت ضد تنظيم القاعدة، خلال الأعوام الماضية، لم يفاجئ التنظيم قوات الجيش والأمن بعمليات نوعية.
ومن المستبعد أن يتمكن التنظيم من إعادة نشر مقاتليه في المناطق التي طُرد منها على هيئة خلايا نائمة ومجموعات صغيرة لخوض حرب عصابات وتنفيذ عمليات ضد أهداف أمنية وعسكرية، كما كان يحدث في السابق، حين كان المستهدفون بعملياته خارج اهتمام أبناء المجتمع الذي ينشط فيه.

تقديرات خاطئة
وكان التنظيم قد تمكن من السيطرة على مدن رئيسية في محافظات جنوبية عقب خروج مسلحي الحوثي وقوات الرئيس السابق "علي عبد الله صالح" منها أواخر العام الماضي.
واستغل تنظيم القاعدة انفراط عقد المؤسستين، الأمنية والعسكرية، لتوسيع دائرة نفوذه في جنوب اليمن، من خلال السيطرة على الأرض، واستخدام مناطق سيطرته لاستقطاب وتدريب مقاتلين جدد من مختلف محافظات اليمن.
كما استغل التنظيم خلو الساحة الجنوبية من جهة قادرة على سد فراغ ما بعد انسحاب مسلحي الحوثي وقوات صالح في فرض نفسه كأمر واقع.
وبرغم أن المشاركة الفاعلة في الحرب البرية ضد الحوثيين وصالح بالجنوب كانت للمقاومة الشعبية، إلا أن المقاومة لم يكن لها جسم تنظيمي يجمعها، بل كانت مجرد أفراد تحركوا بشكل عفوي لأجل الدفاع عن الجنوب، قبل أن يعودوا إلى منازلهم بعد انتهاء الحرب.
وأدى تأخر دمج أفراد المقاومة الشعبية بالأجهزة الأمنية والعسكرية إلى تعزيز حضور التنظيم في عدد من محافظات جنوب اليمن.
وحاول تنظيم القاعدة، خلال الأشهر الماضية، الحيلولة دون ترتيب وضع أمني وعسكري على حساب نفوذه، وذلك من خلال عمليات الاغتيال الممنهجة لقيادات في الأجهزة الأمنية والعسكرية وفي المقاومة الشعبية.
وتؤكد الأحداث الأخيرة أن التنظيم وقع ضحية تقديراته الخاطئة لموقف أبناء المحافظات الجنوبية منه.

خسارة الحاضن
ويشير ما حدث أخيرا إلى أن تنظيم القاعدة عاش، خلال الأعوام الماضية، وهم وجود "حاضن شعبي" له في المحافظات الجنوبية.
ومن المرجح أنه اعتبر الاستياء الجنوبي من سيطرة سلطة الشمال، مباركةً غير مباشرة لوجوده ونشاطه ضد هذه السلطة في الجنوب.
ويدرك التنظيم، أكثر من غيره حاليا، أن خططه المستقبلية بُنيت على فهم خاطئ للواقع الجنوبي، وأن واقعه الحالي مقطوع الصلة بماضيه.


تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع المركز اليمني للإعلام نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
مواضيع مرتبطة
اليمن.. حرب وحوار ووضع انساني مخيف
سيناريو ما بعد مفاوضات الكويت
مواقف الأحزاب من قرارات هادي الأخيرة ما بين مؤيد ورافض
الطريق إلى الكويت .. آمال محفوفة بقتال ضاري
اتفاق ضبط سعر الصرف لم يحفظ الريال